صراع جبابرة أوروبا يتجدد في دوري الأبطال

ويتجدد اللقاء

ثلاثة أشهر ونيف، مضت على المشهد الختامي لنسخة الموسم الماضي من الشامبيونز ليغ، والذي رصدناه بالتفصيل حينها من خلال موضوع: (لمن تبتسم أمجد البطولات الأوروبية هذا العام؟)، وانتهى بتتويج نجوم البلوغرانا على عرش القارة العجوز، بعد انتصارهم المبين على مكافحي البيانكونيري بثلاثة أهداف لهدف، ليحمل تشافي وإنييستا ورفاقهما كأس البطولة الأوروبية الأغلى للمرة الخامسة في تاريخهم.

وها هو الموعد يتجدد بين عمالقة القارة العجوز، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، في نسخة متجددة من البطولة العالمية الأهم على صعيد الأندية، والتي تضم هذا الموسم – وكعادتها – أبرز نجوم المستديرة على سطح المعمورة، في منافسات تعد بأقصى درجات المتعة الكروية الممزوجة بالإثارة والتشويق.

قرعة دور المجموعات في موسم الأبطال الجديد

منذ بضعة أيام، وبعد ختام المراحل التمهيدية، جرت في موناكو – خلال حفل بسيط – مراسم سحب قرعة مرحلة المجموعات للموسم الجديد من الشامبيونز ليغ، حيث أسفرت عن مجموعات متوازنة نسبيًا، هاكم استعراضًا للمجموعات الثمان التي أفرزتها القرعة، مع إضاءة سريعة على أبرز نجوم ومستجدات الفرق الـ32، إضافةً لدراسة حظوظ كل منها في المنافسة: 

• المجموعة الأولى: باريس سان جيرمان – ريـال مدريد – شاختيار دونيتسك – مالمو:

لا يُتوقع أن يجد ملوك مدريد وأمراء باريس صعوبة تذكر في حجز بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة، نظرًا للفوارق الفنية الهائلة التي تفصلهما عن الفريقين الآخرين، فتشكيلة بطل الدوري الفرنسي بقيادة لوران بلان أصبحت طموحاتها أبعد بكثير من مجرد الترشح للدور الثاني، وهي تضم أسماءً قادرةً على المنافسة على لقب طال انتظاره، على رأسها السلطان السويدي إبراهيموفيتش ومعه كافاني وفيراتي وماتويدي والقادم الجديد دي ماريا.

أما الميرينغي فيسعى تحت قيادة ربانه الجديد رافا بينيتيز، إلى استعادة اللقب الذي فرط فيه الموسم الماضي بخسارته نصف النهائي أمام اليوفي، معتمدًا على نفس تشكيلة العام الماضي تقريبًا، بقيادة ثلاثي الـ “بي بي سي” الضارب المكون من بيل، بنزيمة، ورونالدو، هداف بطولة العام الماضي بالاشتراك مع ميسي ونيمار.

وسيصعب على فريق شاختيار الأوكراني أن يقارع عملاقي مجموعته، وخاصةً بعد تفريطه بنجمي فريقه البرازيليين لويز أدريانو ودوغلاس كوستا، وعدم تعويضهما بأسماء وازنة.

فيما يُتوقع أن يلعب مالمو السويدي دور حصالة المجموعة لا أكثر.

• المجموعة الثانية: آيندهوفن – مانشستر يونايتد – سيسكا موسكو – فولسبورغ:

لم تقس القرعة على شياطين مانشستر الحمر، ووضعتهم ضمن مجموعة في المتناول – نظريًا على الأقل – وسيكون على فان خال إيجاد الطريقة المناسبة لدمج دماء الفريق الجديدة كشنايدرلين، شفاينيزتايغر، ديبياي، ومارتيال، بالقديمة وعلى رأسها الغولدن بوي واين روني.

ولا يجب الاستخفاف بتاتًا بقدرات فولسبورغ الألماني، فهو من أحرج البايرن ودورتموند في ألمانيا وخطف منهما لقب الكأس، وحل وصيفًا في البوندسليغا، وإن تخلى عن نجميه دي بروين وبيرسيتش، فقد عوضهما باستقدام دراكسلر وشورلة وغيرهما.

أما آيندهوفن بطل الدوري الهولندي بقيادة نجم برشلونة السابق فيليب كوكو، فيسعى بتشكيلة تضم عددًا من الوجوه المعروفة كلوك دي يونغ وخواردادو وشارز وغيرهم، إلى مزاحمة الأخضر الألماني على بطاقة التأهل الثانية، مستفيدًا من خبرته الأوروبية.

