بينما كان الفرنسيون يحتفلون بإطلاق سراح أربعة فرنسيين مختطفين منذ ثلاث سنوات لدى تنظيم القاعدة في النيجر، كانت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، المرشحة سابقا لرئاسة الجمهورية، تبدي انزعاجها من مظهر المختطَفِين المحرَّرِين، مطالبة إياهم بتقديم تفسيرات لأن “اثنان منهم قصا لحيتيهما بشكل غريب وملبسهما غريب”، ملمحة بذلك إلى إمكانية اعتناق الرهائن للإسلام خلال فترة احتجازهم.
وإلى جانب الانتقادات الشعبية الواسعة التي تعرضت لها لوبان بسبب تصريحاتها هذه، قال ادواردو ريان سيبل المتحدث باسم الحزب الاشتراكي “السيدة لوبان أعمتها كراهيتها للمسلمين إلى درجة أنها لا تستطيع حتى مشاركة باقي أفراد الأمة الفرحة بعودة الرهائن”.
وأما والدة بيير لوجران، أحد الرهائن، فقد صرحت لوسائل إعلام فرنسية بأن ابنها اتفق هو ورفاقه الأربعة على الاحتفاظ بلحاهم وأوشحتهم تضامنا مع فرنسيين آخرين مازالوا محتجزين في النيجر منذ سنوات، دون أن تنفي أو تؤكد خبر اعتناق ابنها ورفاقه للإسلام.
وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد أعلن يوم الثلاثاء عن خبر الإفراج عن أربع رهائن فرنسيين، يعملون لفائدة مجموعة “أريفا” للتنقيب عن اليورانيوم، وذلك بعد أن احتجزهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 16 أيلول/سبتمبر 2010 في أرليت بالنيجر، حيث قال هولاند في كلمته “أريد أن أعلن لكم خبرا سارا، لقد ابلغني رئيس النيجر لتوه انه تم الإفراج عن رهائننا الأربع في النيجر، المختطفين في ارليت”، مضيفا: “أود أن اعبر عن امتناني الكبير لرئيس النيجر الذي نجح في ضمان الإفراج عن مواطنينا، تييري دول ودانيال لاريب وبيار لوغران ومارك فيريه”.
ومن جانبها، نشرت صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية في نسختها ليوم الأربعاء، مقالا كشفت فيه عن ما أسمته الدور الجزائري والقطري في عملية المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن الفرنسيين، حيث أشارت الصحيفة إلى أن “القطريين الذين تربطهم علاقات طيبة مع العديد من الجماعات السلفية في سوريا وليبيا، دخلوا قبل شهرين في اتصالات مع قادة جماعة أنصار الدين بطلب من الفرنسيين”، وهو ما لم تنفه ولم تؤكده أي جهة رسمية.