السوبر ليغ
تماشيًا مع الانتعاشة الاقتصادية التي تعيشها الجمهورية التركية منذ مطلع الألفية الحالية، شهدت الرياضات التركية ولا سيما كرة القدم قفزة نوعية هائلةً، تمثلت بأداء ونتائج المنتخب والأندية التركية على الصعيدين الأوروبي والعالمي، بدءًا بفوز نادي “غلطة سراي” بقيادة مدربه التاريخي فاتح تيريم وأسطورته الرومانية جورجي هاجي، ببطولة الدوري الأوروبي عام 2000 على حساب أرسنال الإنجليزي، ومن ثم بكأس السوبر الأوروبية على حساب ريـال مدريد العريق في نفس العام، ومرورًا بتألق المنتخب التركي بجيله الذهبي الذي قاده نجوم رائعون كهاكان شوكور، حسن شاش، يلدراي باشتورك، نهاد قهوجي، وروستو، وإحرازه المركز الثالث في بطولة كأس العالم التي أقيمت في كوريا واليابان عام 2002، ومن ثم بلوغهم نصف نهائي أمم أوروبا عام 2008، وانتهاءً بأحدث نتائج مواقع الإحصاء العالمية، والتي وضعت الدوري التركي “السوبر ليغ” في المرتبة السادسة عالميًا من حيث القيمة المالية لنجومه، الذين ما يزالون في ازديادٍ مطردٍ من حيث الكم والنوعية منذ بداية القرن الحالي، حتى أصبحت صفوف أندية السوبر ليغ تعج بالنجوم العالميين، وخاصةً ضمن الأندية الكبرى، والتي بات تواجدها في الأدوار المتقدمة من البطولات الأوروبية أمرًا معتادًا لا غرابة فيه.
الدوري التركي تاريخيًا
يعود تاريخ ممارسة كرة القدم في تركيا إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث جاء بها بعض الإنجليز المتواجدين في مدينة سالونيك اليونانية إلى مدينة إسطنبول، التي شهدت إقامة أول دوري محلي فيها عام 1904، وتبعتها مدن أخرى كإيسكيشهير، إزمير، أضنة، طرابزون، والعاصمة أنقرة التي أقيم أول دوري محلي فيها عام 1923، وهو نفس العام الذي شهد تأسيس الاتحاد التركي لكرة القدم.
وبقيت الدوريات المحلية تقام بشكل غير منتظم ضمن المدن والأقاليم التركية حتى عام 1937، الذي شهد إقامة دوري “ميلي كوم” بين أندية مدن: إسطنبول، أنقرة، وإزمير، والذي استمر حتى عام 1950، وكان الخطوة الحقيقية الأولى نحو أول دوري تركي رسمي شامل.
ومع عدم توقف عجلة بطولات المدن المحلية، انطلق عام 1956 “كأس الاتحاد التركي”، وهي بطولةٌ تشمل أنديةً من مختلف أقاليم تركيا ولكنها تقام بنظام خروج المهزوم، وقد أقيمت هذه البطولة على مدار موسمين فاز فيهما نادي “بيشيكتاش”، قبل أن تستبدل عام 1959 ببطولة الدوري التركي الرسمية، التي شهدت أول نسخها مشاركة 16 ناديًا وانتهت بفوز “فنر بخشة” باللقب.
ورغم خوض 67 ناديًا غمار الدوري التركي عبر مواسمه الـ 58 منذ تأسيسه، إلا أن خمسة منها فقط استطاعت الظفر بألقابه، على رأسها نادي الأسود “غلطة سراي” برصيد 20 لقبًا، بفارق لقبٍ وحيد عن غريمه التقليدي “فنر بخشة” الذي ينفرد بالمركز الثاني برصيد 19 لقبًا، فيما يحتل النادي الأقدم تأسيسًا في تركيا “بيشيكتاش” ثالث التصنيف برصيد 13 لقبًا (منها لقبان قبل إطلاق الدوري التركي رسميًا عام 1959)، ومن ثم يأتي “طرابزون سبور” برصيد ستة ألقاب، قبل “بورصة سبور” برصيد لقبٍ وحيد في تاريخه أحرزه عام 2010.
