وصل الرئيس العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي إلى مدينة نيويورك الأمريكية أمس الخميس، للمشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلقي السيسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للمنظمة، يتناول خلالها تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في بلاده، وموقفها من قضايا وأزمات الشرق الأوسط، خاصة في مجالي مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي بالمنطقة.
زفة محدودة هذه المرة
وكعادته في كل مرة يزور فيها الولايات المتحدة، حرص السيسي على وجود عدد من أبناء الجالية المصرية في أمريكا؛ لاستقباله في نيويورك، في موكب بدا أشبه بـ”الزفة المصرية”، حيث استقلوا حافلة مكشوفة، ورفعوا أعلام وصور السيسي، احتفالا بوصوله إلى أمريكا.
وعلى الرغم من محاولة وسائل الإعلام المصرية تصوير الأمر على أن هناك حشودا من المصريين المغتربين كانوا في استقبال السيسي، إلا أن الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها لتلك الزفة أظهرت أن المشاركين فيها لا يزيد عن عشرين شخصا.
ومن بين أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة يشاركون في اجتماعات الأمم المتحدة، لا يوجد أي مسؤول قام مؤيدوه بتنظيم احتفال بوصوله للولايات المتحدة سوى السيسي، الذي أعد كذلك حملة إعلانية مدفوعة الأجر لنشر لافتات دعائية له في عدد من شوارع وميادين نيويورك.
وكان السيسي قد اعتاد منذ توليه رئاسة الجمهورية في مصر على اصطحاب عدد كبير من مؤيديه من السياسيين والفنانين والنشطاء معه في معظم رحلاته الخارجية، خاصة عند زياراته للولايات المتحدة والدول الأوربية؛ خوفا من تعرضه للحرج في مواجهة مظاهرات ووقفات احتجاجية ينظمها رافضو الانقلاب في تلك الدول.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات صحفية، إن تواجد أعداد من المنتمين للإخوان المسلمين والمتعاطفين مع الجماعة في الولايات المتحدة أمر لا يعني المسؤولين المصريين في شيء، مضيفا أنه يأمل أن يعدل الإخوان عن فكرهم المغلوط، وأن يدركوا أن مصر تسير وفقا لإرادة شعبها، وليس وفقا لتوجهات عقائدية”، حسب قوله.
أوباما يتجاهل السيسي
ويقيم السيسي خلال الزيارة في فندق “نيويورك بالاس”، رفقة وفد يضم وزير الاستثمار أشرف سالمان، ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، ووزيرة التعاون الدولي سحر نصر ووزير البيئة خالد فهمي.
وشهد فندق “نيويورك بالاس” تشديدا أمنيا مكثفا؛ حيث يقيم فيه أيضا الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” والبابا “فرنسيس الثاني” بابا الفاتيكان. كما أغلقت الشرطة الأمريكية الشوارع المحيطة بالفندق أمام السيارات والمشاة، ومنعت الدخول من الباب الرئيسي للفندق، وخصصت الباب الخلفي له لدخول النزلاء وخروجهم.
وعلى الرغم من إقامة أوباما والسيسي في الفندق ذاته، إلا أن أوباما لن يعقد اجتماعا ثنائيا مع الجنرال، كما فعل في العام الماضي إبان مشاركتهما معا في اجتماعات الجمعية العامة الأمم المتحدة.
وبرر وزير الخارجية، سامح شكري، هذا الأمر بأن الرئيس الأمريكي لا يعقد عادة لقاءات ثنائية على هامش مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، موضحا أن اللقاء الذي جمع بين الرئيسين العام الماضي كان استثنائيا.
جدول مزدحم
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، فإنه وبالإضافة إلى مشاركته في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يشارك السيسي أيضا في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة، لاِعتماد أجندة التنمية للفترة من عام 2015 وحتى 2030، ويلقي خلال الجلسة بيان مصر حول ملاحظات القاهرة على الأهداف التنموية لتك الأجندة.
وسيترأس السيسي اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بظاهرة تغير المناخ، حيث تتولى مصر الرئاسة الدورية لهذه اللجنة.
كما يعقد السيسي بعد وصوله لقاءات مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “كلاوس شواب”، ضمن استعدادات مصر لاستضافة المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط خلال الربيع المقبل، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية “يوكيا أمانو”، في إطار اعتزام مصر إقامة محطة نووية لتوليد الكهرباء بمنطقة الضبعة.
وسيشارك الرئيس في جلسة نقاش حول التعاون بين دول الجنوب دعا إليها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكذلك قمة مكافحة تنظيم الدولة والإرهاب التي يترأسها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
المصدر: عربي 21