أقرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعيين سفير إسرائيل في جنوب السودان، حاييم كورن، سفيراً في مصر.
ويعد كورن من الشخصيات الإسرائيلية المختصة في رسم علاقات إسرائيل في القارة الأفريقية، حيث تقلد مناصب مهمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية في قسم التخطيط الإستراتيجي، حيث يعرف عن هذا القسم صلته الوثيقة بالأمن الإسرائيلي، وتنسيقه الكامل معه، وفقا للصحيفة ذاتها.
وتنقل كورن، بين نيبال، والإسكندرية، وشيكاغو ، كقنصل هناك، ثم انتدب سفيراً لإسرائيل في جنوب السودان، وما زال على رأس عمله هناك، حتى اليوم.
واتهمت الحكومة السودانية، كورن، وفي أكثر من مناسبة، بمشاركته في توتير العلاقة بين جوبا والخرطوم، فقد اتهم مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، جيوبا عسكرية من جنوب السودان مدعومة من إسرائيل بالسعي لإجهاض اتفاقيات التعاون الموقعة بين الخرطون وجوبا، حيث أكد أن “الوجود الإسرائيلي بالجنوب لم يعد سرًا خافيًا أو معلومة يبحث لها عن إثبات”.
ولطالما دعمت وتدعم إسرائيل نفوذها في إفريقيا بتشجيع جيل من القادة الجدد الذين ينتمون إلى الأقليات في بلدانهم ويرتبطون بإسرائيل بعلاقات وثيقة، ومن هؤلاء سيلفا كير رئيس دولة جنوب السودان وقبله (دوزن جارانغ، قبل الاستقلال)، فاستغلت إسرائيل حاجة هذه الدولة إلى العون وعرضت عليها مساعدتها وخبراتها ورؤوس أموالها وقروضها ودعمها السياسي والأمني، الأمر الذي جعل دولة جنوب السودان تسارع لعقد الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، بل وأن تنشيء مقر سفارتها لإسرائيل في القدس وليس في تل أبيب في اعتراف بأحقية دولة الاحتلال في القدس.
فقبل تحولهم الى سياسيين ونخب لدولتهم الوليدة، كان زعماء التمرد في جنوب السودان جماعات عسكرية وظيفية أوكلت إليهم اسرائيل وقوى أخرى مفاقمة الازمات لحكومة الخرطوم وهو ما عبر عنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق (آفي ديختر) عندما قال في ضوء تقديراتنا “كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة – جنوب السودان – وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة، حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة تصعب معالجتها في ما بعد”.
وهو ما برع فيه سفير الاحتلال الجديد في مصر.
وقبل قرار تعيينه سفيراً في مصر، رفضت تركمانستان، توليه منصب سفير لديها، حيث أبلغت وزارة الخارجية التركمانستانية، إسرائيل بذلك، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
وعزت القناة “العاشرة” الإسرائيلية، رفض تركمانستان له “لسمعته في جنوب السودان، والجدل الذي دار حوله بشأن التدخل هناك”.
قبول مصر بتعيين كورن سفيرا لتل أبيب في القاهرة يعكس مدى استهتار القيادة المصرية بأمن مصر وعدم وعيها بالمخاطر التي تحدق بها، وإرسال دولة الاحتلال لسفير لديه هذا السجل السيء في إفريقيا يقول الكثير عن استراتيجية إسرائيل في مصر التي لن تختلف كثيرا عن استراتيجيتها التي كانت سببا رئيسيا في إذكاء الصراع الذي قاد لانفصال جنوب السودان.