ترجمة وتحرير نون بوست
كانت الساعة تسبق قليلًا الثالثة صباحًا من يوم 16 يوليو، عندما وصل رجال الإطفاء ليجدوا جزءًا من نزل (Däuber) السابق يضطرم بالنيران، النزل ذو اللون الأبيض، والمؤلف من ثلاثة طوابق الواقع ضمن الشارع الرئيسي في منطقة فيدين أم أيجن (Winden am Aign)، كان فارغًا منذ فترة طويلة، والآن، كان الدخان يتصاعد من النوافذ البنية اللون منطلقًا نحو الشارع حيث تصطف المنازل البافارية ونباتات الطماطم.
لم يستغرق إخماد النيران المشتعلة في الزقاق الخلفي للنزل وقتًا طويلًا، كما تم تحديد سبب الحريق بعد أن تم العثور على مُسرّعي احتراق على الأبواب الخلفية للنزل، ليتوضح بأن الحريق قد وقع عمدًا.
كان من المقرر أن يتم وضع عشرات طالبي اللجوء من سورية والعراق وبلدان أخرى في المبنى في سبتمبر القادم، ولكن الكثير من سكان مدينة فيدين، البالغ عددهم 830 نسمة فقط، احتجوا على الخطط التي تهدف إلى إيواء 130 شخصًا من طالبي اللجوء في بلدتهم، مدّعين بأن هذا العدد كبير جدًا ولا يتناسب مع بلدتهم الصغيرة، لذا تفاوض السكان مع المسؤولين، وتم الاتفاق على إيواء 67 شخصًا بدلًا من 130 شخصًا.
مايكل فرانكن، رئيس بلدية رايتشرسوفن (Reichertshofen)، وهي المدينة الأكبر ضمن فيدين، مارس ضغوطات عديدة لتحويل مبنى النزل الشاغر لمأوى يضم الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى منطقته، وقبل وقوع الحريق، كان فرانكن يظن بأن المعركة مع السكان المحليين قد انتهت، “لقد حضر 8 سكان فقط في الاجتماع الأخير الذي تم عقده، وهذا كان يدل على أن النقاش بهذا الموضوع قد انتهى” يقول فرانكن، ويتابع “ولهذا فوجئنا وغضبنا عندما تم إضرام النار في النزل”.
بالمحصلة، لم ينجم عن الحريق أي إصابات جسدية، كما أن الجناح الأمامي من المبنى الذي سيستقبل طالبي اللجوء الشهر المقبل، لم يتضرر، ولكن رد الفعل الحكومي على هذه الحادثة كان قويًا وسريعًا، حيث ضاعف المسؤولون في الحي جهودهم لرفع الأضرار ليكون النزل جاهزًا لاستقبال المقيمين الجدد في الموعد المحدد، كما تعمل لجنة شرطية مؤلفة من 50 شخصًا على معرفة الشخص أو الأشخاص الذين يقفون خلف هذا الحريق المتعمد.
“لو أراد الشخص الذي أضرم الحريق أن يحرق المبنى برمته لفعل ذلك بطريقة مختلفة” قال فرانكن، وتابع “ولكن يبدو بأن هذا الفعل هو عبارة عن إشارة تنبيه ليس إلا”.
منذ بداية العام الجاري، بدأت موجة غير مسبوقة من إضرام النيران بمساكن طالبي اللجوء في ألمانيا، ويتزامن ذلك مع المحنة التي تواجهها البلاد إزاء تضخم المشاعر المعادية اللاجئين ما بين السكان المحليين، حيث أثارت هذه الهجمات القلق على الصعيد الوطني، وأججت نقاشًا محتدمًا حول الإجراءات التي ينبغي اتخاذها حيال مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة البلقان، أو يجدون طرقًا أخرى، للوصول إلى غايتهم المنشودة بالأمان واللجوء ضمن أغنى بلد في أوروبا.
