قال تقرير نشرته وكالة رويترز أن المجتمع المصري يواجه ازدياد خطر التطرف في ظل تراجع الإخوان المسلمين.
وقال التقرير أن النظام الهرمي القوي الذي يُشكل الإخوان المسلمين ساعدها لتفوز في الانتخابات البرلمانية عقب الإطاحة بالديكتاتور حسني مبارك، وأدى بالدفع بمرشحهم محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر.
لكن الآن وبعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بمرسي، يتهم الجيش وقوات الأمن الإخوان بالإرهاب وبأنهم “أعداء للدولة”، محاولين تبرير قمع الجماعة.
وأكد التقرير أن أفراد الإخوان المسلمين الذين ينبذون العنف ويؤكدون على التزامهم بالتظاهرات السلمية، يتعرض الآن لضغط شديد عن طريق التهديدات المتلاحقة باعتقالهم، وهو ما يضع التنظيم و”أسر الإخوان” تحت ضغط حقيقي.
ويعرض التقرير الذي نشرته الوكالة اليوم، بعض التفاصيل من حياة عضو الإخوان “أحمد نبيل” المقيم بالإسكندرية، وكيف أنه اشترى هاتفا جديدا ويحاول تشفير رسائله لاعتقاده أن الأمن يراقب الهواتف والاتصالات.
أحمد نبيل قال أنه فقد خمسة من أصدقائه قُتلوا بواسطة الأمن في المظاهرات التي هاجمتها قوات الجيش والشرطة، وأكد أنه قلق بالفعل من أن الهجمة على الإخوان قد تؤدي ببعض الأعضاء لتبني أفكار أكثر تشددا.
ويؤكد التقرير أن الاتجاه ناحية أفكار أكثر تشددا قد ازداد كثيرا عقب الإطاحة بمرسي.
وفي إشارة لقدرة الإخوان على السيطرة على أفرادهم، يقول التقرير أنه مع اعتقال القيادات، واتساع رقعة الضغط الأمني لتشمل أفرادا من خارج الإخوان، فإن احتمالات ظهور أفراد جدد يتبنون العنف تتزايد، خاصة مع غياب القيادات داخل السجون، حيث كانت تلك القيادات هي الصوت الرئيسي الذي يُبعد الإخوان عن العنف، ويشير التقرير إلى الكلمة الشهيرة التي قالها المرشد العام للإخوان المسلمين أمام مئات الآلاف من مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية حين قال “سلميتنا أقوى من الرصاص”.
يقول أحمد نبيل “كل ما يفعله الجيش ضدنا ، بما فيه القتل والتعذيب والاعتقال، يدفع الأفراد دفعا للرد بعنف، أنا أدعو أن تنتهي تلك الأزمة قبل أن نجد أنفسنا في موقف مشابه لما يحدث في سوريا”
وأوضح التقرير أن الجيش والأمن المصريين لا يفرقان بين الإخوان والجهاديين المتأثرين بالقاعدة في سيناء، حيث تقتل قوات الأمن المصرية الجهاديين في سيناء في عمليات متفق عليها مع إسرائيل.
وتشارك قوات الأمن المصرية والجيش منذ الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو في عملية قمع مستمرة واعتقالات خارج إطار القانون وقتل يرقى لجرائم الحرب أدت لمقتل أكثر من ٢٠٠٠ عضو من جماعة الإخوان واعتقال أعداد غير معلومة.