قبل أسابيع، عقدت تركيا وهي من أقوى حلفاء أميركا في منطقة صفقة عسكرية بقيمة 4 مليار دولار مع شركة صينية مصنفة في القوائم السوداء لأميركا، وقبلها بأسابيع أخرى، عقدت المملكة السعودية، والتي يصنفها محللون بأنها واحة أمريكية، بعقد صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع روسيا، واليوم تتلقى أميركا “صفعة أخرى”، وذلك من طرف أهم حلفائها العسكريين في العالم، اليابان، والتي يجبرها دستورها على أن تكون دائما حليفا عسكريا مؤبدا لأميركا.
فإثر اجتماع عسكري مشترك لوزراء الدفاع والخارجية اليابانيين والروسيين، صرح وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا، في مؤتمر صحفي مشترك، قائلا “تعزيز التعاون في مجال الأمن وعدم الاقتصار على الاقتصاد وتبادل الزيارات يعني أننا نطور العلاقات بين اليابان وروسيا ككل”، مشيرا إلى توجه البلدين إلى عقد معاهدة سلام ستنهي النزاع الروسي الياباني القائم حول عدد من الجزر.
ويوم السبت اتفق الجانبان –الروسي والياباني- على إجراء مناورات بحرية لمكافحة الإرهاب والقرصنة وتعزيز التعاون على الصعيدين الأمني والدبلوماسي في المنطقة، ليكون ذلك تتويجا لسلسلة لقاءات –أربع- جمعت رئيس وزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الأشهر الست الماضية، اتفقا خلالها على إحياء المحادثات لتسوية النزاع.
وفي الوقت الذي تتجه فيه اليابان، الحليف التاريخي لأميركا، إلى بناء علاقة مع روسيا، الخصم التاريخي لأميركا، طالبت روسيا بالمزيد، مبدية قلقها من تحرك اليابان لتعزيز التحالف الأمني مع الولايات المتحدة بما في ذلك خطط نصب نظام رادار أمريكي للدفاع الصاروخي في اليابان، حيث قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو “نقلنا بصراحة مخاوفنا بشأن مشاركة اليابان في نظام الدفاع الصاروخي العالمي الأمريكي”.
ويذكر أن الأشهر القليلة الماضية شهدت زيارة أمريكية لليابان، شارك فيها وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل، التقيا خلالها مع نظرائهما اليابانيين، ووقع خلالها الطرفان اتفاقية جديدة لتكثيف التعاون العسكري بين البلدين شملت إنشاء منظومة دفاع صاروخية جديدة وتطوير التعاون المشترك في مجال الدفاع الالكتروني