سلسلة الأفضل – عباقرة صناعة اللعب

موقع النوابغ والمشاهير
بعد أن تعرفنا في الحلقات الأربع الأولى على أفضل حراس المرمى، قلوب الدفاع، لاعبي الظهيرين (فرسان الميمنة والميسرة)، ومحاور منتصف الميدان، نتابع اليوم سلسلتنا بالحديث عن عباقرة الكرة (صناع اللعب)؛ وصانعو الألعاب هم قادة العمليات الهجومية لفرقهم والعقول المدبرة التي تقف خلف جميع أهدافه، وهؤلاء بالطبع قد يلعبون في أي مركز، فمن المدافعين من يتقن صناعة اللعب فضلًا عن أدواره الدفاعية، ومن لاعبي محاور الوسط من يختص بهذا المجال فيدعى بـ”صانع الألعاب الخلفي”، ولكن حديثنا اليوم سيكون عن “صناع اللعب الأماميين” من لاعبي الوسط الهجومي والأجنحة، وهم أصحاب الصيت الأكبر والدور الأوضح في صناعة الأهداف.
لاعب الوسط الهجومي: يدعى صانع اللعب الأمامي، وهو يلعب – على الأغلب – أمام لاعبي محور الوسط وخلف المهاجمين، ويتميز عادةً بالتحكم العالي بالكرة (الكونترول) ودقة التمريرات ولاسيما الطولية منها، والخيال الخصب الذي يتيح له تقديم الكرات الجاهزة للمهاجمين بما يدعى اللمسة ما قبل الأخيرة، فضلًا عن ميزة التسديد المحكم التي تتيح له إحراز الأهداف.
أما لاعب الجناح الهجومي: فيلعب على أحد طرفي الملعب الأمامي، وأهم ميزاته القدرة على المراوغة السريعة بما يضمن له التخلص من ضغط المدافعين، ليمارس دوره الرئيس في تزويد رؤوس الحربة والقادمين من الخلف بالكرات العرضية مختلفة الارتفاعات، أو محاولة الدخول إلى العمق والتسديد لإحراز الأهداف بنفسه، فضلًا عن إتقان الدور الدفاعي في إعاقة تقدم ظهيري الخصم.
أساطين الماضي
إذا كانت المراكز الدفاعية عمومًا تبقي جل أصحابها في الظل بعيدًا عن أضواء الشهرة، فإن المراكز الهجومية على عكسها ترقى بأصحابها إلى مصاف النجوم والمشاهير، وهذا ما ينطبق على أساطين الوسط الهجومي والأجنحة، الذين تكاد لا تخلو أي حقبة في تاريخ الكرة من أسمائهم الرنانة.
ففالنتينو مازولا الذي لعب في أربعينات القرن الماضي مازال يعتبر أفضل ما أنجبته الكرة الإيطالية عبر تاريخها، ومثله الفرنسي رايمون كوبا والمجري لاسكو كوبالا نجمي الميرينغي والبلوغرانا في الخمسينات، وكلهم من نجوم الوسط الهجومي، وكذلك الأمر بالنسبة للجناح الإنكليزي ستانلي ماتيوز نجم الخمسينات، والجناح البرازيلي الفذ جارينتشيا بطل كأسي العالم 1958 و1962، والذي يعد ثروة قومية في بلاده كما قال الرئيس البرازيلي، وهو نفس الوصف الذي ينطبق على صانع الألعاب الإنكليزي الشهير بوبي تشارلتون، الذي يعد بطلًا قوميًا في بلاده لقيادته منتخبها إلى لقبها الوحيد في كأس العالم عام 1966، ومثله الجناح الإسباني فرانشيسكو خيتو أحد أهم صانعي أمجاد ريـال مدريد في الستينات، وصانع اللعب الإيطالي جياني ريفيرا والجناح الإيرلندي الشمالي جورج بيست اللذان تألقا في نفس الحقبة.
وفي السبعينات صعد نجم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، الذي لا يعد فقط أفضل من شغل مركز الجناح في عصره، بل أحد أفضل من داعب المستديرة عبر العصور، كما ظهرت أسماء ممتازة أخرى، كالجناح البولندي زبينغو بونياك، وصانع الألعاب الإيطالي ساندرو مازولا، والجناح البرازيلي جيرزينيو بطل كأس العالم 1970، وكلهم من نجوم حقبة السبعينات التي شهدت أواخرها ظهور أساطين جدد، كصانع الألعاب البرازيلي زيكو الملقب بالجوهرة البيضاء، وزميله كابتن منتخب السامبا آنذاك سقراط، وأخيرًا أسطورة منتخب فرنسا ويوفنتوس الإيطالي، صانع الألعاب الشهير ميشيل بلاتيني، الذي كان أفضل نجوم حقبة الثمانينات على الإطلاق، والتي شهدت أواخرها بروز نجوم أشعوا بشدة في سماء الكرة العالمية طيلة حقبة التسعينات، كصانع الألعاب الدانماركي مايكل لاودروب، والعبقري الروماني جورجي هاجي، ونظيره الإيطالي الرائع روبيرتو باجيو، ومواطنه الجناح الخطير روبيرتو دونادوني، إضافة لصانعي الألعاب الكرواتي زفينومير بوبان والبلجيكي إنزو شيفو.
وفي نهاية حقبة التسعينات وبداية الألفية الجديدة، كانت الكرة العالمية على موعد مع ظهور أسطورة جديدة من أساطير صناعة اللعب، ألا وهو الفرنسي ذو الأصل الجزائري زين الدين زيدان حامل كأس العالم عام 1998، ومعه ظهرت أسماء رنانة كالجناح البرتغالي الفذ لويس فيغو، وصانع الألعاب البرازيلي الهداف ريفالدو، والجناح التشيكي الممتاز بافل نيدفيد، ونظيره الهولندي السريع مارك أوفر مارس، ومن بعدهم ظهرت أسماء لا يزال صدى تألقها مسموعًا حتى يومنا هذا، كالجناح الويلزي رايان غيغز، ونظيره الإنكليزي دافيد بيكهام، والفنان البرازيلي الشهير رونالدينيو، ومواطنه الأنيق ريكاردو كاكا، والأرجنتيني الفذ رومان ريكيلمي، وملك روما الإيطالي فرانشيسكو توتي، وصولًا إلى نجوم العهد الحالي كالهولندي ويسلي شنايدر، الفرنسي فرانك ريبيري، الألماني مسعود أوزيل، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، وغيرها من الأسماء المتألقة التي ستقرأون عنها فيما يلي:
نجوم الحاضر
إليكم قائمة بأفضل عشرة صناع ألعاب هجوميين في يومنا هذا، وهي مقسمة بحيث تتضمن خمسة من لاعبي مركز الوسط الهجومي، ومثلهم من لاعبي الأجنحة الهجومية:
لاعبو الوسط الهجومي:
- خاميس رودريغيز(كولومبيا – ريـال مدريد): أثبت النجم الكولومبي في أول مواسمه مع الميرينغي بأنه يستحق كل قرش دُفع لأجله، فهو – وإن لم يتوج بالألقاب مع فريقه – إلا أنه تُوج ملكًا جديدًا لقلوب عشاق الملكي الذين رأوا فيه مشروع زين الدين زيدان الجديد.
- كيفن دي بروين (بلجيكا – مانشستر سيتي): صال النجم البلجيكي صاحب الشعر الأحمر وجال مع فولسبورغ الموسم الماضي، ليتوج في نهايته بجائزة لاعب العام في البوندسليغا، ويجد نفسه مطلوبًا في أفضل أندية أوروبا، فاختار الانتقال إلى فريق الأثرياء الإنكليزي.
- دافيد سيلفا (إسبانيا – مانشستر سيتي): رغم إحضار العديد من النجوم لناديه كل عام، إلا أن الكناري الإسباني بقي الاسم الألمع في صفوف فريقه السماوي، الذي لطالما اعتمد على إبداعاته المدهشة ومهاراته الفذة في خلخلة أعتى الدفاعات وصناعة فرص التهديف.
- فيليب كوتينهو (البرازيل – ليفربول): مثل الفنان البرازيلي الشاب بقعة الضوء الوحيدة في مسيرة ليفربول المظلمة خلال الموسم الماضي، فاستحق مكانًا مرموقًا ضمن التشكيلة المثلى للبريمير ليغ، بعد أن نافس بقوة على جائزة اللاعب الأفضل في الموسم.
- توماس موللر (ألمانيا – بايرن ميونيخ): استمر الأمير الألماني الشجاع صاحب الأدوار الهجومية المتنوعة، في تقديم عطاءاته الغزيرة سواء مع منتخب المانشافت أو مع فريقه البافاري، الذي كان أحد أهم الأبطال الذين قادوه لإحراز بطولة الدوري الموسم المنصرم.
الأجنحة الهجومية:
- إيدين هازارد (بلجيكا – تشيلسي): أفضل لاعبي الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي، والمرشح البارز لمنافسة ميسي ورونالدو على جائزة الكرة الذهبية هذا العام، لم يخيب الآمال العريضة المعقودة عليه وقاد فريقه (البلوز) بكل كفاءة إلى إحراز لقب البريميرليغ.
- أليكسيس سانشيز (تشيلي – أرسنال): تألق الدبور التشيلي في موسمه الأول مع فريقه اللندني الذي انضم إليه قادمًا من برشلونة، وأبهر المتابعين بفعاليته الهجومية الكبيرة وأهدافه الغزيرة التي افتقدها المدفعجية طيلة فترة إصابته، فاهتزت نتائجهم وابتعدوا عن القمة.
- أنتون غريزمان (فرنسا – أتلتيكو مدريد): استطاع الديك الفرنسي الأشقر تثبيت قدميه كواحد من أبرز نجوم الليغا، بتوهجه اللافت في صفوف الهنود الحمر الموسم المنصرم، الذي اختتمه بلقب ثالث أفضل الهدافين بعد رونالدو وميسي وإلى جانب نيمار.
- أرين روبين (هولندا – بايرن ميونيخ): أحد أهم أساطير مركز الجناح الهجومي عبر تاريخه، لم يكن ليبتعد عن صدارة (لائحة الأفضل) لولا إصاباته المتكررة خلال الموسم الماضي، والتي تركت فراغًا كبيرًا لدى فريقه البافاري.
- غاريث بيل (ويلز – ريـال مدريد): النفاثة الويلزية السريعة وأغلى لاعب في تاريخ المستديرة، رغم عطاءاته المميزة مع الملكي خلال الفترة الماضية إلا أنه لم يبلغ ذروة مستواه بعد، ربما بسبب سوء توظيفه أو لأسباب نفسية تتعلق بضغوطات مبلغ انتقاله المرتفع.
وللنجوم بقية
فضلًا عن الأسماء السالف ذكرها، استحق نجوم أخرى أبلغ عبارات الثناء والإطراء على المستويات الطيبة التي اعتادوا على تقديمها مع فرقهم خلال المواسم الأخيرة، فعلى مستوى الوسط الهجومي، برز كل من التركي أردا توران، الأرجنتيني خافيير باستوري، الفرنسي سمير نصري، البوسني ميراليم بيانيتش، الأرمني إنريك مخيتاريان، الألماني هاكان كالهانوغلو، والثلاثي الإسباني: سانتي كازورلا، خوان ماتا، وإيسكو، إضافة إلى نجمنا الجزائري سفيان فيغولي المتألق في صفوف فالنسيا الإسباني.
أما على صعيد الأجنحة الهجومية، فبرزت أسماء كالبرازيليين ويليان ودوغلاس كوستا، الإنكليزيين ثيو والكوت ورحيم ستيرلينغ، الكولومبي خوان كوادرادو، الهولندي ممفيس ديبياي، والثلاثي الألماني: ماركو رويز، كريم بلعربي، وجوليان دراكسلر، إضافة إلى نجمنا المصري الرائع محمد صلاح الذي برز في صفوف بازل السويسري قبل أن ينتقل إلى تشيلسي ثم فيورنتينا وروما الإيطاليين.