الموسم الماضي
بعد موسمٍ حُبست فيه الأنفاس حتى المراحل الأخيرة، استطاع “غلطة سراي” إحراز لقبه العشرين في بطولة الدوري بعد أن جمع 77 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن فنر بخشة، بينما حلّ قطب إسطنبول الثالث “بيشيكتاش” في المركز الثالث برصيد 69 نقطة، بدورها ودعت أندية كاردمير كارابوك، قيصري أركياس، وباليكاسير سبور، السوبر ليغ بحلولها في المراكز الثلاثة الأخيرة.
وعلى صعيد الألقاب الفرديّة، أحرز لاعب بورصة سبور البرازيلي فيرنانداو لقب هداف الدوري برصيد 22 هدفًا، بينما احتكر نجوم غلطة سراي بقية الجوائز، فاختير صانع ألعابهم الهولندي ويسلي شنايدر كأفضل لاعب، وحارس مرماهم الأورغوياني فيرناندو موسليرا كأفضل حارس، ومدربهم حمزة حمزة أوغلو كأفضل مدرب في الموسم الماضي.
ولم يكتفِ أسود غلطة سراي من موسمهم بذلك، بل أحرزوا لقب كأس تركيا بفوزهم الصعب على بورصة سبور في النهائي بنتيجة 3-2، قبل أن يكملوا ثلاثيتهم المحلية النادرة بإحرازهم كأس السوبر التركية شهر أغسطس الماضي، بعد أن كرروا فوزهم على بورصة سبور إنما بهدف وحيد.
سوبر ليغ 2015-2016
لا يُتوقع أن يشذ الموسم الحالي عن قاعدة المواسم السابقة في انحصار المنافسة الجدية على اللقب بين أندية اسطنبول الثلاثة الكبرى، فبطل الموسم الماضي غلطة سراي حافظ على جهازه التدريبي بقيادة حمزة أوغلو، على أمل تكرار ثلاثية الموسم الماضي، ونادي الكناري فنر بخشة قام بثورة تعاقدات وتبديلات طالت حتى جهازه التدريبي، الذي استلم دفته البرتغالي الخبير فيتور بيريرا، وهو نفس النهج الذي اتبعه النسور السود بيشيكتاش، بالتعاقد مع المدرب سينول جونيس لقيادته نحو لقبٍ غائبٍ عن خزائنه منذ ستة مواسم، وسيلعب ناديا طرابزون سبور وبورصة سبور دور المزعجين القادرين على بعثرة الأوراق، على أمل اقتناص مركز مؤهل للبطولات الأوروبية، وهو نفس الدور الذي لعبه مفاجأة الموسم الماضي بلدية إسطنبول الذي استطاع اقتناص المركز الرابع.
وستكون أندية مرسين إدمانيوردو، قونيا سبور، غنسلربيرجلي، وغازيانتيب سبور أمام محك إثبات تطورها الذي أهّلها للثبات في مراكز الوسط الموسم المنصرم، فيما تطمح أندية سيفاس سبور، قاسم باشا، إيسكيشهير، ريزا سبور، وبلدية أكهيسار إلى تحسين مراكزها التي جعلتها تعيش كوابيس الهبوط الموسم الماضي.
بدورها تطمح الأندية الثلاثة الصاعدة: قيصري سبور، عثمانلي سبور، وأنطاليا سبور إلى تجديد إقامتها في السوبر ليغ، مع ملاحظة قيام النادي الأخير بسلسلة تعاقداتٍ ممتازةٍ قد تؤهله لما هو أكثر من مجرّد تجنب الهبوط.
أبرز نجوم السوبر ليغ هذا العام
بإمكان متابعي السوبر ليغ التركي والأندية التركية عمومًا هذا العام، إمتاع ناظريهم برؤية نجوم من العيار الثقيل، وخاصة في صفوف أندية اسطنبول الثلاثة الكبرى، ففي غلطة سراي يتواجد عدد من النجوم العالميين كالهولندي شنايدر، الألماني بودولكسي، والحارس الأوروغواني موسليرا، إضافةً إلى ثلة المحليين الممتازين الذين يشكّلون الدعامة الأساسية للمنتخب التركي، كالهداف بوراق يلماظ، والمدافعين هاكان بالتا وسميح كايا، ونجمي الوسط سلجوق إنان وياسين أوزتاكين.
أما في فنر بخشة فهناك من النجوم العالميين الثلاثي البرتغالي ناني، ميريليش، وبرونو ألفيش، إضافةً إلى المدافع الدانماركي كاير، والثلاثي الممتاز المنضم حديثًا، يتقدمهم النجم الهولندي الكبير فان بيرسي، وجناح ليفربول ماركوفيتش، إضافةً لهداف الموسم الماضي البرازيلي فيرنانداو.
