قال مصدر يمني في عدن إن الإمارات دفعت على الأرجح فدية مالية مقابل تحرير الرهينة البريطاني روبرت دوغلاس، إلا أن المعلومة الأهم التي كشفها المصدر هي أن الرهينة الذي تم تحريره لم يكن محتجزا أصلا لدى تنظيم القاعدة كما أعلنت دولة الإمارات، وإنما كان لدى قبائل في صنعاء التي أصبحت منذ شهور تحت سيطرة الحوثيين الذين يسود الاعتقاد أنهم يقيمون علاقات قوية مع أبوظبي من خلال حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وبحسب المصدر الذي صرح لصحيفة عربي 21 فإن البيان الذي صدر عن تنظيم القاعدة والذي يكذب رواية الإمارات يؤكد هذه المعلومات، حيث نفى تنظيم “القاعدة” في اليمن أن يكون الرهينة البريطاني الذي تم تحريره قد كان محتجزا لدى التنظيم، فيما يقول المصدر إن القاعدة عادة ما تتباهى بعمليات خطف وقتل الأجانب لو كانت هي التي نفذتها، وهو ما يعني أن نفيها لاختطاف البريطاني دليل على أنه لم يكن بحوزتها فعلا.
وقد صرح مصدر آخر في عدن لموقع ميدل إيست آي البريطاني بأن الرهينة الذي اختُطف في حضرموت في فبراير 2014 لم يكن محتجزا لدى القاعدة، ولكن لدى مجموعات قبلية طلبت فدية مقابل الإفراج عنه.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أصدر بيانا الثلاثاء قال فيه: “نؤكد لوسائل الإعلام والرأي العام أن الخبر ليس صحيحا، وليس بحوزتنا رهائن بريطانيون، فضلا عن ادعاء حكومة الإمارات بأن قواتها الخاصة هي التي قامت بذلك”، ودعا بيان تنظيم القاعدة جميع وسائل الإعلام إلى “تحري الدقة في نقل الأخبار”.
وكانت الإمارات قد أعلنت في الثالث والعشرين من أغسطس الجاري أن فرقة من قواتها الخاصة قامت بتحرير الرهينة البريطاني البالغ من العمر 64 عاما. إلا أن متابعا كتب على تويتر إن الإمارات قامت بدفع 25 مليون دولار للإفراج عن الرجل، في تأكيد لرواية الفدية.
Reports that #UAE paid million ransom to #AQAP 2 secure release of British hostage @BBCWorld @Reuters @cnnbrk @CENTCOM @CNNSitRoom
— Ali AlAhmed (@AliAlAhmed_en) August 24, 2015
ويثير بيان “القاعدة” الكثير من الشكوك حول العملية الغامضة والتي لم تعلن الإمارات أي تفاصيل عنها، مكتفية بالقول إنها انتهت بتحرير الرهينة البريطاني المختطف لدى تنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما نفاه التنظيم ذاته في البيان، فيما يؤكد المصدر اليمني الذي تحدث لــ”عربي21″ أن البيان يؤكد فرضية أن الرهينة كان محتجزا في صنعاء لدى رجال قبائل، وأن تحريره تم مقابل فدية مالية دفعتها الإمارات.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني في عدن ترجيحه عدم صحة المعلومات التي نشرتها الإمارات حول تطويق منزل ومداهمته لتحرير الرهينة البريطاني.
ويطرح مراقبون سؤالا حول السبب في إخفاء الإمارات التفاصيل التي أحاطت بعملية تحرير الرهينة البريطاني بعد مسارعتها لتبني العملية والوقوف خلفها، ومسارعة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للاتصال هاتفيا برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاحاطته علما بتمكن القوة الإماراتية في عدن من الوصول إلى المكان الذي كان الرهينة البريطاني محتجزا فيه لدى تنظيم القاعدة، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات “وام” في الخبر الذي بثته عن العملية.
وبحسب المصدر فإن المعلومات الشحيحة التي توفرت عن عملية تحرير الرهينة الإماراتي تؤكد أن قوات التحالف لم يتم إطلاعها على تفاصيلها، وهو ما يؤكد أن الإمارات تسعى إلى تصدر المشهد على الأرض في اليمن، والظهور على أنها تكافح الإرهاب بنجاح، كما أنها تريد أن تجير النجاحات في اليمن لصالحها، وخاصة أمام العالم الغربي، حيث أن الرهينة بريطاني ويستحوذ على اهتمام واسع في وسائل الإعلام الغربية.
وتأتي هذه المعلومات لتؤكد ما نُشر من معلومات سابقة، مفادها أن الإمارات تسعى إلى تعزيز نفوذها داخل اليمن، ولجأت إلى المشاركة في التحالف والحرب ضد الحوثيين بعد أن أدركت بأن السعودية عازمة على الإطاحة بهم دون تردد، والإطاحة بالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.