أنفق ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي 12.7 مليون دولار العام الماضي لإسكات من يتحدون العائلات الملكية وللحفاظ على قطاع طيرانه الأفضل على مستوى العالم، فبعد حملة علاقات عامة لتلميع صورتها عقب أزمة موانئ دبي العالمية عام 2006، قفزت فورة الإنفاق الإماراتي إلى آفاقٍ جديدة خلال الأعوام القليلة الماضية بينما أصبحت الدولة الخليجية أكثر جرأة.
كان على رأس الأولويات حماية اتفاقية السماوات المفتوحة مع الولايات المتحدة، والتي تعرضت لهجومٍ من قِبَل شركات الطيران الأمريكية التي تكافح لمنافسة نظيراتها الإماراتية حيث تتهم شركتي الإمارات والاتحاد الإماراتيين – بالإضافة إلى الخطوط الجوية القطرية – بتلقي دعمٍ حكومي غير عادل، تعد صناعة الطيران حيوية لإستراتيجية الإمارات للتنويع بعيدًا عن النفط والغاز لتصبح مركز سفر ووجهة سياحية عالميين، الخطة التي تحقق نجاحًا بالفعل بعد أن تخطى مطار دبي الدولي مطار هيثرو في لندن ليصبح أكثر المطارات ازدحامًا العام الماضي، بحوالي 69 مليون مسافر.
أطلقت إداراة الرئيس أوباما منتدى مفتوح في أبريل لتتناقش الأطراف المعنية بينما تفكر في خطوتها القادمة، بعد أسابيع، وقع أكثر من 250 من أعضاء مجلس النواب من كلا الحزبين في أبريل خطابًا يدعو إدارة أوباما للبحث عن استشارات رسمية.
“نحن قلقون من أن قطر والإمارات تستخدما ذلك الدعم الحكومي وممارساتٍ أخرى غير عادلة لتشويه السوق لصالح الشركات المملوكة للدول، فيما يتناقض مع سياسة السماوات المفتوحة الأمريكية”، ينص الخطاب الذي تم إرساله إلى وزير الخارجية جون كيري ووزير النقل أنتوني فوكس، ويكمل “تعزز هذه الأفعال تلك الناقلات المملوكة للدول وتقوض مبادئ المنافسة المفتوحة الضرورية لقطاع الطيران”.
وبعد أن تأذوا من الهجوم على موانئ دبي العالمية قبل عشر سنوات، رد المسؤولون الإماراتيون والشركات الإماراتية بقوة.
أطلقت الناقلات حملةً مشتركة لتحدي وسائل ودوافع شركات الطيران الأمريكية، يمكنهم الاعتماد على 5 ملايين دولار سنويًا من هاربر جروب، والتي تضغط لصالح الإمارات منذ عام 2009 بشأن قضايا تتعلق بالتجارة والأمن القومي.
أنفقت الإمارات أيضًا الكثير كي تضم الولايات المتحدة إلى حملتها الدولية ضد الإخوان المسلمين، قلقين بشأن التحديات لحكمهم في مرحلة ما بعد الربيع العربي، صنف حكام الإمارات جماعة الإخوان المسلمين وعددٍ من الجماعات الإسلامية كإرهابيين في نوفمبر الماضي.
خلال العام الماضي اعتمدت شركة أوتلوك المحدودة لاستثمارات الطاقة على عقدٍ بقيمة 6.1 مليون دولار سنويًا مع مسؤولي وزارة الخزانة السابقين بمجموعة كامستول لزيادة الضغط على قطر لدعمها حماس والإسلاميين السنة الآخرين، نجحت الإستراتيجية في المساعدة على إغراق وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية بمواضيعٍ تهاجم قطر، بينما تسلط الضوء على دور الإمارات خلف الكواليس في مفارقةٍ واضحة.
أيضًا راقبت الإمارات بترو الجدل في الكونجرس بشأن بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، حسب تقارير ضغط من قِبَل أكين جمب شتراوس آند فيلد، سمح الكونجرس لتفويض البنك بالانتهاء في يونيو، لكن مجلس الشيوخ صوت في 27 يوليو على إعادته.
كانت الإمارات وصناعة الطيران الخاصة بها أحد أكبر المستفيدين من دعم الصادرات بحوالي 6 مليار دولار في صورة منح وقروض خلال السنوات الخمس الماضية، حسب تحليلٍ للمونيتور، كما وقع مجلس دبي الاقتصادي عام 2013 اتفاقٍ غير ملزم، حصلت عليه المونيتور من خلال طلب للحصول على معلومات بناءً على قانون حرية المعلومات، يدعو البنك إلى المساعدة في تمويل مشاريع بنية تحتية مستقبلية.
“سوف أفترض أن الحكومات من مختلف أنحاء العالم – ليس فقط الإمارات – تعبر عن رأي ما خلف الكواليس، لتدع الناس تعلم أهمية البنك”، صرح رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي داني سِبرايت ، مضيفا “لكن قد يكون من عدم الحكمة لأي حكومة أن تظهر … مباشرةً وعلنًا”.
ينتُظر أيضا أن تستفيد الإمارات من الاتفاق النووي مع إيران.
وعد أوباما خلال قمة مجلس التعاون الخليجي الخاصة به في مايو بتعزيز الدعم العسكري الأمريكي لدول الخليج التي تشعر أنها مهددة من قِبَل إيران، وعلى عكس شقيقتها الكبرى السعودية، تنظر الإمارات إلى الاتفاق كفرصةٍ ذهبية لاستغلال أكبر سوق لم يتم استغلاله في المنطقة عند رفع العقوبات.
اكتسبت الإمارات أيضًا ثناء الولايات المتحدة لنقل الحرب إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتحديد أكسب قرارها بإرسال قائدات مقاتلات الإمارات التقدمية نسبيًا علاقات عامة لا تقدر بثمن حول العالم.
لكن العلاقات الثنائية تتوقف هنا.
قوبلت الضربات الجوية الإماراتية ضد الإسلاميين في ليبيا باستهجانٍ شديد من قِبل وزارة الخارجية الأمريكية، والتي تفضل تسويةً سياسية عن طريق المفاوضات، كما رفضت وزارة الدفاع طلب الإمارات للحصول على مقاتلات F-35 جديدة، جزئيًا بسبب مخاوف من أنها سوف تسبب تآكل التزام الولايات المتحدة بضمان “تفوق إسرائيل النوعي”.
“لا أتوقع أي مبيعاتٍ لمقاتلات F-35 في المنطقة على المدى القريب”، قال فرانك كيندل، مسؤول الاستحواذ بالبنتاجون، للمراسلين في أبوظبي في فبراير الماضي، حسب رويترز، مضيفًا “أعتقد أن محاولة تحقيق ذلك سوف تكون أمرًا شديد الحساسية لعدة أسباب”.
المصدر: المونيتور – ترجمة: راقب