أكد الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي في مقال له نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أنه “لن يكون هناك سلام حتى ينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”، حيث رأى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن المشكلة الحقيقية في عدم التوصل إلى اتفاق سلام تكمن في اختيار دولة الاحتلال الإسرائيلية استمرار الاحتلال على السلام، كما استخدمت المفاوضات ستارًا لتطوير مشروعها الاستعماري بحسب ما ورد في مقال البرغوثي.
كما أكد أن التصعيد لم يبدأ في الوقت الحالي مع استهداف المستوطنين، بل بدأ منذ فترة طويلة، ومازال مستمرًا منذ سنوات عدة، ودعا خلال مقاله إلى ضرورة التركيز على أسباب هذا التصعيد وبالتحديد حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعلى رأسها حقه في الحرية، حيث قال: “إن الاستعمار يكثف من أدواته ويصعّد في اعتداءاته، فكل يوم يتم قتل الفلسطينيين وجرحهم واعتقالهم، ولا يزال الحصار مستمرًا على أبناء شعبنا في قطاع غزة مما يفاقم الاضطهاد والمعاناة”.
ذكر البرغوثي في مقاله أن كل حكومات العالم تعلم حقيقة المشروع الاستعماري الإسرائيلي ومع ذلك لا يزال العديد منها يتظاهر بأن العودة إلى تجارب الماضي الفاشلة في إشارة إلى “مفاوضات السلام” يمكن أن يحقق الحرية والسلام، مشيرًا إلى أنه من الجنون فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتوقع نتائج مختلفة.
وأضاف أنه لا يمكن إدارة مفاوضات جديدة دون التزام إسرائيل بالانسحاب من كامل الأرض الفلسطينية التي احتلتها في عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، وكذلك الوقف الكامل للسياسات الاستعمارية كافة، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة، وإطلاق سراح كافة الأسرى، إذ قال “فإننا لن نتعايش مع الاحتلال ولن نستسلم له”.
وتساءل البرغوثي في مقاله “ما المطلوب منا في غياب تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والإفلات من العقاب أو حتى توفير الحماية؟”، وعقب قائلًا “هل المطلوب أن نقف موقف المتفرج وانتظار اعتقال أو حرق العائلة الفلسطينية التالية أو انتظار التوصل إلى التسوية القادمة؟”، كما ذكر أن العالم يعرف أن القدس هي الشعلة التي تستطيع أن تضيء طريق السلام وأنها الشرارة أيضًا التي ممكن أن تندلع بها الحرب.
وتابع: “لماذا إذا يقف العالم متفرجًا أمام الهجمات الإسرائيلية المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني في المدينة وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة ضد المسجد الأقصى المبارك؟ إن جرائم إسرائيل لا تدمر حل الدولتين على حدود 1967 وتنتهك القانون الدولي فحسب، بل تهدد بتحويل صراع سياسي قابل للحل إلى حرب دينية أزلية تهدد مستقبل المنطقة التي تشهد تقلبات غير مسبوقة”.
كما بعث البرغوثي برسالة قال فيها “إن الإنسان بطبيعته يتطلع للحرية ويناضل ويضحي من أجلها، وإن حرية الشعب الفلسطيني طال انتظارها وهي حق واستحقاق، فمع اندلاع الانتفاضة الأولى، أقرّت الحكومة الإسرائيلية سياسة “اكسروا عظامهم لكسر إرادتهم” ولكن أثبت شعبنا الفلسطيني، جيلاً بعد جيل، بأن لديه مخزون نضالي لا ينضب وأن إرادته لا تكسر ولا داعي لتكرار الاختبار”.
وأضاف متحدثًا عن الجيل الفسلطيني الجديد قوله: “لم ينتظر هذا الجيل الفلسطيني الجديد نتائج محادثات المصالحة كي يجسد وحدة وطنية فشلت الفصائل في تحقيقها، كما لم ينتظر التعليمات لكي يمارس حقه، بل واجبه، بمقاومة هذا الاحتلال وها هو يقف بصدوره العارية أمام إحدى أعتى القوى العسكرية في العالم، وبالرغم من ذلك فإن كلنا إيمان بحتمية النصر في معركة الحرية والكرامة، وبأن العلم الفلسطيني الذي رفعناه بفخر واعتزاز في الأمم المتحدة سيرفع فوق أسوار القدس، وسيرفرف في سمائها معلنًا استقلالنا”.
وختم البرغوثي مقالته قائلًا: “لقد التحقتُ بالثورة الفلسطينية قبل أربعة عقود، واُعتقلت لأول مرة وأنا في الخامسة عشرة من عمري، ولم يمنع ذلك دعمي للسلام وفقًا للشرعية الدولية ولكن حكومة الاحتلال تدمر هذا الحل يومًا بعد يوم، وبعد 20 عامًا أمضيتها في سجون الاحتلال، بما في ذلك الــ13 عاما المنصرمة، أعيد وأكرر بأن هذه الأعوام رسّخت قناعتي بحقيقة ثابتة: أن اليوم الأخير في عُمر الاحتلال هو اليوم الأول للسلام، ولذلك فمن يريد السلام عليه أن يعمل وفورًا على إنهاء الاحتلال”.
يُذكر أن القيادي بحركة فتح والمجلس الوطني الفسلطيني مروان البرغوثي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية في العام 2002 من منزله وقدمته للمحاكمة التي أدين فيها من قِبل الاحتلال بتهم القتل والشروع بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات.
المصدر: الجارديان/ ترجمة وكالة سما الإخبارية