حملة خليجية لإذابة الفوارق الاجتماعية في حالات الزواج والمصاهرة

04-08-14-661941588

أطلق كتاب ومثقفون خليجيون حملة شعبية تهدف إلى إذابة الفوارق الاجتماعية في حالات الزواج والمصاهرة، تحت عنوان “مِن مواخيذنا”، والتي تأتي ردًا على الجملة الكويتية الشهيرة “مو من مواخيذنا”.

وتسعى الحملة، كما صرح الإعلامي والصحفي الكويتي محمد الوشيحي، في بداياتها إلى طرح الموضوع للنقاش، في المجالس الخاصة والديوانيات ووسائل التواصل والإعلام وغيرها، عبر إعلان المؤيدين لها عن التوقف عن النظر إلى أجزاء كبيرة من المجتمعات الخليجية بنظرة عنصرية تقلل من شأنها، وتهين آدميتها وكرامتها.

وقال الوشيحي، الذي أطلق الحملة من حسابه الشخصي على “سناب شات” ولاقت صدًا واسعًا لدى متابعيه، عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر: “حملة من مواخيذنا لا تسعى إلى كسر هذا التابو منذ اللحظة الأولى، لذا سنبدأ بإعلان عدم الوقوف ضد أي مصاهرة بين فئتين مختلفتين فالناس أحرار”. وتدشن العادة الجديدة مبدأ حرية الناس في قرارات الزواج، بغض النظر عن النسب والمكانة الاجتماعية.

وأضاف “الوشيحي”، في تصريحات صحفية: “أتحدث هنا بصيغة الجمع، فالقضية ليست قضيتي الشخصية، بل قضية عدد كبير من الناس الذين أظهروا حماستهم بمجرد حديثي عن نيتي بدء الحملة، لذا لا نحلم باجتثاث هذه العادة التمييزية من جذورها، لكننا نطمح إلى وضعها على الطاولة، أمام مرأى الجميع، ونأمل بنقل النقاش حولها من الغرف المغلقة إلى المنتديات العامة ووسائل التواصل ووسائل الإعلام، فالحملة تسعى إلى تحريك المياه الراكدة لتنبيه الغافلين في بلدان الخليج العربي” بحسب العربي الجديد.

وأكد على علمه بتكلفة إطلاق مثل هذه الحملة بقوله: “نعرف أن حملتنا ستتعرض لهجوم مضاد، ممن يعتقدون أننا ارتكبنا جرمًا بحق العادات التي يعبدها ويقدسها، من دون أن يدري أنه وصل إلى هذه المرحلة، وأضاف بحسب الردود والتعليقات التي تلقيتها، في تويتر أو سناب شات أو حتى على مقالاتي في الصحف، أزعم أنني لم أجد مثقفًا واحدًا عارض فكرة الحملة، بل على العكس، أعلنوا عن دعمهم لها، أما سكوتهم السابق عنها، فلمعرفتهم بقيمة فاتورتها الاجتماعية الباهظة، ونتفهم موقفهم السابق، لكن “أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا”.

ولفت إلى أن الحملة “تهدف إلى عرض القضية أمام الناس، وتركهم يناقشونها في منتدياتهم ومجالسهم، كما يحدث الآن، وبعد ذلك تقديم الدعم الإعلامي للمتضررين من هذه العادة، حتى الوصول إلى مرحلة يرفض فيها المجتمع هذه التمييز القبلي في الزواج، ويتطهر منها، لكن التغيير الاجتماعي يحتاج إلى سنوات وليس شهورًا وأسابيع، ونحن، في حملتنا هذه، أعلنا عن بدء مسيرة التغيير”.

وأشار إلى أن الهدف من الحملة والمطلوب منها بدايةً “ليس الموافقة على مصاهرة المختلفين معك اجتماعيًا، بل عدم الاعتراض على من يقدم على هذه المصاهرة، فالجميع يعلم أنّ من يكسر هذه العادة، من أبناء وبنات القبائل أو العائلات، التي تعتبر نفسها أصيلة، يُنبذ من قِبل أهله وفئته، ويُعاقب أبناؤه وبناته وأخوته، وهنا سنتعامل بواقعية ونركز في انطلاقة الحملة على عدم نبذ من يكسر الحاجز، وعدم تشويه سمعته”.

ولكسر مثل هذه الأفكار، الأمر يتطلب فك شراكة القدسية بين العادات والدين، ليعلق الوشيحي قائلًا: “أكثر من ذلك، أزعم أنّ بعض العادات باتت أكثر قدسية من الدين، في أذهان البعض، ولا أدري لماذا تم التخلي عن بعض العادات الجميلة، والتمسك بهذه العادة، إلى درجة مرعبة”.

الإعلامي علي الظفيري يؤكد بأنه من غير المنطقي أن هناك “دم” أنقى من الأخر ، ويضيف:

ويؤكد بأن الهدف هو:

المغردة نوره ترى أن هناك تلاعب في نصوص الدين التي تحث على نبذ العنصرية، فتقول: 

في حين تتعجب فاطمة قائلة:

وتشير الناشطة سارة الدريس بأن التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب من الجهل، وتضيف:

وتدعوا إلى تقييم الإنسان على ما يختاره بإرادته:

ويصف عبد الله ذياب العنصرية “بالمرض”:

ولعل الحادثة الأبرز في الآونة الأخيرة في السعودية، وهي قصة زواج شاب من قبيلة “الرشيدي” على فتاة من قبيلة “حرب”؛ حيث اعترض وجهاء وأعيان إحدى القبائل على زواج فتاة من قبيلتهم بشاب من قبيلة أخرى بحجة عدم تكافؤ نسبها مع نسبه على حد زعم أعيان قبيلتها.