وفي بيشكيتاش يتواجد عدد كبير من نجوم المنتخب التركي، كجوخان توري، أوغوزان أوزياكوب، أولكاي ساهان، سينك طوسون، وكريم فري، إضافة إلى نجوم عالميين يتقدمهم البرتغالي المخضرم كواريسما، والثنائي الألماني المنضم حديثًا: ماريو غوميز وأندرياس بيك.
وخارج هذه الأندية هناك نجوم آخرون متوزعون ضمن بقية أندية السوبر ليغ، ففي بورصة سبور يتواجد كل من جوزوي، كوينسا، نيكيد، وسردار عزيز، وفي طرابزون سبور هناك مبيا، مارين، أكيشي، والهداف كاردوزو، وفي بلدية إسطنبول هناك المخضرمان إيمري بيلوزوغلو وسميح سنتورك، والحارس الممتاز فولكان باباكان، وفي قونيا سبور يلعب مبامبا، ماريكا، وفوكوفيتش، وفي نادي مرسين إدمان يلعب كل من ميتروفيتش، ناكولما، والهداف ويليتون، وفي غنسلربيرجلي هناك كل من مصطفى الكبير، نيمانيا توميتش، وعرفان قهوجي، كما يتواجد اليوناني المخضرم جيكاس، إلى جانب إيمري غونغور ونسيم بن خليفة في إيسكيشهير، والدانماركي دانييل لارسون، إلى جانب محمد ديمير في غازيانتيب سبور، ويلعب كلّ من الهدّافين روداليغا ولوالوا في بلدية أكهيسار، والثنائي الروماني تورجي وروسيسكو مع الكاميروني ويبو في صفوف الصاعد عثمانلي سبور، والبرازيلي المخضرم ديرلي مع عمر بايرام في قيصري سبور.
كما يتواجد عدد من النجوم العرب في بعض الأندية الأخرى، كالسوري سنحاريب ملكي الذي يلعب لـ قاسم باشا إلى جانب النجمين ديرديوك والحارس إيزاكسون، والثنائي المغربي عاطف شحشوح ومهدي الطويل الذين يلعبان لـ سيفاس سبور إلى جانب سيسينيو وكارادانيز، وانضم حديثًا إلى جوقة النجوم العرب في الدوري التركي، كل من الحارس الجزائري الممتاز رايس مبولحي، الذي يلعب في أنطاليا سبور الصاعد إلى جانب النجم الكاميروني صامويل إيتو، والعراقي ضرغام اسماعيل المنضم إلى ريزا سبور، ليلعب بجانب نجمي منتخب تركيا ألبايراك وإيلهان أوزيك.
لمتابعة الحدث
ليس هناك – للأسف – من قناةٍ فضائيّةٍ مفتوحة “غير مشفرة” تقوم بنقل مجريات الدوري التركي، الذي تمتلك شبكة “ديجي تورك” حقوق بث كامل مبارياته فضائيًا منذ عام 2001 على قنواتها المشفّرة “ليغ تيفي”، ومع مطلع الموسم الحالي قامت شبكة “بي إن سبورت” بشراء حقوق بث بعض مباريات الفرق الثلاثة الكبرى على قنواتها المشفرة، ليبقى السبيل الوحيد لمتابعة مباريات الدوري التركي هو القنوات التركية الأرضية، التي قد تمتنع عن نقل بعض مباريات الفرق الكبرى حفاظًا على قيمة حقوق البث الفضائي، ولكن سأقدم لكم فيما يلي بعض قنوات القمر التركي التي تقوم بتقديم برامج يوميّة تحليلية مكثّفة تتضمن مشاهد مطولة ولقطات مميزة من جميع مباريات الدوري التركي:
القمر |
القناة |
التردد-الترميز |
التشفير |
التركي 42 شرقاً |
TRT3 Spor |
11957 -عمودي 27500 |
مفتوحة |
11096 -أفقي 30000 |
|||
NTV Spor |
12015 -أفقي 27500 |
مكسورة Biss: 1000000000000000 |
|
A Sport |
12054 -أفقي 27500 |
مفتوحة |
|
Sports TV |
12345 -عمودي 30000 |
مفتوحة |
كما نرفق لكم أدناه رابطًا لتحميل جدول مباريات الدوري التركي لموسم 2015-2016:
https://www.goal.com/ar/fixtures/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%B2/19?ICID=TA_TN_108