لم تكد تُعلن أسماء الوزراء الجدد في الحكومة المصرية الجديدة التي أدت اليمين الدستورية أمس أمام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، حتى بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر البحث عن تاريخ هؤلاء الوزراء وسيرتهم الذاتية، وبالطبع أصبحت الحسابات الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي للوزراء هدف مباح للمهتمين بالشأن السياسي المصري لتقييم وزراء الحكومة الجديدة من خلالها.
وكعادة طغيان السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين روادها من المصريين، لم يُفلت أحد من الوزراء من عملية التفتيش في حسابه الشخصي على مواقع التواصل، لكن الحساب الأبرز الذي تصدر موجات السخرية هذه كان من نصيب وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور “الهلالي الشربيني هلالي”.
بعد تعقب عدد من النشطاء للحساب المنسوب لوزير التعليم الجديد قاموا بإعادة نشر مجموعة من التدوينات السابقة للوزير مليئة بالأخطاء الإملائية، حيث أبدى البعض سخريتهم من تعيين الرجل وزيرًا للتعليم وهو يجهل قواعد كتابة اللغة العربية، كما تداول النشطاء منشورات من الحساب المنسوب للوزير تحمل أخطاءً لغوية أكثرها يتعلق بحرفى (ذ) و(ز) وعدم معرفة الوزير التفرقة بينهما في كتابة تدويناته على موقع “فيس بوك”، وهو الأمر الذي انتشر انتشارًا واسعًا على صفحات المواقع الاجتماعية.
وكرد فعل ساخر على تدوينات الوزير؛ قام المدونون المصريون على موقع “تويتر” بتدشين عدة وسوم ساخرة تحمل أسماء مختلفة للسخرية من أخطاء الوزير الإملائية، كان في مقدمتها هاشتاج “#طويط_كأنك_وذير”، وهو الهاشتاج الذي تعمد صانعوه من المغردين على الموقع كتابته بطريقة خاطئة إملائيًا سخرية من الوزير وكذلك التغريد فيه بنفس الطريقة الخاطئة للتعبير عن سخريتهم من هذا الواقع المصري.
تصدر هذا الوسم وغيره الأعلى تداولًا على موقع تويتر بعدما شارك عليه آلاف من المصريين بينهم العديد من الشخصيات العامة التي شاركت الجمهور السخرية من تعيين الوزير، وفي أول رد فعل من جانب الوزير أُغلق الحساب فجأة بعدما تم مشاركة العديد من منشوراته بين جماهير مواقع التواصل، وعلق الوزير في تصريحات إعلامية بعدها قائلًا إنه لم يتأكد من حقيقة هذا الحساب المنسوب إليه وهو الآن مشغول بأمور الوزارة أكثر من غيرها، وأضاف قائلًا لو صحت المزاعم المتدوالة على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى الجميع أن ينظروا إلى مؤهلاتي العلمية والأكاديمية الخاصة بتطوير التعليم.
ولكن على ما يبدو أن تبريرات الوزير لم تقنع شباب المدونين الذين استمروا في حملتهم الساخرة من الوزير وتعيينه خاصة من جانب المعارضين للنظام الحالي والذين يرفضون الحكومة الجديدة شكلًا ومضمونًا.
شارك العديد من المغردين على موقع تويتر بجمل ساخرة بها أخطاء لغوية متعمدة، كترجمة لرفضهم معايير اختيار الوزراء في مصر بهذه الصورة لاسيما في الحكومة الأخيرة.
العلم نورن !!!! #طويط_كانك_وذير
— Dr.Ahmed Saied (@Ahmed_Saieed) September 20, 2015
زهب الليلو و تلع الفجرو والعذفور ثو ثو #طويط_كانك_وذير#وزير_التعليم
— amr awwad (@Amr_Awwad_) September 20, 2015
#طويط_كأنك_وذير
خواطر د/ هلالي
الوذير اللي بيتقرنن وبيكتب الزال بدل الذين هنعمله مجموعات تكوية
— د أحمد ناصر (@ahamednaser) September 20, 2015
صباحو مشرك رغم اني صاحية عندي سداع …
يمكن من كثر الدحك علي وزير التعلين أبو خواتر #طويط_كانك_وذير
— Nadia El-Magd ناديا (@Nadiaglory) September 20, 2015
فيما ربط البعض ساخرًا بين طريقة كتابة وزير التربية والتعليم وطريقة حديث رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي التي نالت قسطًا وافرًا من السخرية من قبل.
انتقد آخر الوزارة الجديدة التي عينت وزير التربية والتعليم بهذا الشكل، واصفًا الوزير بعد تدوال منشوراته بهذه الصورة بأنه “جاهل”، كما انتقد وزير الخارجية بسبب خطأ في القراءة أيضًا في المؤتمر المشترك مع وزيرة خارجية المكسيك، معربًا عن استيائه من الوزارة كلها.
#وزارة
فيها وزير تعليم جاهل أملاء #طويط_كأنك_وذير
وفيها وزير خارجية بيقول "end of text" هو يقصد #مات_الكلام #بلد_مف_خره
— N.hanafy (@Naderhanafy2) September 20, 2015
هذا وقد شارك الإعلامي الساخر باسم يوسف بتغريدة عن الأمر حظيت بانتشار واسع بين رواد موقع تويتر الذين تفاعلوا معها سخرية من تعيين الوزير وحسابه على فيس بوك.
"زهب المعذ و صيفه" #طويط_كأنك_وذير
— Bassem Youssef (@Byoussef) September 19, 2015
أما البعض كان لهم رأيًا آخر في هذه القضية، حيث أرجعوا خطأ الوزير في كتاباته إملائيًا إلى كونه غير متعمد، ويمكن حدوثه مع كافة الأشخاص، ولكن هذا الرأي لم يكن الأوسع انتشارًا أمام سيل السخرية من أخطاء الوزير.
#طويط_كانك_وذير هو كل واحد فيكم كام مره كتب حاجه غلط بسبب تصحيح الموبايل وعمل لها تويت من غير ما ياخد باله .. انا شخصيا حصلت لي مليون مره?
— AⓂ️L ?? (@AmlfahmyElGabaS) September 20, 2015
هذا وقد أرجع البعض هذه الحالة المبالغة من السخرية التي ظهرت في أوساط شباب المغردين المصريين على كل حدث سياسي عام، إلى عملية الإحباط واليأس التي أصابت الكثيرين منهم، خاصة بعد إجهاض مشروع ثورة يناير في فتح المجال العام أمامهم، إذ رأوا أن السخرية هي سلاحهم أمام الدولة والنظام الذي يُقيد من حريتهم على أرض الواقع، لذلك كانت عملية الهروب من العجز في الحقيقة إلى هذا العالم الافتراضي.
حيث ازدادات موجات السخرية بعد الانقلاب العسكري في مصر من كافة قرارات النظام خاصة من الفئات الشبابية المسيسة، والتي تحمل في طياتها رفض للمشروع الذي أتى به هذا الانقلاب، بمعنى أنه خيب آمالهم في التغيير، كما لم يستطع هؤلاء الشباب ترجمة غضبهم هذا إلى أفعال احتجاجية على الأرض بسبب المناخ القمعي الذي تشهده مصر في هذه الأيام، وهو ما ساهم في تغذية روح السخرية على الفضاء الإلكتروني كنوع من المقاومة الناعمة غير المكلفة التي لجأ إليها العديد من الشباب، لكن يُشير البعض إلى أن هذا النوع من المقاومة ربما يبقى مجرد تنفيس عن طاقة غضب ولا يستطيع إحداث فعل حقيقي إلا فيما ندر.