مع اقتراب مشتركي الهواتف المحمولة في القارة الأفريقية من الوصول إلى المليار مشترك، سيصبح تقديم الحزمة الكافية من خدمات الإنترنت أمرًا أكثر أهمية، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الاتصال بشبكة الإنترنت.
يظهر بحث جديد تم إجراؤه من قَبل شركة (TeleGeography)، وهي شركة في بحوث الاتصالات الدولية، بأن قدرة الإنترنت في أفريقيا تنمو بوتيرة أسرع من أي منطقة أخرى من العالم، وتتصدر أفريقيا مناطق العالم لجهة قدرة الإنترنت، أو ما يعرف بعرض الحزمة (bandwidth)، وهي مقدار سرعة البيانات التي يمكن لشبكة الإنترنت أن تقوم بنقلها، وعادة ما يتم قياسها بسرعة البت (Bit) في الثانية (bps).
كانت الكابلات البحرية الواسعة النطاق، مثل نظام كبل البحر (SEACOM)، ونظام كبلات أفريقيا الشرقية الفرعية (Eassy)، ونظام كابلات غرب أفريقيا (Wacs)، قد ساعدت في تسريع وصول أفريقيا لعرض نطاق ترددي دولي يقدر بـ20 ضعف خلال خمس سنوات فقط، وذلك على الرغم من أن نمو سرعة نقل البيانات ضمن شبكة الإنترنت العالمية قد تباطأ نوعًا ما، حيث إنه انخفض من 41% في عام 2011 إلى 31% في عام 2015، إلا أن أفريقيا شهدت قدرة في نمو سرعة الإنترنت وصلت إلى 51% خلال السنوات الخمس الماضية.
في المرتبة الثانية في قدرة الإنترنت، جاءت منطقة أوقيانوسيا بعد أفريقيا، وذلك بعد أن شهدت نمو يصل إلى نسبة 47%، في حين جاءت منطقة الشرق الأوسط في المركز الثالث بمعدل نمو 40% خلال فترة خمس سنوات، ومن هنا نجد أن نمو قدرة الإنترنت في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وصل إلى 44% سنويًا، في حين شهدت الولايات المتحدة وكندا أبطأ نمو في قدرة الإنترنت بمعدل نمو وصل إلى 33% سنويًا.
نمو سعة عرض نطاق الخدمة ضمن قارات العالم مقاسًا بالنسبة المئوية ما بين عامي 2011 و2015
على الرغم من أن سرعة نقل البيانات ضمن شبكة الإنترنت في أفريقيا هي الأعلى نسبيًا، إلا أن سرعة الإنترنت فيها لا تزال بطيئة بالمقارنة مع بلدان العالم النامية الأخرى، حيث تظهر تصنيفات الاتحاد الدولي للاتصالات، أن العديد من البلدان الأفريقية توفر أقل من 1 كيلوبت من نطاق حزمة الإنترنت الدولية لكل مستخدم، لذلك ولكي تستفيد أفريقيا من قدرة الإنترنت المتنامية لديها، لابد من استضافة المزيد من شبكات الإنترنت المحلية وتطوير بنى شبكة الإنترنت التحتية.