ما هي ريادة الأعمال؟
في الاقتصاد السياسي تعرف رياد الأعمال بأنها عملية تحديد والبدء في مشروع تجاري، وتوفير المصادر وتنظيم الموارد اللازمة واتخاذ كلًا من المخاطر والعوائد المرتبطة بالمشروع في الحسبان، تختلف ريادة الأعمال إختلافًا كليًا عن المشاريع الناشئة، حيث هناك لغـطٌ شديد فى الربط بين مفهوم ريادة الأعمال Entrepreneurship ومفهوم المشاريع الناشئة Startups بين الشباب في الوطن العربي، فريادة الأعمال ببساطة هي تكوين كيان تجاري جديد أو تطوير كيان موجود بالفعل للإستفادة منه بشكل تجاري، فهي ببساطة تتبنى فكرة سوق العمل الحر، حيث أنها موجوة بالفعل في أغلب المشروعات التجارية أما المشروع الناشئ فهو مشروع يبدأ من الصفر، ويظل لمدة سنتين على الأكثر تحت مُسمى “المشروع الناشئ” حتى يصل نجاحه للمستخدمين، كما أنه لا يستطيع الاشتراك في كل مجال من المجلات التجارية فيكون على الأغلب مختصًا بالمشاريع التقنية، لا يمكن لريادة الأعمال أن تكون مشروع ناشيء ولكن المشروع الناشيء يمكن أن يتحول إلى ريادة أعمال.
ما يجعل رواد الأعمال مختلفين عن غيرهم هو أنهم يحاولون تحويل أفكار جديدة إلى حقيقة، فهم عادة ما يُصنَفون بالمُجازفين، يرى الجميع المستحيلات والصعوبات والمخاطر في بدأ كيان اقتصادي جديد، ولكن رائد الأعمال يرى الفرص المتاحة والممكن فعله أو تحويله لإعطاء النتائج المُرضية.
رائد الأعمال لا يتوقف أبدًا عن التعلّم و فهم ومعرفة كل ما هو جديد وخاص بصناعته، فهم لا يعترفون بكلمة “لا”، “لا” بالنسبة إليهم تعني حاول مرة أخرى فأنت لم تبذل الجهد المطلوب في البداية، رائد الأعمال يتمتع بالمرونة، في كثير من الأحيان عليه أن يتحول إلى مسئول التسويق أو المسئول المالي، فالارتجال صفة أساسية لنجاحه.
ريادة الأعمال في العالم العربي:
شهد العالم العربي تغيرات جذرية بعد قيام ثورات الربيع العربي، أحد ثمار هذه التغيرات هي نهضة ملحوظة في ريادة الأعمال من قبل الشباب العربي بعد أن ظل هذا المجال عالقًا تحت سيطرة العائلات المليكة أو الحاكمة في البلاد، حيث تشهد العديد من البلاد العربية مشاريع جديدة أثبتت جدارتها الإقليمية والعالمية كذلك.
“كن مختلف.. كن جوانابا”!
عمر سمرة المصري الحاصل على بطولة الجراند سلام للمغامرين وأصغر عربي يتسلق جبل إيفريست هو مؤسس “وايلد جوانابا” المشروع الذي يهدف لمشاركة الشباب في المغامرات حول العالم من تسلق الجبال أو السفاري في الأماكن الخطرة وغيرها من أنشطة المغامرين حول العالم.
منصة “إقرأ لي“: تهدف منصة إقرأ لي لنشر المعرفة من خلال محتوى ثري مسموع
هل سمعت من قبل بريادة الأعمال ضد الإرهاب؟
بدأ هذا المصطلح يبدو مألوفاً في تونس، حيث اجتمع أكثر من 50 مبتكر تونسي، في ضاحية من ضواحي تونس العاصمة، في محاولة للخروج بطرق جديدة لمكافحة الإرهاب. في هذا الإطار، شاركت 8 فرق في فعالية “ريادة الأعمال ضد الإرهاب” Entrepreneurship against terrorism، وذلك بعد الاعتداء الإرهابي الذي حصل في يونيو 2015 حيث هجم شخص مسلح على فندق شمال سوسة وقتل أكثر من 35 شخصًا، قامَت الفكرة على أن القيام بشيء ما بعد الهجوم الإرهابي الأخير سيدفع الناس للتفكير بحلول مبتكرة لإخراج تونس من هذه الأزمة، بحسب ليلى فرحاني، إحدى المنظمين. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ “الابتكار لعبة جماعية،” وفقًا لما قال نعمان لحيمر الذي أعلن عن انطلاق الفعالية.
