كثير من المواقع على الإنترنت تحاول إقناعنا أن هناك إمكانية لجني الأموال الطائلة من الجلوس في المنزل والعمل فيه، ولكن هذا الأمر ليس بالضرورة واقعي، إذ إن العمل من المنزل له حسناته وسلبياته، ولا تصدق أنه يمكن جني الأموال وأنت جالس فقط في غرفتك.
من جهة أخرى، على أرباب العمل اليوم، أن يتفهموا أن العمل والإنتاجية لا تحدث بالضرورة داخل جدران المكتب؛ الثقة المتبادلة ما بين الموظف والمدير، وإعطاء الموظف المساحة المريحة للإنتاج، أينما أراد، ولكن مع تحديد وقتًا زمنيًا وخطة عمل واضحة، يمكن فعلًا أن يزيد إنتاجية العمل كما تشير أبحاث عديدة في عالم إدارة الأعمال.
نعم، هناك إمكانية للعمل من المنزل أو حتى الجلوس في مقهى للعمل، وعبر الإنترنت، إذ توفر شركات عديدة هذه الإمكانية للشباب والشابات من مختلف دول العالم، وذلك في قطاعات عمل مختلفة، منها؛ التصميم الجرافيكي، البرمجة، الترجمة، بيع الصور، إدارة إعلام اجتماعي وشبكات اجتماعية، الكتابة، دراسة الأبحاث، وغيرها.
وفر الإنترنت، والشبكات الاجتماعية الملايين من فرص العمل حول العالم، الأمر الذي أتاح للشباب والشابات فرصة للعمل والدراسة في آن واحد.
ما إن نقتنع أن إطار “الدوام الثابت” ليس هو بالضرورة الإطار المثالي للعمل، بالإضافة إلى اقتناعنا أن الوظيفة المحصورة بالجلوس في مكتب ليست هي أيضًا الوظيفة “المثالية”، ستبدأ عقولنا في البحث عن فرص عمل أخرى، فيها حرية أكثر، إبداع أكثر، وإنتاج أكثر، وأنا هنا لا أتكلم عن العمل الحر (الفريلانس)، الذي أدرك مخاطره مقارنة بالوظيفة الثابتة.
العمل عبر الإنترنت يوفر للشخص التحكم بساعات العمل، تقسيم أفضل للوقت، استثمار ناجع أكثر للوقت (بدلًا مثلًا من إنهاء الدوام ومن ثم التمتع بالفراغ)، والأهم من ذلك، فرص كهذه تحسن مهارات الفرد بشكل كبير، إذ إن معظم الشركات التي تتيح إمكانية العمل عبر الإنترنت، تكون ذات طابع متعدد الثقافات والمهارات، وبالتالي هي فرصة للعمل مع آخرين، والاستفادة من خبراتهم على كل الأصعدة، مهنيًا، ثقافيًا واجتماعيًا.
انضم لمجموعات من مجال تخصصك أو مجال تهتم به؛ سواء كان ذلك بمجال العلوم، الطب، الهندسة، الفن، والإعلام، لأن التشبيك وتبادل الخبرات هو أمر ضروري للتطور المهني، وذلك مفتاح أساسي يساعد بشكل كبير في الحصول على فرص عمل من خلال الإنترنت.