قالت أهم وأضخم وكالة أنباء اقتصادية في العالم، وهي وكالة “بلومبرغ”، إن توسعة قناة السويس التي نفذتها مصر مؤخرًا بكلفة تتجاوز 8 مليارات دولار لا يحتاجها العالم، وتبعًا لذلك فلن يكون لها جدوى اقتصادية ولن ترفع من إيرادات القناة، ولا الحركة التجارية فيها.
وأشار تقرير للوكالة إلى أن عبد الفتاح السيسي يحتفل الخميس بأكبر توسعة لقناة السويس منذ إنشائها في العام 1869، إلا أن “السيسي العسكري الذي أصبح رئيسًا للبلاد يريد بهذه التوسعة أن يدعم حكمه، ويستفيد من الرمزية التي لا يمكن أن تغيب عن أذهان المصريين بإعلان توسعة قناة السويس”.
وبحسب التقرير فإن الشكوك تدور حول الجدوى الاقتصادية لتوسعة القناة التي يبلغ طولها 193 كيلومترًا، وتربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر (التفريعة الجديدة 30 كيلو مترًا فقط)، حيث إن التوسعة من المفترض أن تزيد من الطاقة الاستيعابية للقناة، وتقلل من الوقت المستغرق لمرور السفن والعبارات، لكن بعض المراقبين يشيرون إلى أن الحركة في القناة ليست مزدحمة بما يستدعي هذه التوسعة.
ونقلت “بلومبرغ” عن رالف ريسوزينسكي، مدير قسم الأبحاث في شركة (Genoese shipbroker Banchero Costa) ومقرها سنغافورة، قوله: “بالنسبة لنا في قطاع الشحن الدولي فإن قرار توسعة قناة السويس شكل مفاجأة بالنسبة لنا”.
وأضاف ريسوزينسكي: “بحسب ما أعلم فإنه لم يكن هناك ضغط، ولا حاجة ولا مطالبات من أجل توسعة القناة”.
وتقول بلومبرغ إن قناة السويس، بدون التوسعة، لم تعمل بطاقتها القصوى ولم تمتلئ بالسفن منذ الهبوط الكبير في حركة الشحن بالعام 2009، والذي نتج في ذلك الحين عن الأزمة المالية العالمية.
وبحسب البيانات الرسمية التي أوردتها “بلومبرغ” في تقريرها فإن عدد السفن التي تعبر من قناة السويس حاليًا لا يزال أقل بنسبة 20% عما كان عليه الحال قبل العام 2008، أي قبل الأزمة المالية العالمية، فضلاً عن أن الزيادة في حركة السفن بالقناة خلال عقد كامل (أي عشر سنوات) ارتفع بنسبة 2% فقط.
وتنقل بلومبرغ عن محللين اقتصاديين قولهم إن الأرقام والبيانات المتعلقة بالحركة في قناة السويس تعكس تباطؤ النمو في التجارة العالمية، في الوقت الذي توقع فيه صندوق النقد الدولي متوسط نمو في التجارة العالمية بنسبة 3.4% خلال الفترة من العام 2007 وحتى العام 2016، مقارنة مع نمو بنسبة 7% في العقد الذي سبق.
ويلفت تقرير بلومبرغ إلى أن السيسي يبحث عن دعم وتثبيت حكمه من خلال القيام بتوسعة قناة السويس، مغدقًا أكثر من 8 مليارات دولار على هذا المشروع، متجاهلاً مقتل المئات من معارضي حكمه، إضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف وإبقائهم في الحكم من أجل إسكات الأصوات المعارضة.
يشار إلى أن مصر تشهد احتفالية ضخمة بتوسعة قناة السويس الخميس، على أن الاحتفالية تقام تحت شعار “هدية مصر إلى العالم”، وشعار: “من أم الدنيا إلى كل الدنيا”، فيما يتوقع أن يحضر العديد من المسؤولين العرب والأجانب الاحتفالية، في الوقت الذي خصصت السلطات في مصر أعدادًا كبيرة من قوات الجيش والأمن لتأمين المكان الذي سيتم فيه الافتتاح ويشهد الاحتفال.
المصدر: بلومبرج ترجمة: عربي 21