شكرٌ توجه به رئيس وزراء الهند “ناريندرا مودي” للحكومة الإماراتية على موافقتها على تخصيص قطعة أرض لبناء معبد هندوسي في مدينة أبو ظبي، وذلك عبر تدوينة كتبها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث دون قائلًا: “أتقدم ببالغ الشكر للحكومة الإماراتية لتخصيصها قطعة أرض لبناء معبد في أبو ظبي .. هذه خطوة عظيمة”.
I am very thankful to the UAE Govt for their decision to allot land in order to build a Temple in Abu Dhabi. This is a great step.
— Narendra Modi (@narendramodi) August 16, 2015
جاءت تلك الخطوة بعد زيارة تعتبر الأولى التي يقوم بها مسؤول هندي رفيع المستوى إلى الإمارات منذ نحو 34 عامًا، أجراها رئيس الوزراء الهندي لتستمر يومين مختتمًا إياها الاثنين الماضي 17 أغسطس، وجرى خلال تلك الزيارة مباحاثات في العلاقات الثنائية بين البلدين كما بحثا سبل تعزيزها، فيما أشارت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إلى إجراء “مودي” عدة لقاءات مع قادة الإمارات، ولفتت القول إلى شكر الأول للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي بعد قراره تخصيص قطعة الأرض تلك، وأضافرئيس وزراء الهند في تدوينة أخرى نشرها على موقع تويتر إلى اتفاق الاثنين على ضرورة بناء علاقات قوية بين البلدين، وأثنى كذلك على اللقاء الذي تحدثا خلاله حول عدة قضايا مشتركة.
Had a wonderful meeting with @HHShkMohd. We talked about several issues & agreed on need of stronger India-UAE ties. pic.twitter.com/ZeXpYsBT7d
— Narendra Modi (@narendramodi) August 17, 2015
قبل شهرين صدر قرار آخر مشابه، وذلك بعدما افتتح وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كنيسة القديس بولس الكاثوليكية الثانية في منطقة المصفح الصناعية في العاصمة أبوظبي، وذلك بحضور أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، والسفير البابوي الموفد إلى شبه الجزيرة العربية، وأيضًا رئيس الأساقفة بيتر رايتش، والنائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية المطران كاميلو بالين، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة ولفيف من الأساقفة والكهنة ونحو خمسة آلاف كاثوليكي من المقيمين في دولة الإمارات من مختلف الجنسـات حول العالم.
لتكون تلك الكنيسة التي افتتحت هي الثانية في دولة الإمارات، إذ افتتحت كنيسة القديس يوسف الكنيسة الكاثوليكية الأولى في فبراير من العام 1965، وذلك بعد تقديم الدولة الإماراتية قطعة أرض في إمارة أبوظبي لإقامة الكنيسة، وكانت تلك الكنيسة قد أقامت احتفالًا في مارس الماضي باليوبيل الذهبي على إنشائها، وأُنشأت الثانية بعد انتقال ما يقرب من 25 ألف كاثوليكي ممن يعيشون في المصفح مسافة 25 كيلومترًا للصلاة في كاتدرائية القديس يوسف، وهذا العدد يمثل نحو ربع الكاثوليك الموجودين بالإمارات، حيث يعيش في الدولة الإماراتية نحو 900 ألف كاثوليكي.
بالرغم من تلك القرارات التي تبدو منفتحة على الأديان وتسعى الدولة الإماراتية في اتخاذها، إلا أن نفس تلك الدولة بقاداتها تضيق زرعًا بالنشاطات الإسلامية والقائمين عليها، حيث تتخذ الدولة موقف معادي من الجماعات الإسلامية وتصنفها على أنها منظمات إرهابية، كسابق قرارها في منتصف سبتمبر الماضي بتصنيفها نحو 83 منظمة وحركة دعوية على أنها كيانات إرهابية، وضمت تلك القائمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأيضًا جماعة الإخوان المسلمين المنكل بهم في السجون الإماراتية، حيث يقبع في سجون الإمارات عشرات من أبناء البلد وعدد من البلدان العربية لنشاطات دينية، صدر على عدد منهم أحكامًا بالسجن لسنوات عدة.
