يبدو أن مصير الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح اقترب على نهايته، فحواره الأخير مع قناة الميادين، على الرغم من الصلابة التي أراد أن يبدو بها، إلا أنه حمل الكثير من رسائل المغازلة تشير إلى بحثه عن مخرج، وتزامن الحوار مع عدد من التحركات للمخلوع تشير إلى سعيه للتخلي عن الحوثيين مقابل أمنه وسلامته.
تأكيد صالح المستمر على استعداده لتنفيذ القرار 2216 والالتزام بالنقاط السبع التي تم التوافق عليها في مسقط، تعد من أبرز مؤشرات بحثه عن مخرج من الأزمة، خاصة أن النقاط السبع من الممكن أن تحمي “صالح” من المحاسبة بشكل كبير.
وتشمل النقاط السبع، التي تم التوافق عليها في مسقط بين وفد الحوثي وحزب صالح مع المبعوث الأممي، التزام جميع الأطراف بقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار رقم 2216، كما تشمل بالتزام كافة الأطراف بوقف دائم وشامل لإطلاق النار، وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، والاتفاق على رقابة محايدة على تنفيذ الآلية التي سيتم الاتفاق عليها، بإشراف الأمم المتحدة.
كما تتضمن أيضًا الالتزام بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من كل الأطراف، وتسهيل أعمال الإغاثة، وعودة حكومة خالد بحاح لتمارس مهامها من صنعاء كحكومة تصريف أعمال لفترة لا تتجاوز 90 يومًا، يتم خلالها تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تتعارض مع الدستور.
وتلزم النقاط السبع كافة أطراف النزاع استئناف المفاوضات برعاية أممية، على أن تلتزم جميع الأطراف بتسليم السلاح الثقيل للدولة وفقًا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
صالح يغازل مصر والإمارات
حرص صالح في حواره الذي أذيع أمس، الإثنين، على تغيير لغة خطابه والبحث عن مخرج من الأزمة، فعلى الرغم من هجومه الشديد على المملكة العربية السعودية إلا أنه وجه رسائل عدة لكلًا من دولة الإمارات العربية وللنظام المصري الحالي.
وكانت أبرز الرسائل التي حرص صالح على توجيهها للإمارات هو التأكيد على العلاقات الوثيقة معها وأنه لا خلافات بينهم، مشيرًا إلى أن ابنه أحمد مازال يقيم بها ولا يخضع لأي مشكلة أمنية، متهمًا السعودية بزج الإمارات بالحرب.
وعلى الرغم من تأكيد وسائل الإعلام التابعة لصالح تورط قواته في جريمة مقتل الجنود الإماراتيين بمنطقة مأرب في سبتمبر الماضي إلا أن صالح حرص على نفي علاقته تمامًا بالحادث واصفًا إياه بالحادث الإرهابي.
وحاول صالح استغلال الموقف الإماراتي تجاه جماعة الإخوان المسلمين، فألقى باللوم في الأحداث على جماعة الإخوان معتبرًا أن حربه هي ضدها فحسب، وربط بين تنظيم الدولة في اليمن والإخوان بقوله “داعش هي الإخوان المسلمين، وأنا قاتلتهم قبل أن يقاتلهم أحد في وقت مبكر، نعم يا إخوان، أنتم داعش وأنتم تنظيم القاعدة”.
كما وجه رسالة في نفس الإطار لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي قائلًا، “هؤلاء الإخوان هم الشر والبلية التي تحدث في الدول العربية والإسلامية، ما يجري في سوريا سببه الإخوان، ما يجري في العراق والأردن ومصر هم وراءه أيضًا”، وأضاف “للأسف نحن هللنا حينما حلّ الأخ عبد الفتاح السيسي مكان الإخوان في مصر، لكنه اليوم يتحالف معهم هنا في اليمن لفصل الشمال عن الجنوب”.
صالح يثمن موقف الكويت
وعلى الرغم من توجيه رسائل واضحة للإمارات ومصر من قِبل صالح إلا أنه حرص أيضًا على مخاطبة دول خليجية أخرى وأبرزها الكويت؛ حيث امتدحها وقال إن لديها نوعًا من العقلانية، ونثمن دورها، وبرر موقفه من اجتياح صدام حسين للكويت وواصل قائلًا إن مدحه يأتي “بالرغم أن الكويت شاركت وتشارك طائراتها بالعدوان على اليمن”.
صالح يهاجم أمريكا ويدعي الحصول على دعمها
على الرغم من مهاجمته للولايات المتحدة الأمريكية، واعتباره أن التحالف العربي المشترك بقيادة السعودية يحظى بدعم “أمريكي صهيوني” إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة عرضت عليه مخرجًا آمنًا حيث قال، “قبل عشرة أيام عرض عليّ الأمريكان بأن تأتيني خمس طائرات هليكوبتر تنقلني ومن أريد إلى حيث شئت، إلا أنني رفضت ذلك بشكل قطعي”.
صالح يواصل تخليه عن الحوثيين
تخلي صالح عن الحوثيين تجلى الفترة الماضية في عدة مواقف، أبرزها رسالته الأخيرة التي نقلها مندوب عنه لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، والتي أكد فيه التزامه بقرارات الأمم المتحدة والتي ستلزم حلفاءه بالانسحاب من كافة المدن التي احتلوها، بالإضافة لنزع سلاحهم.
كما تجلى ذلك التخلي في حواره بنفيه لأي دور له في الصراع الحالي، واعتباره صراع بين الحوثيين ومذهبهم الشيعي، والسعودية ومنهجها “الوهابي”، على حد وصفه، حيث قال مخاطبًا السعودية “إذا كان لديكم خلاف مذهبي مع أنصار الله (الحوثيين) بسبب منهجكم الوهابي، فما دخل الشعب اليمني بهذا؟”.
وعلى الرغم من تصريحات “صالح” المهددة لقوات التحالف وإعلان إعلامه الدائم عن عمليات قواته ضد قوات التحالف، إلا أنه وخلال حواره الأخير مع قناة الميادين نفى أن يكون له قوات تقاتل على الأرض، وقال بنبرة استعلائية “لو كان علي صالح يقاتل لتغيرت الموازنة تمامًا، وهم يعرفون ذلك جيدًا”.