في حوار بثته قناة “الوطنية 1” الحكومية، قال رئيس حزب حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي أنه هو حزبه “متفائلون وواثقون بأن كل الأطراف السياسية جادة؛ لأن تونس أكبر من الجميع وتتجه نحو مرحلة ثالثة، نحو حكومة توافقية كي لا يستطيع أي طرف القدح في نتائج الانتخابات القادمة”.
وتأتي تصريحات الغنوشي هذه بعد نجاح الفرقاء السياسيين في تونس في بدأ أولى الجلسات الفعلية للحوار الوطني بتونس، وبعد قبول كل هذه الأطراف بخارطة الطريق المقدمة من قبل المؤسسات الراعية للحوار وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، واثر تجاذبات سياسية مطوّلة بين أحزاب الائتلاف الحاكم من جهة، وعدد من أحزاب المعارضة من جهة أخرى، استمرّت منذ شهر يوليو الماضي.
وبدأ الحوار الوطني في تونس فعليا بعد قبول الأحزاب الممثلة للمعارضة لرسالة مكتوبة قدمها رئيس الحكومة التونسية علي لعريض يوم الجمعة، تعهد فيها باستقالة حكومته، خلال 3 أسابيع من بدء الحوار الوطني على شرط “تلازم المسارات”، أي على شرط الانتهاء من كل بنود خارطة الطريق المتفق عليها في الآجال المحددة لها، وعدم الإخلال بأي منها، ومن بينها تشكيل هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات وتحديد تاريخ للانتخابات البرلمانية القادمة والتوافق حول شخصية وطنية مستقلة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك الانتهاء من صياغة الدستور في أجل لا يتجاوز الأربعة أسابيع على أقصى تقدير.
وفي خصوص الدستور، أكد الشيخ راشد الغنوشي أنه يتوقع أن هناك إمكانية لاستكمال المسار التأسيسي والانتهاء من الدستور الجديد خلال 3 أسابيع، قائلا: “يمكن لقطار تونس أن يصل إلى شاطئ السلام وأن ينتهي البرلمان من الدستور تزامنا مع استقالة الحكومة خلال 3 أسابيع، وهو ما أكده الحبيب خضر المقرر العام للدستور”.
كما جدد الغنوشي التزامه بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، والتي يفترض أن تقام مباشرة بعد الانتخابات البرلمانية، حيث قال الغنوشي: “حتى وإن قررت النهضة ترشيح شخصية فلن أكون أنا”،مؤكدا عدم رغبته في ذلك، مضيفا أن “تونس ستكون أول بلد عربي يتوج بديمقراطية حديثة على غرار سويسرا وماليزيا”، بالرغم من الصعوبات التي تعيشها ومن العراقيل التي حاولت اعتراض مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
ووجه الغنوشي أصابع الاتهام إلى قوى خارجية قال إنها تقف خلف الأحداث الإرهابية التي عاشتها تونس طيلة السنة الماضية، وكان أولها بمقتل السياسي شكري بلعيد في شهر شباط الماضي، وآخرها بمقتل عدد من رجال الأمن التونسي يوم الاربعاء الماضي، وأكد الغنوشي أن “الإرهاب ليس من صنع تونسي، بل مصدره من الخارج في إطار ما يعرف بالعولمة”.
ومن جهة أخرى أشار الغنوشي إلى أن النهضة تخلت عن الحكومة ولكنها لم تتخل عن الحكم، وأكد أن “أبناء النهضة سيكونون موجودين بالحكم من خلال المجلس التأسيسي كسلطة أصلية وكذلك من خلال الحكومة المقبلة لأنهم طرف في اختيارها ولن تفرض عليهم”.
واختتم الغنوشي كلامه بالحديث عن التيار السلفي التونسي، فقال أن “السلفيين هم أبناء تونس مثل بقية الأطياف، كالشيوعيين والليبراليين، ولا يجب أن نفتح حربا علي هاته المجموعة ولا يجب أن نقصيها من المجتمع”، وأوضح الغنوشي: “ما أرفضه هو اعتماد العنف كوسيلة لفرض الرأي”.