تصادف ليلة 21 من سبتمبر الذكرى السنوية الاولى لاجتياح العاصمة صنعاء من قِبل جماعة الحوثي وبمساندة قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان له اليد الطولى في إيصال الحوثيين إلى صنعاء ومن ثم الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
ذلك الاجتياح الذي كان تتويجًا لمحطات عدة من الحروب والتمرد والرفض لمعظم القرارت التي تتخذها الدولة آنذاك كنتائج الحوار الوطني وقرار حكومة باسندوة رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي وجدت فيه جماعة الحوثي وعلي عبدالله ضالتهم المفقودة للانقلاب على النظام السياسي الحاكم وإدخال البلد في أتون الفوضى والصراع.
واتخذت تطورات الأوضاع وتمدد الحوثيين الذي كان على مرأى ومسمع من الجميع ومن القيادة السياسية للبلاد قبل عام منعطفًا خطيرًا نحو تغيير هوية الدولة.
بدأت تلك التطورات بتهجير سكان منطقة دماج في محافظة صعدة وإخراجهم من ديارهم بعد حروب وحصار شنته جماعة الحوثي عليهم استمر لأكثر من ثلاثة أشهر وبتخاذل فاضح من السلطة الحاكمة بقيادة الرئيس هادي.
دخلت البلد بعد ذلك طور أكثر خطورة حين هاجمت جماعة الحوثي اللواء 310 مدرع في محافظة عمران بوابة الدخول إلى صنعاء؛ اللواء 310 مدرع الذي كان يقوده العميد حميد القشيبي ابن محافظة عمران، استمرت حروب الحوثيين في محاولتهم للسيطرة على عمران عدة أشهر وكان العميد القشيبي صامدًا دون أي إسناد وإمداد من قيادة الجيش، انتهت بعد ذلك بسيطرة الحوثيين على اللواء وقتل العميد القشيبي واستيلائهم على محافظة عمران.
في معركة عمران تُرك القشيبي وحيدًا هو وجنوده حتى الإرهاق، دون أي عون لا من الرئاسة ولا من الجيش، وما أضعف معنويات الجنود أن وزير الدفاع زار الحوثيين في عمران واعتذر عن زيارة جنود الجيش في المحافظة نفسها حسب شهادات كثير من الضباط.
بعد سيطرتهم على عمران (بوابة صنعاء)؛ أصبحت الطريق آمنة بالنسبة للحوثيين فظلوا يراوحون مكانهم إلى أن قررت الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية فذلك بالنسبة للحوثيين وعلي عبدالله صالح حجة كافية لاختلاق كل أسباب الحروب والصراع.
أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي ثلاثة مطالب كررها أكثر من مرة في خطاباته وهي: إسقاط الجرعة، إسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
نصبت الخيام في مداخل العاصمة واستمر أنصار الحوثيين وصالح في المظاهرات لإسقاط الحكومة، على حد زعمهم، إلى أن تم اقتحام العاصمة والسيطرة على المؤسسات الحكومية بعد مواجهات محدودة مع وحدات من الجيش قررت الانسحاب في النهاية.
وفي لغز لم يستطع كثير من المراقبين استيعابه، اعتبر البعض أنه بات معروفًا أن طموح الرئيس المخلوع للعودة إلى الحلبة السياسية والانتقام من ربيع ساحات التغيير بأي ثمن، حتى لو كان ذلك الثمن يطيح بخارطة البلاد.
ومنذ ذلك الحين وحتى الوقت الراهن حصلت العديد من المحطات والصراعات التي عملت على هدم الدولة وتهديد البنية الاجتماعية للشعب اليمني من خلال المغامرات غير المحسوبة للحوثيين وحليفهم صالح في افتعالهم الحروب والأزمات هنا وهناك في محاولة فاشلة لانفرادهم بالحكم وإقصاء بقية المكونات السياسية للبلاد على حسب كثير من المراقبين.