خلال الفترة الممتدة من يناير وحتى أوائل يوليو، سجلت وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية 202 حالة هجوم على أماكن لإيواء طالبي اللجوء، وهذا العدد ينوف بشدة عن حالات الهجوم التي سُجلت خلال كامل عام 2014، والغالبية العظمى من هذه الهجمات تُنسب إلى متطرفي اليمين الألماني، ورغم أن هذه الهجمات في غالبيتها استهدفت المباني عبر إحراقها، ولم تستهدف الأشخاص، بيد أن وزارة الداخلية الألمانية سجلت أيضًا بعض حالات العنف ضد اللاجئين.
ففي يوم 25 يوليو تم الاعتداء على أربعة سوريين في ولاية تورنغن (Thuringia)، وفي اليوم السابق تمامًا تمت مضايقة العاملين في الصليب الأحمر في دريسدن (Dresden ) لفظيًا وجسديًا، أثناء إعدادهم لمخيم مؤقت للاجئين، وعلّق روديغر أنجر، رئيس الفرع الإقليمي للمنظمة، أمام وسائل الإعلام على هذه الحادثة قائلًا “لم يسبق لي وأن رأيت قط اعتداءً على عمال الصليب الأحمر في بلد متحضر مثل ألمانيا”.
من جهتها، سارعت السلطات الألمانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة العنف المطرد، حيث تعهد وزير الداخلية توماس دي مايتسيره “بوضع حد لهذه الممارسات”، رغم أنه من غير الواضح بعد من يقف خلف هذه الحوادث، هل هي من عمل مجموعات منظمة، مثل الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف في ألمانيا، أو من عمل الأفراد، أو نتاج لجهد ثنائي يجمع بينهما.
في 17 يوليو، اضطرت جوجل لإزالة خريطة مجهولة المصدر تبين تفاصيل أماكن وجود مئات مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا، خشية أن يتم استخدامها لتحديد الأهداف، وتم ربط الخريطة التي تحمل عنوان “لا مركز لجوء في منطقتي” مع مجموعة الطريق الثالث (The Third Way)، وهي مجموعة يمينية متطرفة يتركز نشاطها على تدفق اللاجئين، والمخاوف التي طفقت لدى بعض الألمان من تزايد أعدادهم.
“الخطر الكبير يتمثل في أن تصل تلك الآراء العنصرية والميل للعنف إلى الناس العاديين، ليبدأوا مشاركتهم في هذه الاحتجاجات العنصرية” يقول روبرت لوديكا من جمعية أماديو أنطونيو، وهي منظمة غير حكومية مقرها برلين، تعمل على مكافحة التطرف اليميني.
النجاح الذي حققته حركة بيغيدا يمثّل طرحًا مشؤومًا على ما قد يحدث، حيث استطاعت هذه الحركة المناهضة للإسلام حشد عشرات الآلاف من المواطنين في شوارع مدينة دريسدن، ليبزيغ، ميونيخ، وغيرها من المدن في وقت مبكر من هذا العام، احتجاجًا على تهديد التطرف الإسلامي المتصور، والجذب الذي حصلت عليه المجموعة الشعبية لم يقتصر على أنصار اليمين المتطرف، بل لاقت طروحاتها صدى كبيرًا أيضًا لدى شريحة كبيرة من الألمان العاديين، الساعين للضغط على الحكومة للحد من سياسات الهجرة الغير مقيدة.
وعلى الرغم من أن احتجاجاتها انخفضت إلى حد كبير، بيد أن حركة بيغيدا تخطط لإنشاء حزب سياسي خاص بها قبيل الانتخابات الإقليمية في العام المقبل، وهذه المشاعر المعادية للاجئين قد تلقى ترحيبًا واسعًا ضمن أطياف المجتمع الألماني، في الوقت الذي تشهد فيه الدولة تدفقًا بأعداد قياسية للأشخاص الذين يبحثون عن مأوى لهم في ألمانيا.
تلقت الحكومة الألمانية العام الماضي حوالي 203.000 طلب لجوء، وهذا العدد أكبر من العدد الذي استقبلته أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي بضعفين، كما أنه من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول نهاية هذا العام.
