الاستثنائي
أفضل مدرب في العالم عام 2010 بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، أفضل مدرب أندية في العالم أربع مرات أعوام: 2004-2005-2010- و2012 من قِبل الاتحاد الدولي للإحصاء، جائزة مجلة “أونز مونديال” الفرنسية لأفضل مدرب عامي: 2005 و2010، جائزة مجلة “وورلد سوكر” الإنجليزية لأفضل مدرب أعوام: 2004-2005- و2010، أفضل مدرب أوروبي لموسمي: (2002-2003) و(2003-2004) بحسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي ثلاث مرات مواسم (2004-2005)- (2005-2006)- و(2014-2015)، جائزة مدرب العام في إيطاليا موسمي: (2008-2009) و(2009-2010)، أفضل مدرب في الدوري البرتغالي موسمي: (2002-2003) و(2003-2004)، والمزيد من الجوائز الفردية والإنجازات الجماعية التي حققها المدرب البرتغالي الفذ، الذي اشتهر كذلك بأسلوبه الفظ الاستفزازي في التعاطي مع منافسيه، سواءً داخل الملعب أو خارجه، من خلال تصريحاته الساخنة المثيرة للجدل، والتي لم تستثن فيها سهام نقده وسخريته أحدًا من خصومه، من المدربين واللاعبين، أو حتى الحكام والصحفيين، كل هذا جعله جديرًا بحمل لقب: الرجل الخاص أو الاستثنائي (السبيشل ون)، الذي أطلقه على نفسه في أحد المؤتمرات الصحفية التي عقدها في إنجلترا إبان انتقاله لتدريب تشيلسي بعد إحرازه لقب كأس الأبطال مع بورتو عام 2004، فقال حينها: “رجاءً لا تدعونني بالمغرور، ولكني بطل أوروبا وأستحق لقب: السبيشل ون”.
الطفولة والشباب
ولد “جوزيه ماريو دوس سانتوس مورينو” في ضاحية سيتوبال القريبة من العاصمة البرتغالية لشبونة عام 1963، وهو ابن عائلة متوسطة مرتبطة بكرة القدم ارتباطًا وثيقًا، من خلال الأب فيليكس حارس مرمى فريقي بيلينينس وفيتوريا سيتوبال السابق، والذي احترف التدريب بعد نهاية مسيرته كلاعب، وكان له الأثر الأكبر في حقن نسغ كرة القدم في دماء ابنه جوزيه، الذي اعتاد على مرافقته في حله وترحاله عندما كان يافعًا، فلعب لفريق ريو آفي الذي كان والده يدربه بين عامي 1980 و1982 حيث شغل مركز لاعب الوسط المحوري، ثم انتقل إلى نادي بيلينينس حيث لعب موسمًا واحدًا، حط بعده الرحال في نادي سيسيمبرا حيث قضى موسمين، قبل أن ينهي مسيرته المتواضعة كلاعب في نادي كوميرسيوا عام 1987 وهو في الرابعة والعشرين فقط، لإدراكه أن مستقبله الرياضي لا يمكن أن يزدهر من موقعه كلاعب داخل المستطيل الأخضر، بل كمدرب على ضفافه.
الخطوات الأولى
بدأ مورينو أولى خطوات تحقيق حلمه بالانتساب إلى الجامعة التقنية في لشبونة، لدراسة العلوم الرياضية أكاديميًا، حيث حصل على شهادة الديبلوم بعد خمسة أعوام، ليتابع تحصيله العلمي الرياضي في إنجلترا وإسكتلندا، حيث اتبع عدة دورات تدريبية هناك، ثم عاد إلى لشبونة للعمل كأستاذ لياقة بدنية في مدارسها، قبل أن يبدأ باحتراف العمل التدريبي حين عمل كمدرب فئات سنية في نادي فيتوريا سيتوبال بداية التسعينيات، ثم كمدرب مساعد في نادي أستريلا أمادورا ثم أوفارينس، قبل أن يستفيد من قدوم المدرب الإنجليزي الشهير بوبي روبسون إلى العاصمة لشبونة لتدريب فريقها سبورتينغ عام 1992، ليعمل مترجمًا رياضيًا تحت إمرته، ويصطحبه معه إلى مدينة بورتو حيث درب فريقها ثلاثة مواسم من عام 1993 إلى 1996، أصبح فيها مورينو أكثر من مجرد مترجم، حيث اضطلع ببعض المهام التدريبية والفنية، ثم انتقلا إلى نادي برشلونة الإسباني حيث استمر مورينو بالعمل ضمن الطاقم الفني لروبسون أولًا، ثم للهولندي لويس فان خال الذي درب البارسا ثلاثة مواسم من عام 1997 إلى عام 2000، حيث استطاع البرتغالي عبر هذه السنوات اكتساب ثقة مديره الهولندي ليصبح مساعده الأول، وبديله عند أي غياب اضطراري.