يبدو أن الانتفاح الزائد التي تحاول الدولة الإماراتية تصديره للعالم في قضية الأديان تلك بمساهماتها في بناء الكنائس والمعابد إلا أنها لم تستطع إخفاء عدائها الواضح لأي نشاط إسلامي أو دعوي داخليًا أو حتى على المستوى الخارجي في تعاملاتها الإقليمية والدولية.
قرار إنشاء المعبد الهندوسي أثار استفزاز عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشنوا هاشتاج يحمل اسم “#بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي” وعبروا خلاله عن الغضب الكبير لمثل تلك الخطوة، حيث انتقد الكثيرين القرار، وذهب بعضهم إلى توصيفه على أنه انتكاسة دينية، وأشار آخرون إلى حرمانية مثل هذا القرار ومخالفته للشرع في إدخال أديان غير سماوية إلى جزيرة العرب.
فيما أدان نشطاء آخرون حرص الدولة على قمع النشاطات الإسلامية، ومحاربة الصوفيين والوهابيين والإخوان المسلمين والسلفيين فيما تشجع بناء معابد هندوسية.
وشجب ناشط آخر مثل تلك الخطوة مؤكدًا أنها لا تمثل انفتاحًا وتطورًا من الإمارات.
الانفتاح و التطور مش يعني نتخطى أمور ديننا
الهندوس ليست من الديانات السماوية وهم نفسهم من يقتلون مسلمي بورما
— محمد الرز ?? (@rezz_al) August 17, 2015
فيما تسائل آخرون، كيف للإمارات القبول ببناء معبد للهندوس الذين يقتلون المسلمين في بورما؟
كيف يقابل الهندوس المسلمين في #بورما
وكيف يتم الرد عليهم في جزيرة العرب!!#بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي pic.twitter.com/B21ygLbZ5S
— خط البلدة ? (@saudibus222) August 17, 2015
سخرآخر متسائلًا عن إنتاج الدولة الإماراتية لعلماء ومفكرين أو حرصها على الأمر كحرصها على بناء المعبد.
فيما نشر مدون صورة لتقديم بعض الهندوس قرابين لإلاههم في حضور إماراتي وداخل دولتهم دون خجل.
وقام ناشط بنشر فيديو لتدمير المسجد البابري في الهند بعد قرابة أربع قرون من بناءه، ونشر تدوينة معه “هل تتذكر”؟
Do you forgot?https://t.co/ga6ZzIjFyR
— ٰ (@hmanmohad) August 19, 2015
فيما عبر آخرون عن عدم استغرابهم من القرار بسبب ممارسات غير أخلاقية تسمح بها الدولة على أرضها
تعجب ناشط قائلًا: “مفارقة جامية، أغلق أردوغان مدارس التنصير فاتهموه بالعلمنة، وجاهر بن زايد بالدعارة وبناء المعابد فمجدوه وباركوا عمله”.
مفارقة جامية
أغلق أردغان مدارس التنصير فاتهموه بالعلمنة
وجاهر بن زايد بالدعارة وبناء المعابد فمجدوه وباركوا عمله#بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي
— الناقد ☪ (@heekmmm1) August 17, 2015
كان لبعض النشطاء رأيًا آخرًا في الأمر، تعجب ناشط من سبب الإنزعاج الكبير من بناء معبد، رغم أن مساجد المسلمين تنتشر بالعالم.
وباركت ناشطة تلك الخطوة وقالت أنها خطوة جيدة لتطبيق مبدأ حرية الاعتقاد.
خطوة رائعة لتطبيق لكم دينكم ولي دين منح حرية المعتقد للاخر يجعل الامارات اعظم دولة عربية#دامت#الامارات???? #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي
— شمس الكويتية (@shamsofficial) August 17, 2015
واعتبر ثالث تلك الخطوة سياسية، فبناء معبد في دولة مسلمة يمكن المسلمين فيما بعد من بناء مساجد بالهند.
عمار يا بلادي
حرية فكر وإعتقاد راقية وسياسة جدا حكيمة
اليوم ببني لك معبد عندي وباجر ببني 10 مساجد في بلادك ?
— Saqar Abdulla (@saqar_spark) August 17, 2015