مئات الآلاف من الفارين من الحرب والاضطهاد، من سورية إلى إريتريا، ينشدون الحماية في برلين، وهم فعلًا يحصلون عليها؛ فمن بين أكثر من 34.000 طلب لجوء تقدم به السوريون في النصف الأول من هذا العام، تم رفض سبعة طلبات فقط، وفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
يأتي هذا التدفق الحاشد للاجئين في الوقت الذي تطرد فيه المشاحنات ضمن الاتحاد الأوروبي حول خطة مثيرة للجدل تسعى لإصلاح نظام الهجرة في أوروبا، ومن شأن الاقتراح الأخير أن يوزع طالبي اللجوء في أوروبا وفقًا لنظام محاصصة، قائم على أساس حجم البلد والاقتصاد وغيرها من العوامل، ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا ومجموعة من دول أوروبا الشرقية رفضت هذا الاقتراح، بينما ألمانيا، والتي ستستوعب في إطار الاقتراح الجديد 18.4% من اللاجئين، وهي أكبر نسبة من طالبي اللجوء، تدعم هذه الخطة، وتصفها بأنها تساعد على تنظيم عدد المهاجرين الذين يُتوقع أن يتقدموا بطلبات لجوء إلى برلين، وذلك في خضم استمرار تدفق موجات طالبي اللجوء.
تشير أيدن أوغوز، وزيرة الهجرة والسكان في ألمانيا الاتحادية، بأن السلطات الألمانية لم تكن مهيأة ومجهزة للتعامل مع هذا التدفق الهائل من اللاجئين، وتشير إلى أن الحكومة وافقت على فتح باب التوظيف لـ2000 وظيفة حكومية جديدة للمساعدة على إنجاز العمل المتراكم المتمثل بأكثر من 240.000 طلب لجوء.
مسؤولية إسكان اللاجئين تقع على عاتق الولايات الاتحادية، وهذه الولايات قامت بتجهيز مرافق الاستقبال المؤقتة على عجل ضمن الصالات الرياضية والخيام، كما التزمت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بمبلغ 1 مليار يورو إضافية لدعم الولايات، ولكن الجماعات المدافعة عن حقوق اللاجئين تشير إلى أن برلين أخفقت باستمرار في تقدير مقدار الوقت والأموال اللازمة لمعالجة طلبات اللجوء، حيث تقول ميراي بيلزر من منظمة برو أسايل (Pro Asyl)، وهي منظمة لحقوق اللاجئين مقرها فرانكفورت، “لقد كان رد فعل الحكومة الاتحادية بطيئًا للغاية في تخصيص المزيد من الأموال لملاجئ طالبي اللجوء، وهو الأمر الذي كان سيساعد على تخفيف العبء على الولايات الاتحادية”، وتتابع مضيفة “لقد تمت مناقشة الكثير من الأمور، وتم الإعلان عن الكثير من الإجراءات، ولكن لم يتم تنفيذ سوى نذر قليل منها”، وتردف موضحة “لا تزال أعداد الأشخاص غير كبيرة بالنسبة لدولة كبيرة وغنية مثل ألمانيا”.
من جهتها تشير أيدن أوغوز، بأن الحكومة أجرت بعض التغييرات الهامة، مثل السماح لطالبي اللجوء بالعثور على وظائف في الوقت الذي ينتظرون فيه معالجة طلباتهم على سبيل المثال، أما باقي الإجراءات فتستغرق وقتًا طويلًا، “أرى أنه من غير العدل عندما يقول الأشخاص بأنه كان بإمكاننا أن نكون أفضل استعدادًا، فأنت لا تستطيع إنشاء مبنى سكني كامل في سنة واحدة، على الأقل ليس ليتسع للعدد الذي نحتاجه” تقول أوغوز، وتضيف “أعتقد بأننا نقوم بعمل جيد حقًا”.