وفي سبتمبر من عام 2000 استقبل مورينو أول عرض للعمل كمدرب أول، وكان من نادي بنفيكا الذي وجد فيه خير بديل للمغادر يوب هاينكس، فتولى دفة تدريبه في رحلة لم تدم أكثر من شهرين، استقال بعدهما إثر خلاف مع رئيس النادي بشأن تجديد العقد، ليوقع بعدها بأشهر عقدًا لتدريب نادي يونياو ليريا في يوليو عام 2001، ويستمر معه ستة أشهر قاده خلالها إلى إنهاء مرحلة ذهاب الدوري البرتغالي في الترتيب الثالث، وهو أفضل ترتيب يحظى به النادي المتواضع في تاريخه.
بطل أوروبا مع التنانين
مطلع عام 2002 أقالت إدارة نادي بورتو مدرب فريقها ماشادو، بسبب سوء النتائج خلال مرحلة ذهاب الدوري البرتغالي، والتي أودت بالنادي العريق إلى المركز الخامس، واستعانت بخدمات مدرب يونياو ليريا الشاب جوزيه مورينو لقيادة دفة الفريق خلال مرحلة الإياب، فنجح في النهوض بمستوى فريقه وتحسين مركزه، لينهي الموسم في المركز الثالث، وتقرر إدارة النادي التجديد له موسمين آخرين، نجح في أولهما بتحقيق الثنائية المحلية بالفوز ببطولة الدوري البرتغالي وكأس البرتغال، فضلًا عن تحقيقه لقب الدوري الأوروبي على حساب سلتيك الإسكتلندي في النهائي.
وفي موسمه الثاني 2003-2004، تابع نجاحاته المحلية، فظفر ببطولة الدوري البرتغالي للموسم الثاني على التوالي، وأضاف إليه لقبًا أوروبيًا مجيدًا غاليًا في دوري الأبطال (الشامبيونز ليغ)، الذي فاجأ النقاد والمتابعين فيه بقيادته فريق التنانين لهزيمة جبابرة أوروبا كمانشستر يونايتد وليون ولاكورونيا، في طريقه نحو نهائي غلسنكرشن، الذي فاز فيه بثلاثية بيضاء على موناكو الفرنسي.
صانع أمجاد البلوز
بعد نجاحه الباهر مع بورتو، لم يجد رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي أفضل من جوزيه مورينو لقيادة مشروعه الحالم لتحويل البلوز إلى قوة إنجليزية وأوروبية عظمى، فسلمه دفة قيادة النادي الإنجليزي اعتبارًا من موسم 2004-2005 خلفًا للإيطالي كلاوديو رانييري، ليكون عند حسن ظنه وينجح في أول مواسمه بقيادة البلوز للتتويج ببطولة الدوري الإنجليزي الغائبة عن خزائنهم منذ عام 1955، إضافةً إلى كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وليتابع نجاحاته في موسمه الثاني، فينجح في الحفاظ على بطولة الدوري الإنجليزي، فضلًا عن الدرع الخيرية التي أحرزها مطلع الموسم، قبل أن يختتم فترته التدريبية الأولى مع تشلسي بالفوز بكأسي الاتحاد الإنجليزي ورابطة الأندية المحترفة موسم 2006-2007، ليترك بعدها دفة تدريب النادي الأزرق مطلع موسم 2007-2008 إثر خلاف مع مالكه الروسي الثري، الذي لم ترض نتائج البلوز أوروبيًا طموحاته، فآثر الاستغناء عن باني نهضة البلوز المحلية.
