في تجربة جديدة تماماً على الإنتاج الفني الإسلامي؛ بدأت مجموعة فنية من الشباب المسلم في الولايات المتحدة في إنتاج مسلسل تلفزيوني تحت اسم: صلاح الدين. ربما لا يبدو على إنتاج مسلسل عن حياة صلاح الدين الأيوبي أي فكرة جديدة؛ خصيصاً وأن القصة قد تم انتاجها عدة مرات أشهرها فيلمي الناصر صلاح الدين من إخراج يوسف شاهين على صعيد السينما العربية، وفيلم مملكة الجنة على صعيد السينما الدولية.
إلا أن المسار الذي اتخذه هؤلاء الشباب في عملية الإنتاج هو الجديد وغير المعتاد.
بدأ هؤلاء الشباب والذين يسمون تجمعهم بـ “دار السلام “Peace House بوضع خطة ثلاثية الأركان لغزو الشاشات حول العالم بمشروعهم، كان الركن الأول هو بدأ حملة لجمع التمويل الفردي Crowd funding على موقع Kickstarter، كان هدف الحملة هو الوصول إلى مبلغ 80 ألف دولار للبدء في إنتاج المسلسل، وبالفعل نجحت الحملة في جمع 84 ألف دولار في الفترة المحددة.
تبع هذا البدء في إنتاج فيديو إعلاني “trailer” عالي الجودة لإظهار المستوى الفني المتوقع من المسلسل، في الفيديو الموجود أدناه يظهر استخدام شديد المهارة لتقنيات التصوير الرقمية والمؤثرات البصرية كالمكياج والمعارك، بينما يظهر طاقم العمل أداءاً جيداً للغاية وغير منتظر من مجموعة من الشباب في تجربتهم الأولى.
الخطوة الثالثة وهي على مستوى كبير من الجرأة والوضوح كانت البدء في حملة ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف هذه الحملة إلى الضغط على عملاق البث الترفيهي على الانترنت؛ موقع نيتفلكس Netflix على تبني المسلسل والمشاركة في إنتاجه وبثه حصرياً.
تأتي هذه الخطوة غير المعتادة على خلاف المسار المعتاد لهذه البرامج بالتقدم إلى قناة تلفزيونية وعرض حلقة تجريبية، والسبب في اختيار نيتفلكس على حد قول أحمد صلاح الدين (أحد أعضاء فريق عمل دار السلام) هو رغبتهم في مشاهدة الناس في كافة أرجاء العالم لعملهم، وأن نيتفلكس باعتماده على الانترنت وقاعدة مشاهديه العملاقة حول العالم هو أفضل وسيلة لهذا.
يظهر التوجه المباشر من قبل فريق العمل لجمهور الانترنت تحولاً تحدث عنه الكثير من الخبراء والمنتجين في نمط إنتاج الترفيه التلفزيوني، وهو التوجه نحو الجمهور كالعنصر الرئيسي في إنتاج الدراما؛ بالتمويل المباشر للإنتاج والاختيار، عوضاً أن تعرض شركات الإنتاج على المشاهد ما تختاره هي.
كما أنه في حالة تبني الشبكة للمشروع؛ فإن البرنامج سيثبت فرصة لكسر احتكار خطاب هوليوود للإنتاج لشبكة بهذا الحجم مقابل خطابات لمجموعات أكثر هامشية في المجال، وفرصة لرواية قصص ليست بالمعتادة في السوق الترفيهي في الولايات المتحدة، كما أنه سيسمح للشبكة بالتوسع بشكل أكبر كفاءة على الصعيد العالمي بإتاحة محتوى يستهدف شرائح أوسع.
ويبدو أن حملة الشبكات الاجتماعية قد حققت نجاحاً كبيراً؛ إذ قام الآلاف من مستخدميها بدعم الحملة، كما قام عدد من نجوم برامج نيتفلكس بمطالبة الشبكة بتبني البرنامج.
Hey @netflix this project looks pretty cool! Check it out http://t.co/5az6WaOGe7 #netflixlisten
— Kimiko Glenn (@KimikoGlenn) September 9, 2015
https://twitter.com/RachieBros/status/640750217013297152?ref_src=twsrc%5Etfw
ورداً على الحملة؛ أعلنت الشبكة عبر حسابها الرسمي على تويتر أن مناقشة تبني البرنامج بالفعل على جدول عمل اجتماع مجلس الإدارة في التاسع من سبتمبر، ثم ألحقت الشركة هذا بدعوة فريق العمل لزيارة الشركة في الثاني عشر من سبتمبر ملحقة الدعوة بقول “#لقد_سمعناكم”.
Hey @PeaceHouseUS, #NetflixListen is on the agenda at today's board meeting. #NetflixListening http://t.co/bIrpLvQ4Q1
— Netflix (@netflix) September 9, 2015
You’ve been heard! @PeaceHouseUS – come in for a pitch? #NetflixListen https://t.co/8VqF9vqdQC