ولن يكون فريق الجيش الروسي سيسكا موسكو لقمة سائغة لفرق المجموعة، فهو قادر على إحراج الكبار وخاصة على أرضه، ولديه بعض النجوم المؤثرين كدزاغوييف ودومبيا.

• المجموعة الثالثة: بنفيكا – أتلتيكو مدريد – غلطة سراي – أستانا:

ستكون كتيبة هنود مدريد الحمر بقيادة التشولو سيميوني، مرشحة فوق العادة لتصدر فرق هذه المجموعة، فتشكيلتهم باتت أقوى – نظريًا – من العام الماضي، بتعزيزها بأسماءٍ ممتازة كجاكسون مارتينيز، فييتو، كاراسكو، وأوليفر توريس، فضلًا عن احتفاظها بأبرز نجومها كوكي، غودين، وغريزمان.

أما بطاقة المجموعة الأخرى فستكون سجالًا بين بنفيكا بطل البرتغال، وغلطة سراي بطل تركيا، مع أفضلية طفيفة للثاني، مردها شدة مراسهم على ملعبهم، الذي يتحول عادةً إلى جحيمٍ لمنافسيهم، كما أن تشكيلتهم تضم نجومًا عالمية أبرزها شنايدر وبودولسكي.

ورغم رحيل مدربها وصانع إنجازاتها الموسم الماضي جورجي جيسوس، لا تخلو تشكيلة أبطال البرتغال من الأسماء المميزة كغايتان، جوناس، ونجمنا المغربي عادل تاعرابت.

فيما سيكون تواجد فريق أستانا الأذري في دوري المجموعات للمرة الأولى في تاريخ بلاده، إنجازًا بحد ذاته.

• المجموعة الرابعة: يوفنتوس – مانشستر سيتي – إشبيلية – مونشن غلادباخ:

المجموعة الحديدية أو مجموعة الموت، فرقها الأربعة تلعب في دوريات أوروبا الكبرى، وعلى رأسها فريق السيدة العجوز اليوفي، وصيف الموسم الماضي، والذي يتوقع أن يعاني هذا الموسم بعد رحيل أبرز نجومه فيدال، بيرلو، وتيفيز، وكبر سن بعض مرتكزاته كبوفون، كيليني، وماركيزيو، حيث سيعول بشكل رئيسي على نجميه الذين استطاع إقناعهما بالبقاء بوغبا وموراتا، إضافةً لصفقاته الجديدة ديبالا، كوادرادو، هيرنانيز، ساندرو، ومانزوكيتش.

بدوره يبدو المان سيتي في أفضل حالاته مع بدايته الرائعة في البريميرليغ، وصفوفه المتخمة بالنفائس كسيلفا، توريه، أغويرو، والقادمين الجدد ستيرلينغ، أوتاميندي، ودي بروين.

أما بطل الدوري الأوروبي إشبيلية، بقيادة ربانه الناجح أوناي إيمري، فسيجد صعوبةً جمة في الصمود أمام عملاقي المجموعة، ولو أن إمكانية تأهله تبقى موجودة، مع احتفاظه بأبرز دعامات الموسم الماضي كبانيغا، فيتولو، وكريشوفياك، وتعويضه رحيل باكا، مبيا، وأليكس فيدال باستقطاب يورينتي، رامي، وكونوبليانكا.

ويبقى ثالث الدوري الألماني مونشن غلادباخ هو الحلقة الأضعف في المجموعة، مع عدم الاستخفاف بقدراته، فهو يضم نجومًا ممتازين كشاكا، درميتش، وتورجان هازارد.

• المجموعة الخامسة: برشلونة – باير ليفركوزن – روما – باتي بوريسوف:

يشابه تواجد البارسا في هذه المجموعة، تواجد مصارع من الوزن الثقيل ضمن حلبة تضم مصارعين من الأوزان الخفيفة، لذا فمسألة تأهله وتصدره لمجموعته أمر لا خلاف عليه، في حال كان نجومه وعلى رأسهم ثلاثي “م س ن” الرهيب: ميسي، سواريز، ونيمار، في يومهم.

فيما سيكون الصراع ثنائيًا على بطاقة المجموعة المتبقية، بين فريق العاصمة الإيطالية الذي عزز صفوفه بتشيزني، لوكاس دين، دجيكو، ونجمنا المصري محمد صلاح.

