ينقسم فيه اولو السمع: بين ماجنٍ استسلاميٍ انقيادي عديم الراي؛ يؤثر لفافة تبغهِ وكاس ليلته على ماء وجهه؛ بل حتى على عرضه ،واخر يدعوا الى سبيل الشيطان يسلب لب من لا لب له يملأ بهرطقته فراغ الفارغين فيُنشِأُ ضجَّة تشغل من لا يزال يملك بعض اللب. الملفت في كل ذلك ان الجميع يدَّعي انه على حق “حتى انا”، يتكلم الجميع في الحق والعدل والخير والعطاء وينبذ الشر والبخل والباطل.
ليس الموضوع في مجمله مناقشة للحق والباطل ولكن في فهم الاضداد له؛ فهنا “باعتقادي” تكمن المشكلة. لكي تفهم المقصد عليك ان تؤمن بالنسبية، أي أن الحق الذي تتبعه قد يكون باطلا لغيرك، فعلينا بالحياد حتى فيما نؤمن به”ليس بطريقة تفقدنا ذاك الايمان” انما لتقبل الاراء فيما نؤمن به وهذا لعمري هو احق حق ممكن الاتباع… ان المرونة التي يتيحها مفهوم النسبية كفيلة بحل اغلب الازمات التي تمر ببلداننا العربية،ومقدار الاستفاده من تطبيق ذلك المبدأ اكبر بكثير من المفاسد التي تنتج عن تعطيل العمل ببعض المبادئ المختلف عليها.
اخيرا نقول ان درأ مفاسد الاختلاف اولى من جلب منافع الثبات وان امراض العصر لا يمكن حلها بالتعنت وجمود الفكر وان عصرية الاسلام تكمن في عصرية تطبيقه لا بعصرنته “اي تغييره”.