توغلت قوة اسرائيلية في وقت متأخر من مساء البارحة لمسافة 250 متر من خان يونس في الجنوب الغربي من قطاع غزة لتندلع اشتباكات وقصف متبادل بالقذائف بين كتائب المقاومة والجيش الاسرائيلي تبعه قصف لعدة مواقع في قطاع غزة واطلاق المقاومة لصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة لتعود القوة الاسرائيلية أدراجها في وقت متأخر من الليل.
وفي رواية فلسطينية لما جرى مساء البارحة، فان عدة جرافات اسرائيلية مدعومة بقوة عسكرية حاولت تجريف نفق شرق خانيونس لتجد نفسها في كمين لكتائب القسام أوقع 5 جرحى بينهم ضابط برتبة رائد من سلاح الهندسة في اصابة خطيرة، لترد اسرائيل بعدها بقصف عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة واطلاق نار من قبل الزواق الحربية على زواق الصيد والشواطئ الغزاوية، اضافة الى نشر الجيش الاسرائيلي لبطاريات جديدة من منظومة القبة الحديدية على الحدود الشرقية لقطاع غزة تحسبّاً لأي رد صاروخي فلسطينيّ.
صحيفة معاريف الاسرائيلية بدورها أكدت صباح اليوم الرواية الفلسطينية قائلة أن كتائب القسام كانت استدرجت قوة اسرائيلية الى كمين محكم شرق خانيونس، في الوقت الذي قال فيه القيادي في حركة حماس خليل الحية أن المقاومة مستعدة لردع أي عدوان وعملية خان يونس أكبر دليل، وأضاف ” لولا تدخل الأباتشي لكان هناك شاليط جديد”.
كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) كان قد أعلنت في بيان لها عن استشهاد أربعة عناصر في اشتباكات وقصف من قبل قوات الجيش الاسرائيلي في ساعات متأخرة من مساء البارحة وصباح اليوم، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي عن اصابة 5 جنود أحدهم في حالة خطيرة في الوقت الذي نشرت فيه وسائل اعلامية اجتماعية اسرائيلية مساء البارحة عن مقتل جندي مع نشر صورته.
وكان الناطق بإسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي قد قال في وقت سابق : “حماس خرقت تفاهمات عملية عامود السحاب بتنفيذها عمليات ذات طابع هجومي داخل الاراضي الاسرائيلية عبر انشاء انفاق هجومية تخريبية، ونحملها المسؤولية بصفتها الجهة المسيطرة على قطاع غزة، وجيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة التهديدات على مواطني دولة #إسرائيل وقوات الأمن”.
من جهة أخرى، كانت عدة تقارير قد تحدثت على أن الجيش الاسرائيلي يعدّ لحملة عسكرية على قطاع غزة في الوقت الذي يضيق فيه الجيش المصري الخناق على غزة مع استمرار اغلاقه المتقطع لمعبر رفح و هدم 90 % من الأنفاق التي كانت تستخدم للتهريب الى داخل القطاع تزامنت مع الحملة العسكرية على سيناء بعد الانقلاب العسكري الذي عزل الرئيس محمد مرسي.
وفي مؤتمر صحفي عقده الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة قال ان هناك حرباً خفية بين المقاومة والاحتلال لن تتوقف، والمقاومة وفي طليعتها كتائب القسام في حالة عمل متواصل ودؤوب لإفشال مخططات العدو وإحباط عدوانه والتصدي لغطرستة، وأضاف أبو عبيدة أن القسام قد كشف عن جزء من منظومة التجسس التي تستخدمها اسرائيل ضد المقاومة وأنه سيكشف عن هذه المنظومة في الوقت المناسب.
وفي حديثه عمّا جرى في خانيونس قال أبو عبيدة ” “العدو قد حاول ليلة أمس ترميم جزء من هيبته الضائعة وتسجيل إنجاز استعراضي شرق خانيونس، فتوغل تحت جنح الظلام لمسافة 250 متراً، بثمان جرافات، وثلاث دبابات، وحفارات ضخمة ، ولم يضع في حسبانه بأن مجاهدي القسام جاهزون للتصدي لهذا العدوان، فوقع جنود الاحتلال في كمين محكم أعدّته لهم كتائب القسام، فأوقعت فيهم خسائر محققة، اعترف العدو بقسوتها”.