عملية معالجة طلبات اللجوء تمت عرقلتها وإرهاقها أيضًا من خلال الطفرة الهائلة بعدد طالبي اللجوء من دول البلقان، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 30% من طلبات اللجوء التي تم التقدم بها في ألمانيا العام الماضي، جاءت من صربيا، مقدونيا، البوسنة والهرسك، كوسوفو، وألبانيا، وبالأخص من هذين البلدين الأخيرين، وفقًا لما صرحت به وزارة الداخلية الاتحادية، كون ندرة فرص العمل في تلك الدول، دفعت الكثيرين إلى تجريب حظهم في الخارج.
ولكن وفقًا للقانون الألماني، البوسنة والهرسك وصربيا ومقدونيا تعتبر بلدانًا آمنة، بمعنى أنه يُفترض بأن طالبي اللجوء القادمين من تلك الدول غير معرضين لخطر الاضطهاد، والفقر وفق هذا القانون لا يبرر طلب اللجوء، لذلك يتم رفض الغالبية العظمى من الطلبات المقدمة من تلك البلدان.
ولكن مع ذلك فإن طلبات اللجوء من دول البلقان لا تزال تطرد وتتراكم، ويحذر قادة الدولة بأنهم شارفوا على الوصول إلى نقطة الانهيار المالية والتنظيمية، حتى أن بعضًا منهم حاولوا إيجاد حلول شخصية، حيث أعلن رئيس وزراء بافاريا، هورست زيهوفر، عن خطط لإنشاء مراكز استقبال على الحدود خصيصًا لقبول أو لرفض المهاجرين من دول البلقان، وتعقيبًا على ذلك، تم اتهامه من قِبل منظمات حقوق اللاجئين بأنه يحاول خلق مخيمات للترحيل على الحدود.
“هذه المراكز قد لا تكون الحل، ولكن علينا معالجة الطلبات بشكل أسرع”، علّقت أيدن أوغوز، وتابعت “الجميع يتساءل هنا إذا وصل 400.000 طلب آخر في العام المقبل، كيف سنستطيع إدارتها؟”، هيمن هذا السؤال على الخطاب العام الألماني في الأسابيع الأخيرة، حيث أظهرت دراسة أجرتها هيئة الاذاعة الألمانية ZDF، بأن الألمان يعتقدون بأن تدفق طالبي اللجوء هي القضية الأكثر إلحاحًا التي تواجه بلادهم.
وفي سياق متصل، جذبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاهتمام الدولي في وقت سابق من هذا الشهر، عندما أجابت الطفلة الفلسطينية ريم سحويل، 14 عامًا، بجفاء عن ضرورة رحيل بعض من جاؤوا إلى ألمانيا، وعدم مقدرة بلادها على استقبال الآلاف من المخيمات الفلسطينية بلبنان ومن الأفارقة، وذلك ضمن لقاء شبابي متلفز، وإبان مواجهة الطفلة الفلسطينية اللاجئة وعائلتها لاحتمالية الترحيل، انتهت بالإجهاش بالبكاء، مما أثار موجة عارمة من الغضب الداخلي والخارجي على قسوة المستشارة.
المقالات التي انتشرت ضمن حيز السلطة الرابعة اتخذت واقعًا انتقاديًا لتنامي مشاعر العداء للاجئين؛ ففي مقال نشرته صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية، عبّر الكاتب عن أسفه لكراهية الأجانب المستشرية والمتنامية في البلاد، وانتهى بالتساؤل “هل ألمانيا على وشك الانفجار مرة أخرى؟”، وفي طبعة 25 يوليو من مجلة دير شبيغل تم تناول موضوع طالبي اللجوء تحت عنوان “كراهية الأجانب تسمم ألمانيا”، وفي تعليق لاذع على الإنترنت، اتهم الصحفي ماكسيميليان بوب مواطنيه بغض الطرف عن الأزمة التي تحوق ببلادهم، قائلًا “الألمان، الذين يُستثار روعهم من الظلم في العالم، والإسلاميين في منطقة الشرق الأوسط، والمتهربين من الضرائب في اليونان، يستقبلون العنف المتزايد في بلادهم بلامبالاة”.
