لا يوم الجمعة عند المسلمين ولا يوم الأحد عند النصارى يُشبه شيئاً في سبت اليهود ، فيوم السبت هو يوم عبادة من غروب شمس الجمعة إلى غروب شمس السبت يحرم على اليهود فيها القيام بـ 39 صنف من العمل كالصيد مثلاً ، ولأن الامر ليس سهلاً فقد عاتب القران الكريم أصحاب السبت الذين نصبوا الشباك يوم الجمعة، فصادت لهم يوم السبت، وخذوا الأسماك يوم الأحد. هذه القصّة ليست مُجرد قصّة عن مُجرد قرية إحتال اهلها تعاليم التوراة قبل حوالي 3000 عام ، فاليوم نجد في ” إسرائيل ” مراكز علمية تعمل ليل نهار على إيجاد حيل هندسية من وحي التوراة لتسهيل حياة اليهود في السبت.
مصعد السبت
في كُل مستشفى في العالم توجد المصاعد ، مُراعاة لإحتياجات المرضى وكبار السن ولكن المصاعد الإسرائيلية مُختلفة عن كُل مصاعد العالم ، هي مصاعد من وحي ” التوراة ” ويمكنك أن تجد في بعضها ” فتوى ” تُجيز إستخدامها ، لأن بعض الحاخامات يشددون على حُرمة إستخدام المصعد الذي لم يحصل على ترخيص من حاخام مُعتمد.
حاخام يهودي يصرخ : شَبعَص ، مستنكراً خرق يوم السبت !
هذه المصاعد تعمل يوم السبت بفكرة بسيطة ، برزت لأن الضغط على أي كبسة من شأنها أن تُغلق دائرة كهربائية هو حرام بحسب التوراة ولذلك قامت فرق من العلماء اليهود بتطوير مصعد يقوم بحل هذا الإشكال من خلال مصعد يعمل وفق منظومة اوتوماتيكية تتيح لليهود إستخدامه دُون الضغط على أي كبسة ، فكيف يمكن أن تصعد على الطابق الخامس دُون أن تضغط على رقم 5 ؟ الامر ليس صعباً ، لأن المصعد وعند دخول السبت يبدأ بالعمل ذهاباً وإياباً ، فيفتح ابوابه في كُل طابق ، ينتظر قليلاً ويغلق الابواب وينتقل للطابق الذي يلي.
الاكيد أن الامر أصعب بكثير من مُجرد الكلام فيه ، تخيّل نفسك كيف تغضب عندما يتأخر المصعد قليلاً بالقدوم ؟ فكيف لو كنت تسكن في الطابق رقم 15 كيف ستفعل ؟ العجيب أن بعض الحاخامات يُفتون لبعض أتباعهم بفحص أمر المصعد جيداً قبل دخوله ، وحتى لو كان يعمل بموجب منظومة السبت ولكن ليس عليه ترخيص من حاخامات ، فالأولى عدم إستخدامه.
سبت فون .. !
هناك مبدأ يُعرف بالـ جارما في الدين اليهود يُستخدم في الحفاظ على قُدسية السبت ، بموجب هذا المبدأ فإنك لا تقوم بفعل يؤدي إلى ” خرق السبت ” ولكن يُمكن ان تقوم بشيء يؤدي بصورة غير مباشرة إلى ” خرق السبت ” ، كأن تضع قدور ممتلئة بالماء بالقرب من حريق ، فإن النيران ستُخرّب القدور مما سيؤدي إلى إنطلاق الماء نحو النار وإطفائها ، وبهذا فإن هذا لا يعتبر ” حراماً “.
وكما في المصعد ، فإن أي ضغطة زر بإمكانها ان تغلق دائرة كهربائية فإنها ستؤدي إلى حرام ، فكيف يمكن إجراء إتصال بالهاتف يوم السبت ؟ الأصل ان ذلك حرام ، ولكن في السنوات الاخيرة ظهر ما يُسمى بالـ ” شابات فون ” وهو هاتف ” ذكي ” جداً ، فيه حيلة علمية مفادها انه ما دام الهاتف مشبوكاً بالشبكة فهناك دائرة كهربائية مغلقة في جميع الكبسات ، وبالتالي فإن اليهودي الذي سيستخدم هكذا هاتف يوم السبت لن يخرق السبت ، وكُل كبسة زر تقوم بتغيير في التيار ، الجُهد والتردد الكهربائي داخل الدائرة الكهربائية ، فيتعرف الهاتف على الكبسة التي تم الضغط عليها وهكذا يُمكن لليهودي الإتصال يوم السبت.
فيديو يشرح فكرة هاتف السبت :
المثير أكثر ، أنه وقبل تطوّر التقنيات إلى هكذا حد ، كان هناك حل ذكي آخر لـلحفاظ على قدسية السبت مع القيام بأمور تخرق السبت ، وهو الطلب من ” كافر ” بالقيام بهذه الأفعال ، صحيح أن الامر فيه خلاف بين الحاخامات ولكن اليوم هناك كُتب وفصول كاملة تتحدث عن أحكام وشروط الطلب من الكافر القيام بما يخرق السبت.
ثمن هكذا هاتف يبلغ 750 شاقلاً ، أي حوالي 200 دولار ، بينما سعر الهاتف المحرّم إستخدامه يوم السبت 20 دولار ، مما يعني أقل بـ 10 أضعاف !
أقلام السبت .. !
حتى الكتابة ، مُحرمة يوم السبت ولكنها ليست مُحرمة على الإطلاق بحسب ” التوراة ” ، فهي حرام إذا كان الحبر سيبقى لفترة طويلة ، لذلك فهناك فتاوى تُجيز الكتابة على النافذة المُغبّرة مثلاً وإن كانت هناك فتاوى أخرى ترى أن الامر مكروهاً ويذهب الجدل بالأحبار إلى النقاش حول كراهة الكتابة بالماء على فرش السفرة او رمل الشاطئ .
صورة : الكتابة مُحرمة يوم السبت على اليهود ، بما فيها الكتابة على الشاطئ.
هكذا فتاوى ، قد ينظر إليها البعض بإستغباء جعلت مجموعة من المهندسين اليهود يبحثون عن طُرق ” ذكية ” جداً للتعامل مع حُرمة الكتابة فما كان منهم إلا ان قاموا باختراع قلم خاص بيوم السبت ، ويتميّز هذا القلم بأن حبره يتلاشى بعد يومين او ثلاثة ، فماذا إستفادوا ؟ المثير أنهم حصلوا على فتاوى تُجيز لهم أن يقوموا بمسح ضوئي او تصوير او حتى نقل كُل ما كتبوه عند خروج السبت ( مساء السبت ).
للعلم ، ثمن هكذا قلم يُباع على موقع الشركة المُنتجة أثناء حملة خاصة بحوالي 35 شيقل ، أي بحوالي 9 دولارات امريكية فقط !!