معجزات الإنتر
موسمان من ذهب قضاهما البرتغالي في جنة الكالتشيو، عندما درب إنتر ميلانو العريق، فقاده إلى إنجازات قد تصنف بالإعجازية قياسًا إلى المدة القصيرة والإمكانيات المحدودة التي عمل ضمنها، إذ افتتح أول مواسمه 2008-2009 بالفوز بكأس السوبر الإيطالية، قبل أن ينهيه متوجًا بلقب الدوري الإيطالي مع النيرادزوري، وحافظ على نجاحه المحلي في موسمه الثاني 2009-2010، بالفوز ببطولة الدوري مجددًا، إضافةً إلى لقب كأس إيطاليا، ولكن الإعجاز الحقيقي كان بقيادته كتيبة محاربي الإنتر إلى الظفر بكأس الأبطال الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخهم، والأولى منذ عام 1965، وذلك بعد مشوار مبهر تجاوز خلاله العملاق الكاتالوني برشلونة في نصف النهائي، قبل أن ينتصر على العملاق البافاري بايرن ميونيخ بهدفين نظيفين في نهائي مدريد.
التجربة الملكية
لا يمكن وصف تجربة مورينو مع ريـال مدريد بالناجحة، رغم أنها استمرت زهاء ثلاثة أعوام بدأت في يوليو عام 2010، وانتهت في يونيو عام 2013، وأحرز خلالها لقبًا وحيدًا في كأس إسبانيا في موسمه الأول، ومثله في الدوري الإسباني في موسمه الثاني، قبل أن يفتتح موسمه الثالث بالفوز بكأس السوبر الإسباني، ويختتمه بخيبة كبيرة تمثلت بالخروج صفر اليدين من جميع مسابقات الموسم المحلية والأوروبية، وهو ما لم يعتد عليه مشجعو النادي الملكي والقائمون عليه، والذين كانوا يمنون النفس بلقب عاشر في الشامبيونز ليغ، فإذا بعقدة نصف النهائي تطل برأسها ثلاثة مواسم متتالية، لتقف حائلًا دون تحقيق الميرينغي بقيادة مورينو حلم العاشرة
الحنين إلى البيت الأزرق
لم تكن الأعوام الستة التي قضاها البرتغالي بعيدًا عن أسوار ستامفورد بريدج، كفيلةً بدثر عشقه القديم للبلوز، الذي وجد فيه ما لم يجد في غيره من حب الجماهير والتفافهم حوله، وهو ما دعاه للعودة إلى تدريب أسود لندن مطلع موسم 2013-2014، ليقضي أول مواسمه في إعادة هيكلة وترتيب البيت الأزرق الذي تغيرت فيه الكثير من الأشياء منذ رحيله عنه، فيجني في موسمه الثاني (الموسم الماضي) ثمار ما زرعت يداه، بعد أن بنى فريقًا صلبًا متكاملًا استطاع اكتساح أغلب منافسيه، ليحرز لقب رابطة الأندية المحترفة أولًا، ثم يتوج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الخامسة في تاريخ البلوز، والثالثة على يد السبيشال وان صانع أمجاد تشيلسي في العصر الحديث.
ورغم الانطلاقة المهزوزة في الموسم الحالي، إلا أن خبرة الـ (مو) الطويلة في الملاعب، وقدرته الفائقة على تحمل الضغوطات وتجاوز الأزمات، كفيلةٌ بإعادة البلوز إلى الدرب الصحيح، درب الانتصارات والبطولات التي اعتاد (الرجل الخاص) على إحرازها أينما حل وارتحل.
بعيدًا عن الملاعب
بعيدًا عن صخب الملاعب، يعتبر مورينو نفسه رجل عائلة من الطراز الرفيع، فهو قادرٌ على التوفيق بين عمله الصعب وتواجده مع عائلته، التي تتكون من زوجة هي البرتغالية تامي فاريا، وولدين هما الكبرى ماتيلد (19 عامًا)، والأصغر جوزيه ماريو (17 عامًا) الذي يمارس كرة القدم كلاعب في فريق كانالاس، ويتسم الرجل الخاص بامتلاكه مهارات فريدة في تعلم اللغات، فهو يتحدث خمس لغات بطلاقة هي: الإسبانية، الإنجليزية، الإيطالية، والفرنسية، فضلًا عن لغته الأم البرتغالية، كما يشتهر بأناقته وحسن اختياره لملابسه، وهو ما ينطبق عليه داخل الملاعب وخارجها.