أطلق كتاب ومثقفون خليجيون حملة شعبية تهدف إلى إذابة الفوارق الاجتماعية في حالات الزواج والمصاهرة، تحت عنوان “مِن مواخيذنا”، والتي تأتي ردًا على الجملة الكويتية الشهيرة “مو من مواخيذنا”.
وتسعى الحملة، كما صرح الإعلامي والصحفي الكويتي محمد الوشيحي، في بداياتها إلى طرح الموضوع للنقاش، في المجالس الخاصة والديوانيات ووسائل التواصل والإعلام وغيرها، عبر إعلان المؤيدين لها عن التوقف عن النظر إلى أجزاء كبيرة من المجتمعات الخليجية بنظرة عنصرية تقلل من شأنها، وتهين آدميتها وكرامتها.
وقال الوشيحي، الذي أطلق الحملة من حسابه الشخصي على “سناب شات” ولاقت صدًا واسعًا لدى متابعيه، عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر: “حملة من مواخيذنا لا تسعى إلى كسر هذا التابو منذ اللحظة الأولى، لذا سنبدأ بإعلان عدم الوقوف ضد أي مصاهرة بين فئتين مختلفتين فالناس أحرار”. وتدشن العادة الجديدة مبدأ حرية الناس في قرارات الزواج، بغض النظر عن النسب والمكانة الاجتماعية.
وأضاف “الوشيحي”، في تصريحات صحفية: “أتحدث هنا بصيغة الجمع، فالقضية ليست قضيتي الشخصية، بل قضية عدد كبير من الناس الذين أظهروا حماستهم بمجرد حديثي عن نيتي بدء الحملة، لذا لا نحلم باجتثاث هذه العادة التمييزية من جذورها، لكننا نطمح إلى وضعها على الطاولة، أمام مرأى الجميع، ونأمل بنقل النقاش حولها من الغرف المغلقة إلى المنتديات العامة ووسائل التواصل ووسائل الإعلام، فالحملة تسعى إلى تحريك المياه الراكدة لتنبيه الغافلين في بلدان الخليج العربي” بحسب العربي الجديد.
وأكد على علمه بتكلفة إطلاق مثل هذه الحملة بقوله: “نعرف أن حملتنا ستتعرض لهجوم مضاد، ممن يعتقدون أننا ارتكبنا جرمًا بحق العادات التي يعبدها ويقدسها، من دون أن يدري أنه وصل إلى هذه المرحلة، وأضاف بحسب الردود والتعليقات التي تلقيتها، في تويتر أو سناب شات أو حتى على مقالاتي في الصحف، أزعم أنني لم أجد مثقفًا واحدًا عارض فكرة الحملة، بل على العكس، أعلنوا عن دعمهم لها، أما سكوتهم السابق عنها، فلمعرفتهم بقيمة فاتورتها الاجتماعية الباهظة، ونتفهم موقفهم السابق، لكن “أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا”.
ولفت إلى أن الحملة “تهدف إلى عرض القضية أمام الناس، وتركهم يناقشونها في منتدياتهم ومجالسهم، كما يحدث الآن، وبعد ذلك تقديم الدعم الإعلامي للمتضررين من هذه العادة، حتى الوصول إلى مرحلة يرفض فيها المجتمع هذه التمييز القبلي في الزواج، ويتطهر منها، لكن التغيير الاجتماعي يحتاج إلى سنوات وليس شهورًا وأسابيع، ونحن، في حملتنا هذه، أعلنا عن بدء مسيرة التغيير”.
وأشار إلى أن الهدف من الحملة والمطلوب منها بدايةً “ليس الموافقة على مصاهرة المختلفين معك اجتماعيًا، بل عدم الاعتراض على من يقدم على هذه المصاهرة، فالجميع يعلم أنّ من يكسر هذه العادة، من أبناء وبنات القبائل أو العائلات، التي تعتبر نفسها أصيلة، يُنبذ من قِبل أهله وفئته، ويُعاقب أبناؤه وبناته وأخوته، وهنا سنتعامل بواقعية ونركز في انطلاقة الحملة على عدم نبذ من يكسر الحاجز، وعدم تشويه سمعته”.
ولكسر مثل هذه الأفكار، الأمر يتطلب فك شراكة القدسية بين العادات والدين، ليعلق الوشيحي قائلًا: “أكثر من ذلك، أزعم أنّ بعض العادات باتت أكثر قدسية من الدين، في أذهان البعض، ولا أدري لماذا تم التخلي عن بعض العادات الجميلة، والتمسك بهذه العادة، إلى درجة مرعبة”.
الإعلامي علي الظفيري يؤكد بأنه من غير المنطقي أن هناك “دم” أنقى من الأخر ، ويضيف:
ويؤكد بأن الهدف هو:
المغردة نوره ترى أن هناك تلاعب في نصوص الدين التي تحث على نبذ العنصرية، فتقول:
يستخدمون الدين بالموضع الذي يريدون يستذكرون حديث ان اكرمكم عند الله اتقاكم متى شائو ويتناسونه متى ارادو #حملة_مِن_مواخيذنا
— الى أين ياوطن النهار (@miss_nouraq8) October 9, 2015
في حين تتعجب فاطمة قائلة:
خلقنا الله سواسيه ثم نميز بين بعضنا البعض بالفصل والاصل والمذهب وامور اخرى ليس لنا يد بإختيارها فبأسمها نتباهى ونتعالى! #حملة_مِن_مواخيذنا
— فاطمة. (@_fa6ima1) October 10, 2015
وتشير الناشطة سارة الدريس بأن التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب من الجهل، وتضيف:
الفخر بالأحساب و الطعن بالأنساب .. من سلوكيات الجاهلية ..
فلا تكن جاهلا ..
و قيم الإنسان باحترامه و أخلاقه#حملة_مِن_مواخيذنا
— سارة الدريس (@saraaldrees) October 10, 2015
وتدعوا إلى تقييم الإنسان على ما يختاره بإرادته:
لم يولد الإنسان مختارا لونه ولا أصله
فكيف تعيّر إنسان بأمر اختاره الله له؟
قيمه على اخلاقه و احترامه .. قيمه على ما يختار#حملة_مِن_مواخيذنا
— سارة الدريس (@saraaldrees) October 10, 2015
ويصف عبد الله ذياب العنصرية “بالمرض”:
#حملة_مِن_مواخيذنا
أمراض عنصرية يتناقلها الأبناء عن الآباء والأجداد ثم ما يلبثوا أن يكتشفوا أن مسألة الدم ماهي إلا أكذوبة تعاظمت بالتقليد.
— Abdullah Thyab (@AbduThyab) October 10, 2015
ولعل الحادثة الأبرز في الآونة الأخيرة في السعودية، وهي قصة زواج شاب من قبيلة “الرشيدي” على فتاة من قبيلة “حرب”؛ حيث اعترض وجهاء وأعيان إحدى القبائل على زواج فتاة من قبيلتهم بشاب من قبيلة أخرى بحجة عدم تكافؤ نسبها مع نسبه على حد زعم أعيان قبيلتها.