وفي هذا الأسبوع، قامت المذيعة التلفزيونية أنجا غيشكه بفتح جبهة موضوع اللاجئين وركزت عليه مرة أخرى من خلال مناقشة تصاعد العنصرية في برنامجها، حيث قالت “إذا كنت لا ترى بأن جميع اللاجئين هم متطفلون، ويجب مطاردتهم، إحراقهم، أو خنقهم، فمن ثمّ يجب عليك أن تجاهر بذلك، عارضهم، افتح فمك، حافظ على موقفك، وشهّر بهؤلاء الأشخاص بالأماكن العامة”، واستطاع هذا المقطع المؤلف من دقيقتين، اجتذاب شريحة واسعة من وجهات النظر والمناقشات الشرسة على الإنترنت.
في خضم جميع ما تقدم، نشأت حركة مناهضة هادئة ولكنها قوية، حيث نظم النشطاء ومنظمات حقوق الإنسان مظاهرات مؤيدة للاجئين، وتجمع المتطوعون معًا لتشكيل مجموعات ترحيب محلية، وتقديم دروس باللغة الألمانية لطالبي اللجوء، وفي بلدة بجنوب ريمشنغن (Remchingen)، خرج نحو 500 شخص في يوم 26 يوليو استعراضًا لتضامنهم بعد أن تم حرق مسكن كان من المخطط أن يتم تخصيصه للاجئين في عطلة نهاية الأسبوع السابق، وعندما احتج النازيون الجدد على اللاجئين في دريسدن يوم 24 يوليو، كان في استقبالهم مجموعة مناهضة لهم تفوقهم عددًا بشكل كبير.
قبل الحريق الذي نشب في مركز اللجوء، كانت الأمور في رايتشرسوفن تسير على ما يرام، وأكثر من 70 شخصًا من طالبي اللجوء كانوا يعيشون بالفعل ضمن المدينة، وفي زاوية هادئة في قلب المدينة، يتشارك حوالي 40 شخصًا من طالبي اللجوء منزلًا متعدد الطوابق، أحمد يوسفي وصل إلى ألمانيا قبل عام واحد من دمشق، وهناك كان يؤدي خدمته العسكرية ولكنه فرّ من سورية تجنبًا للحرب، أشقاؤه منتشرون في جميع أنحاء العالم، دبي والسويد، والشاب البالغ من العمر 33 عامًا يتشارك الآن الطابق السفلي مع ثمانية رجال سوريين آخرين، جميعهم غرباء عن بعضهم.
تم منح أحمد تأشيرة دخول لمدة ثلاث سنوات، وهو الآن يحضر دروسًا لتعليم اللغة الألمانية كل يوم، وذلك في خضم بحثه عن مكان يستطيع دفع تكلفته ليعيش ضمنه، وهو حاليًا ليس متفائلًا بخصوص عثوره على وظيفة، ليس قبل أن تتحسن لغته الألمانية بما فيه الكفاية، وأثناء جلوسه لتناول الكعك مع رئيس البلدية، مايكل فرانكن، أصر أحمد بأنه لم يشعر بعدم الارتياح أو بأنه غير مرغوب به في رايتشرسوفن بتاتًا، كما أن الملابس المُتبرع بها، الدراجات، وأجهزة التلفزيون لم تتوقف عن التدفق للاجئين الذين يسكنون هناك حتى الآن، كما يشير أحمد إلى أنه تشارك مع السكان المحليين في مهرجان الصيف وجبة خبز مع النقانق.
“لقد ثبت بأن الاتصال الشخصي هو مفتاح كسر الحواجز بين هذه الثقافات، الخلفيات، واللغات، المختلفة إلى حد كبير” يقول رئيس البلدية فرانكن، ويتابع “التقِ بهم، تعرّف عليهم، قُل لهم مرحبًا، وستختفي الفوراق”.
المصدر: فورين بوليسي