قامت شرطة مدينة إرفنغ بولاية تكساس الأمريكية بإلقاء القبض على الطالب المسلم أحمد محمد الحسن.
حدث ذلك بعد أن قامت احدى المدرسات بالتبليغ عن الفتى ذي الأربعة عشر عاماً لاشتباهها أن مشروعه العلمي قنبلة. اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الفتى الخائف الذي يرتدي قميص عليه شعار ناسا؛ بينما تربط الأصفاد يديه معاً.
في غضون ساعات بسيطة كان وسم “أنا أقف مع أحمد” يتصدر الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة، غلب على الردود نقد التصنيف العنصري في الولايات المتحدة؛ واختلاف معاملة الأفراد من الأعراق والديانات المختلفة عن أقرانهم من البيض الأغلبية.
انتهت الحالة بإطلاق سراح أحمد مع عدم توجيه أي تهم له، إلا أن أصدائها على مواقع التواصل الاجتماعي لم تقف عند هذا، إذ انطلقت التغريدات والمنشورات من حسابات المشاهير معلنة عن دعمها لأحمد؛ كما ضمت عدداً من الدعوات لأهم المنشآت العلمية والتكنولوجية في الولايات المتحدة كفيسبوك وناسا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
إلا أن الدعوة الأبرز كانت على حساب الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تويتر، إذ دعى أوباما الفتى أن يحضر الساعة التي اعتقل من أجلها إلى زيارة للبيت الأبيض. ثم أتبع هذه الدعوة بقوله إن أمثال أحمد هم من يجعلون أمريكا بلداً عظيماً.
جلب الحادث وما ترتب عليه من تغطية إعلامية شخصية أخرى للأنظار، شخصية السيد محمد الحسن والد أحمد، بدأ الأمر بظهور شخص شديد اللطف وتقديمه علب البيتزا للطواقم الإعلامية المنتظرة أمام منزل أحمد، تبع ذلك قيام الأسرة ككل بتقديم تصريح صحفي أمام المنزل تحدث فيه أحمد ووالده وأصدقاء للعائلة.
لكن اتضح لاحقاً أن قصة السيد محمد الحسن تمتد لما قبل قصة أحمد بكثير، إذ كان الحسن مرشحاً لرئاسة الجمهورية السودانية في انتخابات عامي 2010 و2015.
بدأت قصة الحسن بتركه لوظيفته في جمارك مطار الخرطوم الدولي ليهاجر إلى الولايات المتحدة في الثمانينات، ليبدأ هناك في مدينة نيويورك في بيع الحلوى والصحف والنقانق، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة دالاس بولاية تكساس حيث عمل في توصيل البيتزا وقيادة سيارات الأجرة؛ وانتهى به الأمر مؤسساً شركة سيارات أجرة خاصة به.
يستطيع المرء ببعض البحث على الانترنت أن يصل إلى صفحات الحملة الانتخابية للرجل، حيث نجده يتحدث بهدوء عن برنامجه الانتخابي وخططه لرفع الحصار الاقتصادي عن السودان في غضون 100 يوم من انتخابه، وفي حوار مع جريدة “سودان تريبيون” المنشورة من باريس؛ قام الحسن بالحديث تفصيلاً عن برنامجه الانتخابي وخططه لوضع حد للنزاع في الجنوب السوداني ودارفور، كما أشار أن أول زيارة رسمية له في حالة انتخابه ستكون للولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة رفع الحصار وتطبيع العلاقات، كما تعهد بالتصديق على كل المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وتعيين نائبين؛ مسيحي وامرأة.
وبالرغم من أن السيد محمد الحسن قد خسر في كلا المرتين أمام الرئيس السوداني عمر البشير، ألا يمكن أن نراه في يوم من الأيام وقد وجهت له دعوة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لعرض آراءه فيما يخص العلاقات الأمريكية السودانية؟