حملة “قصة رابعة” انطلقت منذ عام في الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة العدوية الذي أقامه مؤيدو الرئيس السابق محمد مرسي، والذي قامت قوات الأمن المصرية بفضه بالقوة ما أسفر عن مقتل قرابة 1800 شخص في يوم واحد حسب تقديرات حقوقية.
منظمو الحملة أحيوا ذكراها الأولى منذ عام بعدة فعاليات على مستوى العالم من بينها فاعليات إلكترونية بهدف التوثيق والتعريف بما حدث في مجزرة رابعة العدوية، لذلك أطلقوا على حملتهم اسم “قصة رابعة”، أما الآن في الذكرى الثانية للمذبحة فقد استطاع القائمون على الحملة أن يُحولوها إلى مؤسسة مسجلة مقرها دولة “كندا” لتسجل أهدافها في توثيق أحداث المجزرة التي وقعت في 14 من أغسطس عام 2013، كذلك تعريف العالم بها وإحياء ذكراها السنوية كل عام والدفاع عن ضحاياها.
الحملة بالأساس موجهة لمخاطبة الغرب وهو تطور جديد في أساليب الدفاع عن ضحايا المجازر السياسية في مصر، حيث اكتفت بعض الفصائل السياسية بمحاولة مخاطبة الداخل المصري فحسب، أما الحملة فتسعى حاليًا لتدويل القضية من خلال توصيل أهداف الحملة بأكثر من خمس لغات مع اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رئيسية للحملة.
أطلقت مؤسسة “قصة رابعة” حملات إلكترونية ودشنت موقعها الخاص الذي يحتوي كافة المعلومات عن الحملة وأنشطتها، بالإضافة إلى ألبومات مصورة عن المجزرة، المؤسسة اعتمدت هذا العام على حملات عدة في دول العالم كانت أبرزها فعالية تضامن مع مجزرة رابعة في العاصمة البريطانية لندن، شارك فيها قرابة ألف شخص، بدأت بعرض فريزينج على أرضية ساحة “ترافلغار” للتعبير عن التضامن مع ضحايا المجزرة، كما نسقت الحملة زيارة لمبنى الأمم المتحدة في نيويورك من قبل ممثلي الحملة.
متحف رابعة
كما كشفت المؤسسة قبيل الذكرى الثانية لمجزرة فض رابعة عن الانتهاء من أعمال تصميم مشروع يحمل اسم متحف رابعة العدوية، الذي يهدف إلى تخليد ذكرى ضحاياها، وقالت المؤسسة، في بيان صادر عنها ونشرته وكالة الأناضول للأنباء، إن تصميم المتحف استغرق أكثر من ثلاثة أشهر، بواسطة فريق عمل من عدة دول من بينها إسبانيا وماليزيا، حيث رأس فريق العمل، المعماري المصري يوسف فهمي.
بدأ فريق من المتخصصين في وضع خطة تهدف إلى جمع أكبر قدر من مقتنيات الشهداء، والصور، والوثائق، والآثار المرتبطة بالمذبحة، ونجحت حتى الآن في جمع أكثر من 12 ألف صورة، و600 مقطع فيديو، كما تلقت وعودًا إيجابية باستلام العديد من المقتنيات والوثائق من أسر الضحايا.
وأضاف يوسف فهمي في بيان المؤسسة: إنهم استوحوا فكرة التصميم من اعتصام رابعة العدوية وقت الفض، من حيث شكل الخيام التي ميزت الاعتصام التي هي أساس التصميم، والأرض المتوجة التي تمثل واجهة المشروع، تشير إلى صدى الزلزال الذى ضرب أرض الميدان يوم المذبحة.
وبشأن مكان تدشين المتحف مستقبلاً، أشارت المؤسسة في بيانها إلى أنه سيقام المتحف في العاصمة المصرية القاهرة، راجين أن يكون ذلك قريبًا، وحتى تسمح الظروف بذلك، فإنهم مستمرون في جمع المقتنيات، وقد أعدوا معرضا متنقلًا يجوب العالم بها، لتعريف العالم بالمذبحة.
استهدف القائمون على الحملة من عدة جنسيات مختلفة إلى إضفاء طابع عالمي على الذكرى الثانية للمجزرة عبر اعتماد اللغة الإنجليزية لغة رئيسية للحملة وللهاشتاج الخاص بها الذي انطلق على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “تذكر رابعة” (rememberRABAA#)
كما طالبت المؤسسة التي تتبنى الحملة العالم بالاضطلاع بمسؤولياته أمام ما يحدث في مصر والتحرك السريع لمنع وقوع مزيد من المذابح في مصر تحت غطاء أحكام الإعدام التي تستخدم القانون كغطاء لها، وتحدثت الحملة عن تحمل العالم جزء مما يحدث في مصر بسبب الصمت على المجازر منذ بدايتها.
أرجع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نجاح الحملة نسبيًا هذا العام بسبب تحررها من القيود التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين التي تحمل راية الدفاع عن ضحايا المذبحة وإحياء ذكراها، لكن هذا العام انطلقت الحملة بصبغة عالمية تخطت أي أطر تنظيمية تقيد إبداع المجموعات الشبابية القائمة على الحملة.
تفاعل مع الحملة ملايين المغردين في الوطن العربي والعالم مع الهاشتاجات المتحدثة عن المجزرة بالإنجليزية وبالعربية على مواقع تويتر وفيسبوك وإنستجرام، وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي انطلقت الحملة من خلالها، وذلك من خلال نشر تدوينات قصيرة حول المجزرة وذكرياتهم معها، وقد تصدر الهاشتاج “تذكر رابعة” صدارة الأأكثر تدوالًا في مصر عشية ذكرى المذبحة.
وفي سياق عملية توثيق وتخليد الحدث، أعلنت المؤسسة على عن إصدار ألبوم مصور يحتوي على 117 صورة عالية الجودة أغلبها بعدسة المصور مصعب الشامي الذي قتلته قوات الأمن المصرية يوم المجزرة أثناء تغطيته للحدث.
وقد تحدثت المؤسسة عن مشاريعها المستقبلية التي تريد المضي فيها وهي عبارة عن إطلاق جائزتين تحمل اسم رابعة، الأولى ستكون لأفضل عمل فني وإعلامي يتحدث عن اعتصام رابعة وفضه، والثانية ستكون مخصصة لأفضل عمل فني وإعلامي يتحدث عن قضايا إنسانية وهي جائزة تحمل اسم جائزة رابعة للتضامن الإنساني، بحسب ما تنوي المؤسسة.