استطاع فتى فلسطيني في التاسعة عشر من العمر قتل مستوطنين اثنين وإصابة آخريّن بجروح في عملية طعن نفذها في في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس، مساء أمس السبت، ليلقى الفتى حتفه عقب تنفيذه العملية متأثرًا بإصابته بجروح خطرة.
أصيب في الحادث رجلًا وزوجته بجروح خطرة، فيما أصيب ابنهما برصاص في القدم، وأصيب شاب رابع يبلغ من العمر 22 عامًا بجروح، وجميعهم من عائلة واحدة بحسب ما أعلنته القناة السابعة الإسرائيلية، بينما قام الإسعاف الإسرائيلي بنقلهم إلى المشفى، لتعلن مستشفى شعاري تصديق بالقدس عن وفاة اثنين من الجرحى متأثرين بالإصابة بينهما الحاخام في الجيش الإسرائيلي نحاميا ليفي البالغ من العمر 41 عامًا.
القناة الثانية الإسرائيلية أشارت إلى أن الحاخام ليفي الذي يسكن في منزل شارون منذ 23 عامًا في البلدة القديمة سمع أصوات الطعن فخرج شاهرًا مسدسه، ليقوم الفتى مهند بأخذ المسدس منه بسهولة ويصيب مستوطنين آخرين بالنار، كانوا جميعًا في طريقهم إلى حائط المبكى، بحسب ما ذكرت صحيفة يدعوت أحرونوت.
الفتى الفلسطيني منفذ العملية الذي يدعى مهند شفيق حلبي هو طالب في كلية الحقوق بجامعة القدس، ومن مدينة البيرة، قتل عقب تنفيذه عملية الطعن وخطف مسدس الحاخام لإصابة مستوطنين آخرين، حيث أصيب بطلقات رصاص من القوات الخاصة التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي التي هرعت إلى المكان بعد دقائق من بدء العملية، ليلقى حتقه متأثرًا بإصابته.
ذكر أهالي البلدة القديمة أن جنود الاحتلال عاثوا في المنطقة قرب مكان العملية، وقاموا بالاعتداء على أصحاب المحلات وأغلقوها، وشددوا الإجراءات العسكرية في المنطقة عقب عملية الطعن، حيث انتشرت قوات معززة من الجيش والشرطة الإسرائيلية في شوارع مدينة القدس، وقامت بنصب الحواجز وإغلاق الشوارع المؤدية للبلدة، وذلك بحثًا عن شريك آخر لمنفذ العملية كما ادعت السلطات الإسرائيلة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى عقب العملية وقامت باعتقال نحو أربعين شخصًا من المرابطين داخله بعد الاعتداء عليهم ومصادرة هوياتهم لإجبارهم على الخروج من ساحات المسجد، وكذلك قام الاحتلال بالاعتداء على الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى بعد خروجه من الحرم، أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع أمني طارئ ظهر اليوم.
كان الفتى مهند قد كتب منشورًا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قبل يوم واحد من تنفيذ العملية تنبأ فيه بانطلاق الانتفاضة الثالثة للشعب الفلسطيني وقال فيه: “حسب ما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنّا شعب يرضى بالذل، الشعب سينتفض، بل ينتفض”، كما كتب منشورات أخرى تندد بالسكوت عن الظلم الإسرائيلي، ودعا كذلك إلى المقاومة.
من جانبها، تبنت حركة الجهاد الإسلامي العملية وقالت إن الفتى مهند الحلبي هو أحد كوادرها، كما اعتبرتها تقدم مميز في مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مهددةً بأن يدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمن عدوانه على المقدسات، مشيرةً إلى مواصلتها المقاومة في الضفة.
فيما باركت حركة حماس العملية على لسان الناطق باسمها حسام بدران، حيث وصف العملية بالبطولية التي تضاف لسجل أعمال المقاومة المتصاعدة في الضفة، وربط التصعيد بإجراءات الاحتلال العدائية تجاه المسجد الأقصى، فيما أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن هذه العملية في القدس لن تكون الأخيرة، وأنها رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وكانت حماس قد دعت على لسان القيادي بها محمود الزهار الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية إلى حمل السلاح دفاعًا عن المسجد الأقصى من الاقتحامات المتكررة ضده.
تأتي تلك العملية بعد يومين اثنين من أخرى أودت بحياة إسرائيليين اثنين وهما “هنا ايتان، ونعاما هانكين” من مستوطنة نيريا قرب بلدة بيت فوريك، بعد إطلاق الرصاص عليهما أثناء استقلالهما سيارة، وذلك بعد تصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى ضمن خطة التقسيم الزماني والمكاني الإسرائيلية، وتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المرابطين داخل المسجد واعتقال العشرات ومنع آخرين من دخوله، بالإضافة إلى استهداف وقتل عشرات الفلسطينيين بينهم شبان وفتيات برصاص قوات الاحتلال في الكمائن الإسرائيلية، آخرهم فتاة تبلغ 18 عامًا والتي قتلت بـ 15 رصاصة أثناء تفتيشها في أحد الكمائن، وكل تلك الأسباب أدت إلى تصاعد وتيرة عمليات استهداف مستوطنين في الآونة الأخيرة.