تدهور صحة الأسير محمد علان تشعل الأراضي الفلسطينية ومواقع التواصل

0dc4fb05954922bc2e4eaa5c2dd02347

عشرات النشطاء الفلسطينيين يقومون بالعديد من الفعاليات من الخروج في التظاهرات بالمناطق المختلفة في مدينتي القدس والضفة الغربية، والدخول في إضرابات مفتوحة عن الطعام، إلى محاولات قطع الكهرباء عن بعض المستوطنات اليهوديية وغيرها من الأنشطة الاحتجاجية التي تهدف جميعها في النهاية إلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل الإفراج عن الأسير محمد علان، خاصةً مع تدهور صحته بشكل كبير التي ربما تودي بحياته قريبًا إذا استمرت على هذا الحال.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها ستكون في حل من التهدئة إذا توفي الأسير محمد علان في سجون الاحتلال، فيما دعا نشطاء سياسيون لتظاهرة كبيرة تحت عنوان “يوم النفير”، غدًا الأحد، أمام مستشفى برازيلي الإسرائيلي في عسقلان المحتلة، حيث يرقد الأسير، وشملت الدعوة مطالبات عدة بين إطلاق سراح الأٍسير الفوري، وأخرى لمساندته وأسرته وثالثة للدفاع عن كافة أسرى الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتجاوز عددهم ستة آلاف وخمسمئة أسير فلسطيني، ويستعد عدد كبير للمشاركة في تلك التظاهرة، حيث يقوم نشطاء بتجهيز سيارات لنقل المتظاهرين إلى المستشفى انطلاقًا من القدس ويافا وجامعة تل أبيب والمثلّث والناصرة والجليل، ويتوقع منظمو التظاهرة استمرار الاعتصام أمام مستشفى برازيلي الذي بدأته والدته وعدد آخر من النشطاء.

الأسير الفلسطيني محمد علان المضرب عن الطعام منذ 60 يومًا تنديدًا باعتقاله الإداري في سجون الاحتلال دون محاكمات يمر حاليًا بحال صحية يرثى لها، إذ  وصلت ذروة الخطر بعد دخوله الإضراب في منتصف يونيو الماضي،  وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أن الأسير “مهدد بالموت الوشيك”، إذ يرقد حاليًا في غرفة العناية المركزة بمستشفى برازيلي الإسرائيلي في عسقلان المحتلة، وهو مخدر تمامًا ويتلقى الأوكسجين، بعد فقدانه الوعي ومعاناته من التشنجات والهلوسة قبل نقله للمشفى، وبالرغم من شدة مرضه جراء الإضراب إلا أن السلطات الإسرائيلية تخشى هربه حيث تحيطه بستة سجانين لحراسته بالإضافة إلى قيامها بتكبيل قدمه اليمنى ويده اليسرى في السرير، فيما يرفض الأسير من جانبه إجراء أي نوع من الفحوصات الطبية كما يرفض العلاج تنديدًا بوضعه الحالي.

محمد علان محامٍ يبلغ من العمر 30 عامًا، من سكان قرية عينبوس بنابلس بالضفة الغربية، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 16 نوفمبر 2014، عُرف عنه الصلابة والإصرار وبذل الغالي والنفيس من أجل قضاياه، فكان موكلًا بالدفاع عن الأسرى الفلسطينيين الذي عانوا الأمرين في سجون الاحتلال، واجه الاحتلال بإضرابه عن الطعام بعد اعتقاله الإداري، وأصر على عدم الخروج من إضرابه أو فكه حتى وإن تعرض للتغذية القسرية، حيث أكد والده نصر الدين في تصريحاتٍ سابقة لوكالة الأناضول للأنباء أن الأسير هدد بكتم أنفاسه وقتل نفسه إذا تعرض للتغذية القسرية.

وكان نادي الأسير الفلسطيني تحدث قبل أيام في بيان صحفي عن نية إدارة السجون إطعام الأسير محمد علان قسرًا، جاء ذلك بعد زيارة النادي للأسير في مستشفى “برازيلي”، أكدت حينها أنه لم يتعرض للتغذية القسرية بعد، ولفتت إلى بحث إدارة السجون عمليًا عن طبيب مدني يكون مستعد للقيام بتنفيذ هذا الأمر في أحد المستشفيات، وتحدث النادي نقل عن أن نقل علان من مستشفى “سوروكا” في بئر السبع إلى مستشفى “برازيلي” بعسقلان ربما تكون خطوة للبحث عن طبيب أو أطباء لإطعامه قسريًا، وذلك بعد أن عبرت إدارة مستشفى “سوروكا” عن عدم استعدادها للقيام بذلك.

وتأتي تلك الاستعدادات بإطار قانوني بعد إجازة الكنيست الإسرائيلي قانون للتغذية القسرية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، إذ ينص ذلك القانون على أن تقوم السلطات الإسرائيلية بالتغذية القسرية للأسرى الفلسطينيين في حال تعرض حياتهم للخطر.

من جانبٍ آخر، دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج ” #الحرية_لمحمد_علان” للدعوة للإفراج عن الأسير وللتضامن معه، ونشر نشطاء من خلال الهاشتاج صورًا للتظاهرات والفعاليات التي أقيمت للمطالبة بحرية علان، كما نقلوا التعامل الأمني القاسي من جهة الاحتلال الإسرائيلي مع تلك التظاهرات.

وشملت بعض التدوينات دعوات غاضبة لاقتحام مبنى الكنيست الإسرائيلي كتعبير عن الغضب من سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأسرى.

كما أكد نشطاء آخرين مشاركة الأسير المحرر خضر عدنان في التظاهرات المنددة باستمرار اعتقال الأسير محمد عنان.

فيما لجأ آخرون إلى بث بعض التدوينات التي تثبت الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدين أن أمعائهم الخاوية من الطعام هي طريق للحرية.

وآدان ناشط آخر استخدام التغذية القسرية، مشيرًا إلى وفاة ثلاثة أسرى سابقًا نتيجة تغذيتهم قسريًا أثناء إضرابهم.

ودعى آخرون للمشاركة بقوة في تظاهرات الأحد، حتى وإن كانت تبعاتها القتل على يد الاحتلال.