أضافت صحيفة الجارديان البريطانية فضيحة جديدة لسجل شركة G4S للخدمات الأمنية بريطانية الأصل والناشطة في عدد كبير من دول من بينها السعودية وإسرائيل والكويت، حيث نشرت الصحيفة شهادات لسجناء وأمنيين وممرضين وأطباء كانوا يعملون في أحد السجون، التي تديرها الشركة في دولة جنوب إفريقيا، تؤكد اعتماد الشركة على أدوات وأساليب تعذيب محرمة دوليا للسيطرة على السجناء.
السجناء والعاملون السابقون في المركز الإصلاحي مانجونج بلومفونتين في جنوب افريقيا، قالوا أن إدارة السجن، الذي تشرف عليه شركة G4S، تعتمد بصفة دائمة على أساليب التعذيب مثل الصعق بالكهرباء أو إجبار السجناء على تناول أدوية تسبب تشنجات عصبية وأمراض نفسية وتحطم القدرات الذهنية لمستخدميها، وذلك إما لترهيب السجناء والسيطرة عليهم وإما لإجبارهم للإدلاء باعترافات معينة.
ثابو جودفراي، سجين سابق بمانجوج، قال للجارديان: ” بعد أن يأخذوني إلى غرفة التعذيب، يقومون بتجريدي من كل ملابسي، ثم يسكبون علي الماء، ثم يقومون بصعقي مرارا بالكهرباء، كما يعتدون علي بالضرب والركلات مرارا، ثم يتركونني ملقى على الأرض وأنا أنزف لساعات”.
ورغم نفي شركة G4S لارتكابها لمثل هذه الأفعال أو لوقوع تجاوزات كهذه في سجن مانجوج، فإن أحد العاملين السابقين –رفض ذكر اسمه- لصالح الشركة في سجن مانجوج، أكد للجارديان اعتماد الشركة على التعذيب، وكذلذ ممارسته هو لهذه الأساليب، مبررا ذلك بخطورة السجناء المتواجدين داخل السجن وبضرورة استخدام العنف ضده لإرضاخهم وإرهابهم وإبقائهم تحت السيطرة، حسب تعبيره.
كما أكد موظف سابق في شركة G4S في جنوب إفريقيا لشبكة بي بي سي، أن التعذيب يستخدم أحيانا للحصول على الاعترافات، مشيرا إلى أنه مارس التعذيب بحضور مسؤولين كبار في الشركة، قائلا: “لقد كانوا –أي المسؤولين الكبار- سعداء بنتائج التحقيقات التي كنا نحصل عليها بفضل التعذيب، و قد كانوا أحيانا يحضرون معنا جلسات التحقيق التي نمارس فيها التعذيب، وأحيانا أخرى كانوا يمارسون معنا التعذيب”.
نفس الموظف الأمني واصل الحديث عن تجربته في السجن قائلا: “نعم، كنا نجردهم من ملابسهم، ونسكب عليهم الماء حتى تصيب الصعقة الكهربائية على كامل أجسادهم وحتى تعطي الصعقة مفعولها بشكل جيد، ثم نصعقهم بالكهرباء مرارا ومرارا، حتى ينطقوا بما نريد أن نسمع، حتى و إن كان ذلك كذبا، المهم هو أن يقول ما نريد منه أن يقول”، ثم يواصل الحديث: “بإمكانه أن يقول الحقيقة، ولكن لم تكن هي نفسها الحقيقة التي أريد سماعها، سأصعقه بالكهرباء حتى ينطق بالحقيقة التي أريدها حتى إن كانت كذبا”.
مع العلم بأن شركة G4S قد ملأت صفحات الصحف العالمية والعربية قبل أسابيع، بعد الكشف عن عقد أبرمته مع الحكومة السعودية قبل سنتين حتى تشرف على مناسك الحج وتوفر الأمن للحجيج أثناء قيامهم بشعائر الحج في الحرم المكي وكذلك أثناء تنقلهم في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، مما أثر موجة غضب إسلامية واسعة، استنكرت ونددت بإبرام عقد من هذا النوع مع شركة سيئة السمعة، عرفت بإدارتها للمعابر التي تقيمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى تزويدها للإسرائيليين بأدوات تعذيب محرمة دوليا لتعذيب المعتقلين الفلسطينيين ولإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو لإجبارهم على العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.