تلقى فريق تحرير نون بوست عدة شكاوى من قرائنا في السعودية بحجب موقعنا بداية من مساء يوم الأحد 4 أكتوبر 2015، كان خبر الحجب غير متوقع، فعدد قرائنا في السعودية في تزايد مستمر، كما استطاع نون بوست تقديم تغطية مميزة للمشهد السعودي وتفاعلاته في الداخل والخارج، وهو ما حصل على إشادات المتابعين المهتمين بالشأن الخليجي والسعودي على وجه الخصوص.
منذ تأسيس نون بوست في أغسطس 2013، حاولنا تقديم رؤية متوازنة للخبر والتحليل، وازدادت عدد قراءات موقعنا لتصل لأكثر من نصف مليون قراءة شهريًا، يُشكل جمهورنا السعودي أحد أضلاعها الرئيسية.
استطاع نون بوست خلال تلك الفترة أن يكتسب ثقة عشرات الآلاف من السعوديين داخل المملكة وخارجها، بالإضافة لعشرات الكُتاب المهتمين بالشأن السعودي، السعوديين وغير السعوديين، مع عدم تجاهل قيم حرية الرأي والتعبير، ودعم خيارات الشعوب في تقرير مصيرها، وهي القيم التي يقف نون بوست للدفاع عنها، قمنا بتقديم الأخبار والتحليلات العميقة والجادة والتي تتناول الشأن السعودي من جوانبه المختلفة، فمن ناحية، قمنا بترجمة ونشر مقالات رأي وتحليلات وأخبار تتعلق بالملف الحقوقي السعودي وتحلل السياسة السعودية بتجلياتها في السياسة والاقتصاد والأمن.
عمل نون بوست في هذه الفترة كمنصة لأصحاب الآراء المختلفة للتعبير عنها، وكما قمنا بمتابعة الملف السعودي بموضوعية شديدة، قمنا كذلك بتقديم تحليلات عميقة لدور المملكة في سوريا واليمن والعراق ورصد للخلافات السعودية الإيرانية، ونجاح الساسة السعوديين في معركة أسعار النفط الأخيرة، بالإضافة لمتابعة نشاط المغردين السعوديين على تويتر والنقاشات الجادة التي يخوضها السعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا الإطار لم يقم نون بوست برفض نشر أي مقالات رأي لا تتفق ومواقف محرري الموقع.
الرسالة التي تظهر لمتصفحي نون بوست في السعودية
من ناحية أخرى، فإن إدارة موقع نون بوست لم تتلق أي تعليقات رسمية من جهات سعودية، ولم تتعرض لأي ضغوط سابقة من أجل تخفيف حدة خطاب الكُتاب المشاركين في نون بوست، بل على العكس من ذلك، قامت رموز مقربة من النظام السعودي الحاكم بنشر ومشاركة محتوى نون بوست التحليلي المتعلق بدور السعودية في المنطقة.
يضع أعضاء فريق تحرير نون بوست المعايير المهنية صوب أعينهم أثناء كتابتهم للتقارير والتحليلات، ولذلك فإن قرار الحجب لا نراه في نون بوست إلا في إطار سياسات الإقصاء وتكميم الأفواه التي أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية، بعد تبنيها من قِبل أنظمة مختلفة.
كانت توقعات إدارة نون بوست تجاه النظام السعودي شديدة التفاؤل مع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز إدارة البلاد، إلا أن استمرار سياسات العصور السابقة تدفعنا لإعادة النظر في ذلك التفاؤل، وتدفعنا للمزيد من القلق بشأن قدرة السعودية على القيام بدور فاعل في قيادة المنطقة، لا سيما بالنظر إلى الموقف السعودي المعلن من دعم خيارات الشعوب المقهورة في سوريا واليمن.
وبالرغم من الحجب غير القانوني لموقعنا، إلا أننا نود أن نؤكد أننا في نون بوست قد بدأنا بالفعل في اتخاذ الخطوات القانونية من حيث التواصل مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية لطلب رفع الحجب عن موقعنا، وللتأكيد على دور المواقع الإخبارية والتحليلية الجادة في دعم الديموقراطية والحكم الرشيد، ولم يصلنا رد حتى الآن من السلطات المعنية.
في النهاية، نقدم شكرنا الجزيل لمتابعينا في السعودية، ونعدهم بالاستمرار في الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي وبالمعايير المهنية في نقل الخبر والتحليل، بغض النظر عن الصعوبات التي قد تواجهنا في سبيل ذلك.
إدارة تحرير نون بوست