تمر العلاقات المغربية الجزائرية بحالة من التوتر الشديد ظهرت في استدعاء المغرب سفيرها في الجزائر، واحتجاج الجزائر رسميا لدى القائم بالأعمال المغربي على حادث اعتداء على مبنى القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء.
الأزمة التي بدأت الاثنين الماضي عندما شاركت الجزائر في مؤتمر “دعم الشعب الصحراوي” في أبوجا بنيجيريا، ففي خطاب قرأه نيابة عن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه وزير العدل الطيب لوح المؤتمر، اعتبر بوتفليقة أن “الجزائر لا تزال على قناعة بأن توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل تكفل الأمم المتحدة بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية يعتبر ضرورة ملحة”.
بعد ذلك بيومين، ويوم الأربعاء الماضي استدعى المغرب سفيره في الجزائر يوم احتجاجا على التصريحات “الاستفزازية” للرئيس الجزائري.
الأحداث تصاعدت بشكل كبير بعدما أقدم أحد النشطاء المغاربة على إسقاط العلم الوطني الجزائري من على مبنى القنصلية العامة الجزائرية بالدار البيضاء في الوقت الذي كان العشرات قد بدأوا مظاهرة أمام القنصلية ضدّ الخطاب “التحريضي”.
https://www.youtube.com/watch?v=a4rCM_3RM2o
الناشط المنتمي إلى صفوف “حركة الشباب الملكي”، غافل الحراسة الأمنية لاعتلاء مقر القنصلية العامة والوصول إلى موقع العلم وإنزاله، ما أدى بضباط الشرطة المكلفين بمراقبة المظاهرة باعتقاله، إلا أن الاعتقال لم يكن كافيا بالنسبة للجزائر التي أدانت ما وصفته بالفعل الصارخ لانتهاك مكاتب قنصليتها العامة، بالإضافة إلى استدعاء المكلف بالأعمال للمملكة المغربية في الجزائر، وتمت مطالبته بتقديم “توضيحات مفصلة” عن موضوع الاعتداء على قنصليتها في المغرب.
الخلاف الجزائري المغربي عميق ومتجذر حيث تستضيف الجزائر حركة البوليساريو التي تقاتل لاستقلال المنطقة. فالعديد من دول العالم تدعم سيادة المغرب على الصحراء الغربية ومن ضمنها جامعة الدول العربية باستثناء الجزائر.
يرى البعض أن النزاع امتداد لحرب الرمال الحدودية بين المغرب والجزائر، حيث سعت هذه الأخيرة إلى خلق مشلكل في الصحراء الغربية وحركات انفصالية لإضعاف المغرب، وهذا ما يؤكده الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه الجزائر لجبهة البوليساريو ا منذ تأسيسها.