هاشتاج “طلعت ريحتكم”: من مشاكل القمامة إلى الفساد في الحكومة اللبنانية

تدخل أزمة النفايات المستمرة بالداخل اللبناني أسبوعها الرابع، وسط غضب عارم ساد أنحاء لبنان، فدفعت تلك الأزمة المواطنين إلى الخروج في تظاهرات مناوئة لعجز الحكومة اللبنانية عن إيجاد حل سريع للأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إلى أن لاقت تفاعلًا وصدى بسبب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

أطنان القمامة المتكدسة في مختلف أحياء العاصمة اللبنانية بيروت وأجزاء كبيرة من محافظة جبل لبنان أشعلت التظاهرات والاعتصامات داخل لبنان، حين خرج مئات الشباب اللبنانيين، أمس السبت، في تظاهراتٍ عدة بمختلف أنحاء العاصمة بيروت، تجمعت التظاهرات في ساحة الشهداء التي تعتبر أكبر ساحات العاصمة، حيث أقام المتظاهرون اعتصامًا احتجاجيًا على الأزمة في الساحة، وكان الاعتصام تحت عنوان “دفاعًا عن حياتنا ضدّ السمسارة والصفقات في موضوع النفايات”، كما رددوا شعارات مناهضة لأداء الحكومة في هذا الملف، قبل أن تخرج مسيرة من الاعتصام باتجاه السرايا الحكومي، لتحميل الحكومة المسؤولية عن تلك الأزمة.

تحولت الهتافات من مجرد شجبٍ لأداء الحكومة وعجزها عن حل أزمة النفايات إلى احتجاجٍ عام على السياسات المعتمدة في لبنان، بالأخص في ملفي الصحة والكهرباء، وردد المشاركون هتافات ناقمة على ما وصلت إليه البلاد، من بينها هتافات تهاجم مجلس النواب لتقاعسه عن أداء دوره في هذه الأزمة، كذلك تعرضت الهتافات في اتهام واضح لقوى 8 من آذار ومن 14 آذار بإشعال الأزمات المتوالية في لبنان.

التظاهرات الأخيرة خرجت تلبيةً لدعوة حملة تحمل اسم “طلعت ريحتكم”، تلك الحملة نظمها شباب غير مؤدلج حسبما أكدوا أنهم لا ينتمون إلى تيارات سياسية، أما المشاركون في تظاهرات الحملة  شددوا  على رفضهم للنظام السياسي الموجود حاليًا في لبنان، واصفينه بـ “الطائفي”، كما طالبوا أيضًا باستقالة وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق محلينه المسؤولية الكاملة عن انتشار النفايات بهذه الصورة، وأيضًا تحول الأمر للمناداة برحيل الحكومة ومجلس النواب.

المنظمون للتظاهرات دعو إلى “عصيان مدني إيجابي”، وطالبوا خلال الكلمة التي أُلقيت بالاعتصام بإعطاء البلديات حقوقها المنصوص عليها بالقانون وتحرير أموالها في الصندوق البلدي المستقل لجمع النفايات، وأكدوا غياب الشفافية في المناقصات التي طرحت لتلزيم ملف النفايات، وطالبوا أيضًا بضرورة استعادة الأموال التي نهبتها شركة سوكلين، واستخدامها لدعم البلديات، كما أيدوا أيضًا فكرة الفرز من المصدر، والمعالجة العضوية وإنشاء مراكز لإعادة التدوير، ما يوفر فرص عمل وينتج كذلك بعض المواد من البلاستيك والزجاج.

لبنان شهدت مؤخرًا أزمة كبيرة بسبب تراكم النفايات بكميات ضخمة بالشوارع والأحياء، والتي أرجعها البعض إلى رفض سكان وقيادات المناطق اللبنانية وجود مكبات النفايات في أراضي مناطقهم، تلك الإشكالية تم حلها مؤقتًا بمكبات لتجميع النفايات وصفها المنددين بالأزمة أنها “عشوائية” وتسبب ضررًا على صحة المواطنين والبيئة.

الأزمة لاقت تفاعلًا كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج “طلعت ريحتكم”، وبدأ عدد كبير من المدونين والنشطاء اللبنانيين المشاركة في الهاشتاج للدعوة إلى التظاهرات من خلاله، وللعمل على رفض كافة الأزمات السياسية والأمنية والبيئية والصحية التي تعصف بالبلاد.

دعا مدونون على موقع تويتر إلى الخروج في التظاهرات، ولعبت تلك الدعوات على وتر استمرار أزمة النفايات مع أزمات الكهرباء وغيرها من الأزمات التي تمس المواطن فيما تتجاهلها الحكومة.

فيما دعت بعض الحركات الشبابية والسياسية إلى التوحد والمشاركة في التظاهرات على قلب رجل واحد، مطالبين بتنحية الخلافات السياسية جانبًا إذ إن المشاكل الحالية تصيب الجميع.

وقام آخرون بنشر صور تدعو لإعادة تدوير النفايات، وأيضًا إعادة تدوير فريقي 8 آذار و14 آذار، في إشارةٍ منهم على مسؤولية الحركتين في جزء كبير من الأزمة.

كما انصب اهتمام عدد من النشطاء على نشر صور القمامة التي تملأ الشوارع لإظهار مدى الكارثة البيئية التي تحل بلبنان.

بينما اهتم مدونون باتهام الحكومة بالتقصير والتستر على قضايا الرشوة والفساد والمشاركة بها.

وأدان نشطاء تجاهل الأجهزة الإعلامية للتظاهرة التي خرجت بساحة الشهداء، مشيرين إلى أن رائحة الفساد داخلها هي الأخرى خرجت كرائحة القمامة.