بينما يستمر الجدل الذي أحاط ببرنامج المراقبة الأمريكي، كشفت “كريبتوم”، وهي مكتبة إلكترونية أُنشئت بواسطة الولايات المتحدة. وتعد مستودعا للوثائق والمواد السرية، كشفت أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تجسست على أكثر من ٧.٨ مليار مكالمة هاتفية في السعودية.
تقرير كريبتوم قال أن السعودية كانت هدفا رئيسيا لعمليات التجسس، إلا أنها لم تكن الوحيدة. تجسست الولايات المتحدة على دول أخرى في الشرق الأوسط والعالم العربي، فبعدد عمليات تجسس مقاربة للسعودية، تجسست الاستخبارات الأمريكية على المكالمات في العراق. فيما وصل سقف عمليات التجسس على مصر إلى 1.9 مليار اتصال، و1.6 مليار اتصال في الأردن.
وأكبر عمليات التجسس كانت في أفغانستان، حيث تم التنصت على21.98 مليار عملية اتصال فيها، وأتت بعدها باكستان بـ12.76 مليار اتصال، والهند بـ6.28 مليار اتصال. وأتت في رابع مرتبة بين دول الشرق الأوسط إيران مع التنصت على 1.73 مليار اتصال فيها، بحسب الوثائق.
وفي الوقت الذي احتجت فيه عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا بشكل عنيف على تجاوزات وكالة الاستخبارات، حيث أكدت تقارير صحفية أن أوباما كان على علم منذ أكثر من ثلاثة أعوام بعملية التجسس على آنجيلا ميركل، رغم أنه أكد لها هاتفيا أنه لم يكن على علم بالتجسس عليها، لم تعلق الأنظمة العربية التي تعرضت لعمليات التجسس تلك، مثل السعودية والأردن والعراق ومصر.
وكمحاولة من جانب أجهزة الأمن المصرية في تبرير فشلها الاستخباراتي والأمني، قالت صحف مصرية أمس أن أجهزة أمنية سيادية مصرية بدأت تحقيقات مكثفة، متبوعة بحملات تفتيش، في عدد من المقرات المهمة بالدولة، على رأسها رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، إلى جانب عدد من المنشآت الحيوية المهمة، من أجل الكشف عن أي معدات أو أجهزة للتجسس، حيث تزعم أجهزة الأمن المصرية أن هناك معلومات تفيد بوجود أجهزة تجسس ومعدات للتتبع تعمل لصالح الاستخبارات الأمريكية تم استيرادها وتركيبها في عهد الرئيس مرسي، في محاولة للتعتيم على حجم التنسيق الأمني والاستخباراتي بين النظام المصري إبان حكم مبارك، والمجلس العسكري، والاستخبارات في عهد عمر سليمان من جهة، وبين الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي من جهة أخرى.
تقرير كريبتوم ذكر أن عدد عمليات التجسس التي تقوم بها وكالة الاستخبارات بلغ أكثر من ١٢٤ مليار عملية تجسس فقط في يناير الماضي.