قالت “بوابة الأهرام”، صباح اليوم الجمعة، أن الإعلامي باسم يوسف، سافر صباحا إلى مدينة أبو ظبي برفقة أحد معاونيه، وذلك قبل سويعات من بث الحلقة الثانية من برنامجه “البرنامج”، والتي كثر الحديث في الأيام الماضية عن محتواها، حيث قال النشطاء أن باسم سيوجه خلال حلقته الجديدة نقدا لاذعا للجنرال عبد الفتاح السيسي، في حين قال آخرون أن باسم يوسف سيواصل تجاهله للقيادة العسكرية لمصر، وسيواصل السخرية من ممثلي التيار الإسلامي ومن معارضي الانقلاب العسكري.
كما قال نشطاء آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن باسم يوسف خصص حلقة اليوم للسخرية من قناة الجزيرة، وللحديث عن ما أسموه “دعم الجزيرة لمؤيدي مرسي”، وهو ما لن يتأكد قبل بث الحلقة مساء اليوم، مع العلم بأن قناة الجزيرة كانت قد بثت قبل أسابيع تقريرين إخباريين عن باسم يوسف، وعن الدور الذي لعبه في التحريض على الرئيس المصري محمد مرسي، وكذلك عن اختفائه عن المشهد الإعلامي منذ حدوث الانقلاب، متسائلة عن ما إذا كان سيسخر من الجنرال عبد الفتاح السيسي، وهو حاكم مصر الفعلي اليوم، كما كان يسخر سابقا من محمد مرسي.
ويذكر أن الحلقة الأولى، التي بثت يوم الجمعة الماضي، لم تتعرض لشخص عبد الفتاح السيسي ولا لقادة السلطة الجديدة، وإنما خصص القسم الأكبر منها للسخرية من معارضي الانقلاب، ومن معتصمي رابعة والنهضة، حتى قال معلقا على قيام الأمن المصري بفض الاعتصامات وقتل قرابة الألف شخص: “السيسي فشخ الإخوان”، وذلك في أغنية أداها راقصا مع مجموعة من الرقاصين.
الأغنية المليئة بالألفاظ المستفزة والمتهكمة على المعتصمين وعلى جرحى وقتلى مجازر فض الاعتصامات، أثارت غضبا شديدا في الشارع المصري، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام نشطاء على موقع يوتيوب بإنتاج مقطع فيديو أسموه “ضد الإنسانية” و”الرقص على جثتي”، أظهروا فيه المشاهد التي سخر منها باسم يوسف و”رقص عليها”، مع العلم بأن الفيديو الذي شاهده مئات الآلاف وانتشر بسرعة كبيرة في كل دول العالم العربي، وترجم إلى الانجليزية، تم حذفه مرارا عن طريق إدارة يوتيوب، بحجة “حقوق النشر”:
https://www.youtube.com/watch?v=2KX6unfEFwg
ومن جهة أخرى فتحت النيابة العامة المصرية، تحقيقا في حق باسم يوسف، بتهمة تعكير الصفو العام، وهو ما علق عليه نشطاء بالقول بأن “مرسي الدكتاتور صبر على حلقات باسم يوسف لسنة كاملة وكان سيصبر ثلاث سنوات أخرى لولا الانقلاب، وأما سلطة الانقلاب فلم تطق صبر أسبوع”، في حين قالت صحيفة دايلي ستار البريطانية أن “الحكومة المصرية مطالبة بأن تنأى بنفسها عن العقلية القبلية التي لا تقبل النقد”.
وفي ظل دعوات البعض إلى تجاهل حلقات باسم يوسف وعدم تحويلها إلى موضوع يشغل الرأي العام عن أشياء أخرى أكثر أهمية تعيشها مصر، يبقى السؤال مطروحا، عن ما إذا كان باسم يوسف سيعود من دبي إلى مصر بعد بث حلقة اليوم، وعن ما إذا كانت السلطة المصرية ستطيق صبرا مع باسم يوسف، وعن مدى قدرة المشاهد على رصد الفوارق ما بين تعامل باسم يوسف مع السلطة السابقة وتعامله مع السلطة الحالية، وما بين تعامل السلطة السابقة مع باسم يوسف وتعامل السلطة الحالية.