وليفركوزن الألماني العنيد بقيادة نجوم المانشافت: بلعربي، كالهانوغلو، كرامر، وكيسلينغ، والذين أطاحوا في الأدوار التمهيدية بقطب روما الثاني لاتسيو خارج المسابقة.

أما باتي بوريسوف البيلاروسي فيُتوقع أن يكون ضيف شرف خفيف الظل في المجموعة.

• المجموعة السادسة: بايرن ميونيخ – أرسنال – أولمبياكوس – دينامو زغرب:

يجد العملاق البافاري بقيادة الفيلسوف بيب غوارديولا، نفسه في وضع ممتاز لكسر لعنة نصف النهائي التي رافقته العامين الماضيين، بعد وقوعه ضمن مجموعة متوسطة القوة، تجعل من أمر تأهله هينًا، إذا كان نجومه الكثر كموللر، روبين، لام، ونوير، في وضعهم المثالي، وفي انسجام عال مع صفقتي الفريق الممتازتين فيدال ودوغلاس كوستا.

وهو تقريبًا ما ينطبق على فريق المدفعجية بقيادة الخبير أرسين فينغر، والذي يشارك بتشكيلة قوية لم تطلها تبديلات تذكر، باستثناء استقدام الحارس العملاق بيتر تشيك، وحلمه المضي بعيدًا في المسابقة التي لم يحرز لقبها في تاريخه.

ويبقى أولمبياكوس اليوناني رقمًا صعبًا وخصمًا عنيدًا على أرضه، وصيدًا سهلًا خارجها.

أما دينامو زغرب الكرواتي فلا يُتوقع أن يشكل أكثر من جسر عبور لعملاقي المجموعة.

• المجموعة السابعة: تشيلسي – بورتو – دينامو كييف – ماكابي:

إذا لم ينجح جوزيه مورينو في معالجة حالة الضياع التي يعيشها نجوم البلوز منذ بداية موسم البريمير ليغ، وخاصةً الثلاثي: هازارد، تيري، وفابريغاس، فإن تكرار إنجاز عام 2012 سيبقى أمرًا بعيد المنال، رغم سهولة المجموعة التي وقعوا فيها والتي لا يُتوقع أن يجدوا صعوبة في تجاوزها، حتى وهم في أسوأ أحوالهم.

وسيكون فريق التنين البرتغالي قادرًا على إزعاج البلوز ومزاحمتهم على الصدارة، إذا كرر نجومهم بقيادة المدرب الطموح لوبيتيغي أداء الموسم الماضي، مستفيدين من تواجد الحارس الأسطوري إيكر كاسياس ضمن صفوفهم.

وقد يخلق دينامو كييف بقيادة مهاجميه الممتازين يارمولينكو والمغربي بلهندة، بعض المتاعب للفرق حين يستضيفها على أرضه.

فيما لا يُتوقع أن يحصد مكابي سوى الهزائم الثقيلة والخروج المخزي.

• المجموعة الثامنة: زينيت – فالنسيا – ليون – جينت:

قد يشكل عدم وجود عملاق على رأس هذه المجموعة، فرصةً لمشاهدة مواجهات ندية متكافئة، وإثارة كبيرة حتى آخر اللحظات لمعرفة هوية المتأهلين، وخاصةً بين الفرق الثلاثة الأولى، فزينيت بطل روسيا يمتلك تشكيلة قوية بنجوم كثر يتقدمهم هالك، فيستل، وشاتوف.

وفالنسيا العائد إلى الشامبيونزليغ بعد غياب، يعول على انسجام تشكيلته بقيادة نجمينا العربيين: الجزائري سفيان فيغولي والتونسي أيمن عبد النور.

وكذلك الحال بالنسبة لليون الفرنسي بقيادة ثلاثيه الهجومي فالبوينا، فقير، ولاغازيت، والذي يحلم بتكرار نجاحات العقد الماضي حين كان تواجده في الدور ربع النهائي شبه دائم.

أما رابع فرق المجموعة جينت بطل بلجيكا، فقد يستفيد من اللعب بعيدًا عن ضغوط الترشيحات، ليحقق المفاجأة باقتلاع إحدى بطاقتي الترشح.

القنوات الناقلة

كيلا تفوتكم متعة مشاهدة صراع جبابرة أوروبا في دوري الأبطال، نقدّم لكم فيما يلي جدولاً ببعض القنوات المجانية التي تتولى بث أهم مبارياته هذا الموسم:

كما نرفق لكم رابطًا لتحميل جدول مباريات دور المجموعات من الموسم الجديد للشامبيونز ليغ