موقع “ومضة“:
واحد من أهم المواقع العربية وأكثرها إفادة لدعم مجال ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويوفر هذا الموقع عدة خدمات لرائد الأعمال, منها خدمة تنزيل المصادر المكتوبة باللغة العربية, بالإضافة لنشره إعلانات لورشات تدريبية وغيرها من الأنشطة المرتبطة بريادة الأعمال في مختلف الدول العربية
عدم الاحتفاء بمعظم قصص النجاح العربية التي على الأغلب لا يعرف بها الجمهور، الأمر الذي يدفع بالكثير من الشباب العرب إلى الاعتقاد بأن الطريق الوحيد إلى النجاح هو السفر إلى الخارج، ولكن، في المقابل، في الولايات المتحدة الأميركية مثلًا، يتم الاحتفاء بقصص النجاح، ويترعرع الأطفال فيما تترسخ في أذهانهم أن النجاح أمرٌ قابلٌ للتحقيق وبالتالي يقومون بالمزيد من المجازفات، لذا فإن التعريف بالقصص الناجحة في ريادة الأعمال في العالم العربي أحد أهم مقومات إثراء ثقافة المواطن العربي وإقناعه بأمثلة ناجحة من العرب يستطيع أن يحتذي بها.
دور المرأة العربية في ريادة الأعمال:
هناك أكثر من مثال من كتاب ثورة المرأة العربية المنشور في 2014 عن أكثر من 35 امرأة عربية لها دور بارز في تغيير ريادة الأعمال في العالم العربي.
“يجب علينا أن نفكر في حل المشاكل الاجتماعية التي تواجه العالم العربي لندفع باقتصادنا إلى الأمام”
تقول “أسما منصور” أنها خلال الثورة التونيسية في 2011 كانت تتعجب في كيفية التغيير الاجتماعي بطريقة مناسبة” واستطاعت أسما تأسيس المركز التونسي الاجتماعي لريادة الأعمال في تونس.
الإلهام موجود حولك بل أقرب إليك مما تتصور !
اللبنانية الشابة “هند حبيقة” وهي الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة نجوم العلوم، بعد ابتكارها لأداة تقوم بقياس نبضات القلب لمن يمارسون رياضة السباحة، والعمل أيضًا على تحسين أدائهم، وهو ما أطلقت عليه اسم انستابيت.
في عام 2010 فازت بالمركز الثالث في نجوم العلوم وحصلت على مبلغ 100 ألف دولار، في 2011 أطلقت شركتها الناشئة واستطاعت أن تحصل على تمويل من صندوق بيريتيك في بيروت، في 2012 فازت بالجائزة الأولى كأفضل خطة عمل عربية في منتدى الأعمال.
تقول “نسرين شوكير” أنك لو بحث عن عملنا في “فيرجين” في عام 2000 ستجده مليئًا فقط بالكتب الأجنبية والأفلام كذلك، ولكن بعد أن أصبح للشباب رأي مهم في تغيير سياسة سوق العمل أصبح في “فيريجن” الكتب والأفلام باللغة العربية أيضًا.
نسرين فتاة سورية تقيم في دبي و هي رئيسة سلسلة محلات “فيرجين” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تحولت بفضل “نسرين” إلى علامة تجارية مميزة في الشرق الأوسط.
