أعلن نشطاء وقادة إسلاميون في الجزائر، يتقدمهم المعارض عبد الله جاب الله، رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، مطلع الشهر الماضي، عن مشروع سُمي “مبادرة لم شمل أبناء التيار الإسلامي”، وتجري حاليا اتصالات بمختلف الأطراف لبحث شكله التنظيمي وبرنامجه.
وقال الناشط الإسلامي، عز الدين جرافة، في تصريحات لوكالة الأناضول: “المبادرة عبارة عن شقين، دعوي وسياسي، وهي مفتوحة للأشخاص والمجتمع المدني، وليس الأحزاب والمنظمات، والمشاورات بشأنها متواصلة، ولم تصل بعد إلى تحديد كيفية تجسيد المشروع، هل يكون في شكل جمعية أو أي شكل تنظيمي آخر”.
وأضاف: “هناك أعداد كبيرة من الشخصيات الفكرية ومن المجتمع المدني رحبت بالفكرة”، متحفظا على ذكر الأسماء.
وعن أهداف المبادرة، أوضح جرافة الذي يعد من المبادرين بالمشروع، قائلا: “لم نتفق على أهداف المبادرة حتى الآن، لكن المؤكد أن محور النشاط سيكون الدفاع عن القيم المجتمعية في البلاد والتي تراجعت بفعل المؤثرات الخارجية، والرياح العاتية للعولمة، والانفتاح، والسلطة مسؤولة عن ذلك”.
وتابع: “أما سياسيا فلن يكون مجال نشاط المبادرة بالمفهوم الحزبي الضيق، وإنما بمثابة عمل استراتيجي أوسع للدفاع عن القيم الإسلامية “.
وشهدت الجزائر منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي، محاولة لجمع أبناء التيار الإسلامي، كان آخرها مبادرة أُطلقت عام 2012، بمناسبة تنظيم انتخابات نيابية، أثمرت عن تشكيل تحالف سُمي “تكتل الجزائر الخضراء”، يضم ثلاثة أحزاب، هي حركة مجتمع السلم، وحركة النهضة، وحركة الإصلاح الوطني، فيما رفضت أحزاب وشخصيات إسلامية أخرى الانضمام إليه.
ودخلت هذه الأحزاب الثلاثة بقوائم موحدة في الانتخابات النيابية، وحصدت 49 مقعدا من بين 466 يضمهم البرلمان.
ويرى جرافة، أن “هذا التحالف هو دليل على إمكانية توحيد الإسلاميين، حيث يعد أكبر كتلة نيابية لهم في البرلمان، رغم تزوير الانتخابات، وقد جاء نتيجة مبادرة لتوحيد الأحزاب الإسلامية”.
وعن المبادرة، يقول النائب البرلماني عن حزب جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف: “لو لم يكن يغلب على ظننا أن المشروع سينجح لم نكن لنطلقه، وهو مبادرة للم شمل الأشخاص، وليس الكيانات، والهدف في النهاية هو خدمة الوطن”.
وأشار إلى الحرص “على تفادي الأخطاء السابقة بترك المشروع ينضج جيدا”.
من جانبه، قال محمد حديبي، عضو المكتب السياسي لحركة النهضة: “هذه المبادرة لا تعنينا ونسأل التوفيق لهم”، في إشارة لرفض حزبه الانخراط فيها.
وعن السبب أوضح قائلا: “الظرف الذي تمر به البلاد ليس مناسبا لطرح الأفكار الأيديولوجية، وجُهدنا منصب على جمع كافة الأحزاب والشخصيات من كل التيارات في المعارضة، للضغط على السلطة الحاكمة من أجل فرض انفتاح سياسي”.
وأضاف: “يمكننا الحديث عن توحيد الإسلاميين عندما يكون هناك انفتاح وديموقراطية حقيقية في البلاد تكون فيها الكلمة للشعب حينذاك يمكن التحالف، أما الآن فالظروف غير مناسبة”.
وفي معرض رده على سؤال حول فرص المشروع، قال الإعلامي محمد يعقوبي، وهو مدير تحرير صحيفة “الحوار” (خاصة): “لم شمل الإسلاميين في الوقت الراهن هو ضرب من الخيال، لأن هذه الحساسية السياسية قدمت نموذجا سيئا في الصراعات والانشقاقات، فلا يوجد حزب إسلامي لم ينشطر، بل أكثر من ذلك، أثبتت هذه الانشطارات أن السبب واحد وهو صراع الزعامات والمصالح”.
وفيما يتعلق برؤيته لأهداف المبادرة، أعرب عن اعتقاده أن “طرح مشروع لم الشمل في الوقت الراهن له علاقة بالانتخابات التشريعية المقبلة (2017)”.
واستطرد: “لم يعد يفصلنا عن هذه الانتخابات الكثير، والذين يتهافتون على ما يسمى بلم الشمل، هدفهم في رأيي هو المتوقع للترشح، خاصة أن ذلك ليس متاحا لهم في أحزابهم، وهنا يصبح العنوان الكبير هو لم شمل الإسلاميين، من أجل المشروع الإسلامي، وهذا لا يتعدى محاولة أخرى للحفاظ على المكاسب أو الحصول عليها” .
ووفق يعقوبي “يجب تحييد كل ما له علاقة بالإسلام في الاحتراب السياسي، ومواجهة الجماهير بالبرامج والأفكار، للحيلولة دون اتهامهم أنه يوجد حارس ما في الساحة السياسية على الإسلام”.
المصدر: وكالة الأناضول