شاركت غزة في الهبة الفلسطينية التي اشتعلت في الضفة الغربية والقدس أمس رغم بعدها عنهما، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة إلى 7 أشخاص، فيما أصيب 145 آخرون بينهم أطفال، أمس الجمعة.
وأوضحت الوزارة أن العدد ارتفع من 6 إلى 7 وفيات بعد أن لقى أحد الشبان المصابين ويدعى جهاد العبيد يبلغ عمره 22 عامًا لاقى حتفه صباح اليوم متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في مواجهات الجمعة التي تمت على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة،وقامت كذلك زوارق الاحتلال بإطلاق الرصاص تجاه شواطئ القطاع ومراكب الصيادين.
وكانت مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة في قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وذلك تنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة على مناطق الضفة الغربية والقدس، وقبلها الاقتحامات المتكررة التي تمت تحت حراسة شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى، لتندلع مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينين فور وصولهم إلى المنطقة الحدودية، حيث واجهتهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع.
من جانبه، اتهم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم قوات الاحتلال بتعمد قتل المتظاهرين العزل الذين خرجوا في تظاهرات سلمية، مشيرًا إلى تعمد ويتعمدون إصابة جيش الاحتلال للشبان الفلسطينيين في الأجزاء العلوية من أجسادهم باستخدام الرصاص المتفجر، وهو السبب الرئيسي في وقوع عدد كبير من القتلى والمصابين في أقل من أربع ساعات.
فيما حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس الاحتال الإسرائيلي مسؤولية هذا التصعيد، معتبرةً على لسان الناطس باسمها سامي أبو زهري أن الدماء التي سالت في غزة دليل على حضورها في الميدان بجانب شعبها المنتفض في الضفة الغربية والقدس، كما نعت الحركة الشهداء الذين سقطوا خلال تلك المواجهات.
وفي مدينة القدس المحتلة، استشهد شاب آخر مخيم شعفاط إثر إصابته في اشتباك نشب بين قوات الاحتلال ومجموعة من الشبان الفلسطينيين المتظاهرين، وكان قوات الاحتلال قد اعتقلت الشاب بعد إصابته في ساقه وقامت بسحبه إلى داخل الحاجز الفاصل بين مدينة القدس والمخيم، ومنعتت تقديم الإسعافات الأوولية له وترك ينزف حتى اتشهد، فيما اعتقل اثنين آخرين، واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة ومن مسافة قريبة خلال تلك المواجهات.
كما استشهد شاب فلسطيني تاسع عند مدخل مستوطنة كريات أربع في الخليل، بعد قيامه بعملية طعن لشرطي إسرائيلي، فيما وقعت عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين في مواجهات اندلعت بمناطق مختلفة من الضفة الغربية، زادت وطأتها عند حاجز بيت إيل شمال رام الله وكذلك في مدن الخليل وبيت لحم وجنين.
كما شيع أهالي مدينة البيرة جثمان الشاب مهند الحلبي الذي استشهد السبت الماضي بعد قيامه بقتل مستوطنين اثنين في القدس، فيما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين في مختلف الأراضي الفلسطينية وأوقعت عشرات الإصابات بينهم نساء وأطفال، بينما توجد بعض الإصابات في حالة حرجة.
تشهد الضفة الغربية والأحياء الشرقية من القدس توترًا كبيرًا في الأسابيع القليلة الماضية، وذلك نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة من اقتحام باحات المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وبمشاركة رسمية من وزراء الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى قيام مستوطنين ببعض الانتهاكات كحرق منزل فلسطيني أدى إلى مقتل الطفل علي دوابشة على الفور ومن ثم والديه متأثرين بإصابتهما، مع قيام الكمائن الإسرائيلية بإطلاق الرصاص على من أي من تشتبه به واعتقالات كثيرة للشباب والفتيات من أبناء فلسطين.
الأمر الذي زاد من وقوع مواجهات بين فتية وشباب فلسطينيين من جانب والمستوطنين وقوات الجيش والأمن الإسرائيلية من جانب آخر، كما زادت عمليات الطعن بالسكاكين خاصةً مع استشهاد الشاب مهند الحلبي البالغ عمره 19 عامًا أثناء عقب تنفيذه عملية طعن في البلدة القديمة بالقدس التي أودتت بحياة مستوطنين اثنين بينهم حاخام في الجيش الإسرائيلي كما أصاب الفتى مستوطنيّن آخريّن.