خصصت صحف رسمية صينية، أمس الثلاثاء، صفحاتها الأولى للكشف عن أسطول الغواصات النووية السرية التي تمتلكها الصين في البحار المحيطة بها، كما قام التلفزيون المركزي الصيني ، طوال يومين، بتخصيص قسم كبير من برمجته اليومية لبث صور وفيديوهات لتدريبات هذا الأسطول وبعض المناورات التي يقوم بها بصفة دورية.
وفي ما يؤكد أن هذا التحرك ما هو إلا استعراض للقوة وتهديد لأعداء الصين المجاورين لها، كتبت إحدى الصحف الصينية الرسمية عنوانا عريضا: “حيال الموقف الوقح لهذه البلدان على الصين أن تثبت صراحة أن الطريق الوحيد يقضي بعدم تحدي المصالح الأساسية الصينية”، كما كتبت صحيفة “غلوبال تايمز”، أنه بالإضافة إلى الاقتصاد “تُترجم القوة الصينية بحيازة ترسانة نووية معقولة للضربة الثانية، وهذا ما لا يأخذه عدد كبير من البلدان بجدية في الاعتبار عندما تخطط سياساتها حيال الصين”.
وأضافت صحف قومية أخرى أنه حيال “الموقف الوقح” لهذه البلدان -أي أعداء الصين المجاورين لها-، “على الصين أن تثبت صراحة أن الطريق الوحيد يقضي بعدم تحدي المصالح الأساسية للصين”، موضحة أن “تطوير قوة من الغواصات النووية يشكل جانبا من هذه الإستراتيجية”، وأن “ذلك يعطي الذين يطلقون مواقف حول التهديد الصيني، مزيدا من الوقت للتفكير، لكن المنافع التي سيحصلون عليها ستتخطى بأشواط الاضطراب الذي يحدثونه لدى الرأي العام”.
وتخوض العاصمة الصينية بكين نزاعا حادا مع العاصمة اليابانية طوكيو حول جزر في بحر الصين الشرقي – أرخبيل سنكاكو-، والذي –أي الأرخبيل- تتولى إدارته اليابان وتطالب الصين بأحقيتها فيه، وترفض تسميته اليابانية وتطلق عليه تسمية أرخبيل دياويو، مما يتسبب بصفة مستمرة في تصعيدات سياسية وأحيانا عسكرية، وذلك بالإكان آخرها قبل أيام عندما أعلنت وسائل إعلام يابانية أن اليابان نشرت طائرات حربية لمدة 48 ساعة ردا على تحليق أربع طائرات حربية صينية فوق المياه الدولية حول الأرخبيل.
رئيس الوزراء شينزو آبيه، قال للجيش الياباني قبل يومين، خلال زيارته السنوية للجيش والتي تزامنت مع تحذيرات وزارة الدفاع الصينية لليابان من الاستهانة بإصرار الصين على أخذ أي إجراء ضروري لحماية نفسها، أن ” بلاده لن تتسامح مع أي استخدام للقوة لتغيير الوضع القائم في المنطقة”، وهي التعليقات التي يفترض أنها استفزت الصين وجعلتها تعمد إلى الكشف عن أسطولها السري.
بعض الصور الحديثة الخاصة بالأسطول الصيني: