قامت قوات مشتركة مصرية من الجيش والشرطة باستهداف فوج سياحي مكون من أربع سيارات دفع رباعي بالصحراء الغربية كانت تقل عدد من السائحين من دولة المكسيك وكذلك عدد آخر من المصريين المرافقين لهم، حيث وجهت طائرة مقاتلة مصرية من طراز أباتشي نيرانها إلى السيارات بعدما ظنت أنها سيارات تابعة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في مصر، وهو الأمر الذي أدى إلى مقتل 12 شخصًا بينهم مكسيكيين، وإصابة 10 آخرين من المكسيكين والمصريين.
البيانات الأمنية في بداية الأمر تعاملت مع الحادث على أنه استهداف لمسلحين بالفعل، ونشرت أخبار أولية على ألسنة مصادر أمنية تؤكد أنه كانت هناك ثمة حملة على العناصر الإرهابية في تلك المنطقة، وذلك قبل معرفة خطأ القوات في استهداف الفوج السياحي الذي يضم أجانب من الجنسية المكسيكية.
عقب ذلك أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا رسميًا كشفت فيه تفاصيل حادث الواحات بالصحراء الغربية، وقد جاء في البيان: “أنه أثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والجيش بتمشيط إحدى المناطق الخطرة بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية، تم التعامل عن طريق الخطأ مع 4 سيارات دفع رباعي، وبالفحص تبين أن السيارات كانت تقل فوجًا سياحيًا مكسيكي الجنسية، ومتواجد بمنطقة محظور التوقف بها”، بحسب البيان.
https://www.facebook.com/MoiEgy/photos/a.181676241876047.36036.181662475210757/958325770877753/?type=1
كما اعترف بيان الوزارة بوفاة 12 شخصًا وإصابة 10 آخرين من المكسيكيين والمصريين جراء الحادث، وتم نقلهم للمستشفيات للعلاج، وكذلك أشار البيان إلى أنه تم تشكيل فريق عمل لفحص أسباب وملابسات الحادث ومبررات تواجد الفوج السياحى بالمنطقة المشار إليها، والتي يؤكد البيان أنه محظور التواجد فيها.
يبدو من هذا البيان أن الأجهزة الأمنية المصرية اضطرت للاعتراف بمسؤولياتها عن الحادث بسبب وجود جنسيات أجنبية ضمن فوج السيارات المستهدف، وهو ما أرغم وزارة الداخلية والإعلام المصري على تغيير روايته للحادث، حيث كان من المتوقع أن يُغلق الحادث دون أي تحقيق إذا ما اقتصرت جنسيات ضحايا الحادث على المصريين، وربما سيتم اعتبارهم من ضمن العناصر الإرهابية.
تصدر هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما لدى المصريين الذين عبروا عن غضبهم واستيائهم من الحادث، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث التي تقوم فيها القوات الأمنية باستهداف المدنيين كثيرة للغاية ومتكررة في مناطق سيناء المتفرقة دون وجود أي تسليط للضوء الإعلامي عليها أو وجود أي تحقيق أو محاسبة فيها، رغم تأكيد العديد من النشطاء على وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف العشوائي للجيش في سيناء.
فيما أدان الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، الهجوم على السياح المكسيكيين على حسابه بموقع “تويتر”، ووصفه بأنه حادث مأسوي مطالبًا بتحقيق شامل، كما أكدت سفارة المكسيك في القاهرة أنها تتابع الوضع عن كثب.
وفي المقابل برر البعض حملات الجيش في هذه المنطقة، مؤكدين أن تواجد هذا الفوج في هذه المنطقة لم يكن مصرحًا به، لأنها منطقة محظورة بسبب تمشيط الجيش والشرطة لها لتواجد عناصر مسلحة مطلوبة أمنيًا بها.
وقد أكد مغردون على موقع تويتر أن لهذا الحادث أثر سلبي شديد على السياحة، وهو ما أكده مغرد بقوله أنه عقب هذا الحادث بساعات زادت عملية إلغاء حجز السياحة في مصر بشكل غير مسبوق.
في الوقت الذي رأى فيها البعض أن هذه الواقعة دليل على عشوائية وفشل وتدني مستوى المخابرات المصرية بعد استهداف فوج سياحي بالاشتباه.
#الواحات
مذبحة السياح في الواحات توثق للتاريخ ولضمير الشعب المصري عشوائية وفشل وتدني مستوي المخابرات المصرية وأصبح القتل لمن يعدي من هنا..!
— Haytham Abokhalil (@haythamabokhal1) September 14, 2015
يرى آخرون أن المشكلة الآن لا تكمن في قتل الجيش الخطأ للسياح لأنهم اعترفوا بذلك بالفعل، لكن في حالة قتل مصريين فقط كانت ستنالهم تهم الانتماء لجماعة الإخوان أو لداعش ولن يعرف أحد حقيقة ما حدث.
الفكرة مش انه الجيش غلط وضرب سياح!
الفكرة انه لو مكنوش سياح كان الاعلام قال اخوان او دواعش وانت صدقت وهللت للجيش!
انت متناقض!~ #الواحات
— Ahmed Ashraf (@ahmed_berbar) September 14, 2015
في حين قالت مغردة إن هناك بعض المناطق في الواحات يحذر الجيش شركات السياحة من الاقتراب منها.
المنطقة الممنوعة فى #الواحات (غرب الطريق) مغرية لأنها الأجمل ولكن الجيش يحذر كل شركات السياحة من الدخول: "هنضرب فى المليان .. مالكش دية" (2)
— Heba Saleh (@The_Salehs) September 14, 2015
أما آخرون فقد أكدوا أنه ثمة الكثير من الناس قد قتلوا بهذه الطريقة ظلمًا على يد قوات الأمن دون أن يعلم أحد بهم.
وياما ناس اتقلت ظلم ومحدش عارف عنها حاجه ليها ربنا هيجيب حقها #الواحات
— Dr Ahmed Mostafa (@A7hhmed1) September 14, 2015