عاد باسم يوسف .. فهل عاد حقا؟

bassem-youssef-11-3-2013_6

القصة بدأت في مارس ٢٠١١، بعد قرابة شهر من تنحي مبارك عن الرئاسة في مصر في ١١ فبراير، قرر باسم يوسف تقديم برنامج يندرج تحت تصنيف “الهجاء السياسي” من خلال حلقات سماها “باسم يوسف شو” الذي بدأ عرضه على موقع يوتيوب.

مع النجاح الساحق للبرنامج على مدار أربعة أشهر شوهدت فيه حلقات “باسم شو” ملايين المرات قررت قناة “أون تي في” استضافة باسم يوسف ليتحول برنامجه لاسم “البرنامج” الذي بدأ العرض في أول أغسطس ٢٠١١، أول رمضان ١٤٣٢ كحلقات يومية في رمضان، قبل أن يتحول “البرنامج” لحلقات أسبوعية، إلى أن قرر باسم يوسف الرحيل من أون تي في إلى قناة مصرية خاصة أخرى وهي قناة “سي بي سي”. 

باسم يوسف سخر من كل شيء، من جميع من في السلطة ابتداء من مبارك والمجلس العسكري ومرشحي الرئاسة و الرئيس محمد مرسي، سخر من الإخوان المسلمين والليبراليين ومقدمي البرامج التليفزيونية والسياسيين،  سخر من الشعب المصري وكثير من القيم التي يتبناها المصريون. لقد استطاع باسم يوسف تكسير الكثير من التابوهات التي ظلت عصية على الاختراق في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. بإمكانك أن تقرأ الجملة السابقة كجملة وصفية عن باسم يوسف، أو كاتهام له، أو كمديح، لكن الحقيقة أن يوسف كان الأكثر تأثيرا على الساحة الإعلامية في مصر حتى قبل أيام من مظاهرات ٣٠ يونيو التي تبعها الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي في ٣ يوليو.

توقف برنامج باسم يوسف كان مخططا له، لشهر واحد فقط، هي مدة شهر رمضان التي كان يعرض أثناءها حلقات مسجلة من برنامج صوره في الولايات المتحدة بعنوان “أمريكا بالعربي”، إلا أن باسم أوقف برنامجه لأكثر من مئة يوم عقب الانقلاب العسكري، قالت تقارير صحفية عديدة أن الإيقاف كان بسبب توصيات من جهات “أمنية” مصرية.

عاد باسم يوسف بالأمس في حلقة جديدة من برنامجه بعد عدة أيام من مقال كتبه في صحيفة الشروق المصرية، أكد فيه عودة البرنامج، وبرر قرارات تأجيل الظهور وتمديد إيقاف البرنامج بأجازات رمضان وعيد الفطر والأضحى بالإضافة لحظر التجول الذي فرضه الجيش ووفاة والدته.

حلقة باسم يوسف أمس كانت بداية حادة كعادة بدايات باسم، فالجميع يتذكر حلقات باسم الأولى على قناة أون تي في وعلى قناة سي بي سي والتي سخر فيها بشكل حاد للغاية من مالكي القناتين المعروفين بانتماءاتهم للحزب الوطني ولدائرة رجال الأعمال المقربة من مبارك، وهو ما حاول باسم فعله هذه المرة عن طريق السخرية من عبدالفتاح السيسي ومؤيديه.

https://www.youtube.com/watch?v=v1vuBBhYk_U

لكن باسم يوسف لم يسخر من السيسي فقط، لكنه سخر كذلك في شكل قد يراه البعض مخالفا للأخلاق الإنسانية الأولية، من مرسي الغائب عن المشهد، ومؤيديه المعتقلين حاليا أو المُطارَدين بأفضل الأحوال.

التعليقات التي جاءت من المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي كانت في مجملها مهاجمة لحلقة باسم الأخيرة، فباسم رغم هجومه -المعتاد- على الإسلاميين، رغم الإطاحة بهم من السلطة، إلا أنه سخر من حالة القمع الموجودة في مصر عقب الانقلاب العسكري، كما سخر من الجماهير المؤيدة للسيسي بشكل أدى بالعديد من متابعيه لانتقاده. 








وتزامنا مع عودة باسم يوسف، أعيدت للقضاء قضية اتهم فيها باسم يوسف سابقا بإهانة الرئيس، حيث قالت هيئة المفوضين أن “باسم يوسف نال من قيم المجتمع المصرى.. ولا يجوز الإساءة لمنصب الرئيس لأنه رمز للدولة” وألقت باللائمة على الرئيس مرسي في التساهل مع يوسف.

ربما تبدو عودة باسم يوسف تأييدا للانقلاب العسكري وربما دعما للدولة المدنية ضد العسكر، لا يمكننا أن نحدد الخط الذي سينتهجه باسم يوسف الآن اعتمادا على حلقته الأولى، لكن المؤكد أن العسكر لن يقبلوا بوجود شخص ينتقد الدولة العسكرية كما فعل مع الرئيس المنتخب، وأن هامش الحرية التي سيتمتع بها باسم يوسف لن يكون أبدا كما كان من قبل.

تحديث (مساء ٢٦ أكتوبر):

أصدر مجلس إدارة قنوات سي بي سي بيانا يؤكد على احترام المشاعر الشعبية التي استفزها باسم يوسف في برنامجه