الملكة نور تنتقد أوضاع الحريات في الأردن والقصر ينأى عنها

انتقدت الملكة الأردنية “نور الحسين” زوجة الملك الراحل أوضاع الحريات في الأردن، وذلك في عبر تغريدها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تقرير منشور على موقع ميدل إيست مونيتور، تناول التقرير أوضاع الحريات في الأردن في عهد العاهل الأردني الحالي الملك “عبدالله الثاني” حيث اتهمه بتبني خطابًا متناقضًا إزاء أوضاع الحريات العامة لا سيما حرية الرأي والتعبير في البلاد.
كما تحدث التقرير بالتحديد عن قانون مكافحة الإرهاب في الأردن بصيغته الحالية التي وصفها بـ”المبهمة”، حيث يُضيق الخناق على حرية التعبير بسبب السلطات الواسعة التي يمنحها للأمن الأردني في اعتقال الصحفيين وغيرهم دون رقابة واضحة، وقد جاء في التقرير تحذيرات من المراقبين بشأن تعديل السلطات الأردنية لقانون مكافحة الإرهاب، وخاصة مع تزايد المخاوف من استغلال القانون بهذا الشكل بغرض إسكات المعارضة.
الجدير بالذكر أن القانون بتعديلاته الحالية قد وسّع مفهوم “الإرهاب” ليشمل كل فعل يهدف إلى خلق فتنة دون تحديد ما معنى الفتنة، أو الضرر بالممتلكات، والضرر بالعلاقات الدولية، واستخدام شبكة الإنترنت أو وسائل الإعلام بهدف نشر ما أطلق عليه القانون “الفكر الإرهابي”، كما أن تعديل القانون زاد في درجة العقوبات، لتصل في بعض الأحيان إلى السجن 10 سنوات، وأحيانًا قد تصل العقوبة إلى الإعدام.
وفي أول رد رسمي من الديوان الملكي الأردني عقب نشر الملكة نور الحسين هذه التغريدات، فقد صدر بيان عن الديوان الملكي في الأردن يؤكد أن المعبر الوحيد عن الرأي الرسمي للملك يصدر في تصريحات رسمية عن الديوان الملكي أو عبر قنوات التواصل الإعلامي والاجتماعي الخاصة بالملك عبدالله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أما ما دون ذلك من مواقف وآراء في الأسرة المالكة فإنها تخص أصحابها كحق أي مواطن في التعبير عن رأيه ومواقفه الخاصة بحسب تعبير البيان.
بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشميhttps://t.co/uP4hClsi5j#الأردن #Jordan pic.twitter.com/PGQzQJJk0s
— RHC (@RHCJO) September 5, 2015
وقد تحدث البيان أيضًا في إشارة لما نشرته الملكة نور الحسين: “إنه نظرًا للدور الذي يقوم به بعض أفراد العائلة الهاشمية محليًا وعربيًا ودوليًا، عبر مختلف المناصب التي يشغلونها في هيئات دولية ومنظمات غير حكومية وغيرها، واعتمادهم على وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي في إيصال وجهات نظرهم ومواقفهم، فإنها لا تمثل وجهة نظر الديوان”.
وقد لوحظ مؤخرًا أن هذه التغريدات لم تعد موجودة على حساب الملكة السابقة نور الحسين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، رغم تأكيد الديوان الملكي الأردني على أن لكل فرد الحق في التعبير عن آرائه الخاصة.
هذه التغريدات المذكورة أثارت جدلًا واسعًا في أوساط متابعين مواقع التواصل في الأردن، الذين أبدوا صدمتهم بما نشرته الملكة السابقة، حيث يتضمن التقرير انتقادًا صريحًا للملك وهو أمر لم يعتده الأردنيون كثيرًا نظرًا لعلمهم بعقوبته القانونية.
فيما رأى بعض المتابعين أن مثل هذه التغريدات تُسئ للأردن أكثر ما تُسئ لغيره، كون الملكة ما زالت جزءًا من العائلة المالكة.
الأمر لاقى تفاعلًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع الحادثة ودونوا عنها بآرائهم الخاصة، حيث رأى البعض أن نشر الملكة نور الحسين هذه التغريدات المنتقدة لحقوق الإنسان في الأردن يوحي بأن الأردن كانت في عهدها وعهد زوجها الملك الراحل كانت مثل السويد في حرية التعبير، في إشارة إلى تفشي القمع في ذلك العهد أيضًا.
الملكة نور الحسين تنشر انتقاداً للأردن حول التضييق على حرية التعبير, على أساس أيام الثمانينات والتسعينات كنا مثل السويد في حرية التعبير!!
— ليبراعي (@ShdMustafa) September 5, 2015
فيما قام البعض بنشر بيان الديوان الملكي ردًا على من هاجموا الملكة بسبب رأيها، حيث أكدوا أن لكل فرد الحق في إبداء رأيه بحرية كما أكد بيان الديوان الملكي الأردني.
لكل من هاجم الملكة نور الحسين،،،،،
يحق لأي مواطن او فرد من العائلة المالكة التعبير عن رأيه و وجهة نظره #الاردن https://t.co/vdQaCYtL7e
— HKJ1946 (@HKJ1946) September 5, 2015
هذا وقد دافع مغردون عن الملكة إزاء الهجمة التي طالتها على مواقع التواصل بعد هذه الحادثة مطالبين بعدم استخدام الوقاحة في نقدها.
في معقول حدا يتجرأ ينتقد الملكة نور الحسين …
عفوا الجراءة لا تعني الوقاحة بل انك تملك بعض علم و أداء و ثقافة الملكة نور … لستطيع النقد— Ali Ghnaeem (@GhnaimAli) September 2, 2015
بستغرب من بعض الشخصيات التافهة الي لما بدها تسحج بتبلش تخبص
والي بوجه انتقادات للملكة #نور_الحسين المفروض يدقق النظر بإسم الملكة على الاقل— Ali Mistarehi (@Mistarehi) September 1, 2015
كما رأي البعض أن توجيه الملكة للنقد للأحوال العامة في الأردن وأوضاع حقوق الإنسان غريب وصادم من وجهة نظرهم.
الملكة نور الحسين تنتقد اﻻحوال العامة في اﻻردن كما تنتقد حقوق اﻻنسان وتوجه نقدها يشكل غريب وصادم!!
نرجو عدم جلد الذات لحفظ البﻻد والعباد !!!— الدكتورة فاطمة الوحش (@fatimaalwahsh) September 1, 2015
يشار إلى أن الملكة نور الحسين كانت الزوجة الرابعة للملك الراحل الحسين بن طلال من مواليد الولايات المتحدة عام ١٩٥١ واسمها الأصلي ليزا نجيب الحلبي من أب سوري وأم سويدية، تزوجت الملك الحسين عام ١٩٧٨، وهي أم الأمير حمزة ولي العهد السابق في الأردن والأمير هاشم والأميرة إيمان والأميرة راية.
كما يُذكر أن للملكة نور آراء وتغريدات تثير الجدل دائمًا بسبب جرأتها، في الوقت الذي يُطالب فيه متابعوها من الأردن بتوضحيات لما تنشر حتى لا يُساء فهمها.