“لقد بدأ الأمر معي بسؤالي للأطفال ماذا تريدون ومساعدتهم في الوصول لأحلامهم”
ياسمين حلال هي مديرة مؤسسة “علّمني” في القاهرة التي تهدف لتعليم الأطفال المحرومين من التعليم في مصر
في السنوات الأخيرة، زاد حجم ريادة الأعمال والتجارة الالكترونية في المنطقة العربية والشرق الأوسط زيادة كبيرة، حيث نجحت بالفعل هذه المشاريع الناشئة في تغيير طريقة استخدام الشخص العربي للانترنت، بتغيير مساره من استخدام المواقع العالمية إلى استخدام المواقع العربية طالما قدمت له نفس الخدمة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر لبعض المشروعات الناشئة، موقع “كارمودي” الذى يستهدف سوق السيارت في العديد من البلدان العربية والذى يمد مستخدميه بأفضل عروض السيارات الجديدة والمستعملة التى تناسب احتياجتهم.
و موقع “اكشف” الذى يستهدف المجال الصحي في مصر والذي يوفر لمستخدميه أسماء الأطباء وتخصصاتهم مع تقييم أداء كل طبيب.
كما قال السيد إلياس غانم، المدير الإداري لشركة باي بال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مؤتمر عرب نت، أن حجم التجارة الالكترونية قد وصل إلى 9 مليار دولار ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2015 ليصل إلى 15 مليار دولار.
تشير الدراسات أن معدل النمو الإقتصادي المرتفع في بعض البلاد العربية يعني زيادة في معدل ريادة الأعمال في تلك البلاد، بينما البلاد محدودة أو منخفضة الدخل تتراجع نسبة ريادة الأعمال فيها، وإن تزيد أهمية وجودها، تميل نسبة رواد الأعمال في العالم العربي إلى الشباب من تلقوا تعليمًا جيدًا ولهم خبرة في مجال ريادة الأعمال.
هل ينجح تعليم ريادة الأعمال في إنهاء بطالة الشباب العربي؟
كثر الكلام مؤخرًا عن ريادة الأعمال وأهمية تدريب الشباب وتأهيلهم لإنشاء شركاتهم النامية وضرورة ابتكار فرص عمل جديدة في المنطقة نظرًا للصراع العالمي القائم مع بطالة الشباب والخريجين، صراع وصل إلى مرحلة حرجة جدًا لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA). فبحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في نهاية عام 2014، فإن معدلات البطالة بين الشباب في المنطقة هي الأعلى في العالم وتصل إلى نسبة27.2 % في منطقة الشرق الأوسط، وإلى أكثر من 29% في شمال أفريقيا، أي ما يفوق ضعف المتوسط العالمي، كما يمثل “تضخم الشباب” الديموغرافي أحد أكبر التحديات التي تواجه اقتصادات المنطقة، علمًا بأن أكثر من نصف السكان تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وأن 2.8 مليون من الشباب يدخلون سوق العمل كل عام.
أما في ما يتعلق بعطالة الشباب بشكل عام، فقد تم مناقشة الحلول الممكنة لمحاولة تقليلها في المؤتمر الاقصادي العالمي المخصص لقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث قيل أن الحل يكمن في نقاط ثلاث وهي بناء الثقة بالنفس، وخلق فرص العمل، ودعوة القطاع الخاص إلى المشاركة في الحل.
فعلى ضوء استفتاء أجرته شركة الغانم للصناعات على صعيد ألفين ومائتين شاب من بلاد الخليج وسائر البلاد العربية فإن أكبر مشكلة تواجه رواد الأعمال الشباب في المنطقة هي القوانين الحكومية، أما السبب الأول الذي يمنع الشباب من إنشاء شركاتهم الخاصة فهو الخوف من الفشل ويعود ذلك إلى كثرة المخاطرة حول ريادة الأعمال، ويرى الغانم أن هذه النتائج تبين ضرورة إصلاح التعليم بحيث يصبح قادرًا على تعليم الشباب الثقة بالنفس وتعزيز مهارات التفكير السليمة، وأشار الغانم أنه يمكن للحكومات العربية من خلال الاستثمار في البنى التحتية خلق العديد من فرص العمل وأنه لا بد من مشاورة القطاع الخاص على القطاع الخاص وإشراكه في اتخاذ القرارات الحكومية المتعلقة بتعليم الشباب على أن يلتزم هذا الأخير بتدريبهم ودعم المبادرات التي تنمي مهاراتهم العملية من أجل إعدادهم لسوق العمل.