تحيي تونس اليوم الخميس 15 أكتوبر 2015 الذكرى الـ 52 لعيد الجلاء، تاريخ خروج آخر جندي فرنسي من الأراضي التونسية في 15 أكتوبر 1963.
وتشير معركة الجلاء كما تسمى رسميًا في تونس، إلى المواجهة المسلحة التي دارت في يوليو 1961 بين القوات الفرنسية المستعمرة المرابطة قرب مدينة بنزرت، شمالي البلاد، التي كانت تضم أهم قاعدة بحرية وجوية لفرنسا خارج ترابها، باعتبار موقعها الإستراتيجي وتعلق فرنسا بحربها في الجزائر، والجيش التونسي تسانده أعداد من المتطوعين.
وانطلقت معركة الجلاء بنزول الجنود الفرنسيين إلى ساحة المعركة بداية شهر يوليو 1961 بعد أن دعا الحزب الحر الدستوري الحاكم آنذاك إلى الحرب لاستعادة بنزرت.
وتواصلت المواجهات الى حين صدور القرار رقم 164 عن مجلس الأمن الدولي يوم 22 يوليو 1961 القاضي بالوقف الفوري لإطلاق النار بعد ما كان ذلك اليوم الأكثر دموية في المعركة، لترك الفرصة أمام المفاوضات بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية برعاية دولية.
وفي 18 سبتمبر من سنة 1961 تم التوصل لاتفاق تونسي فرنسي ينص على “إجلاء فرنسا قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها”، وفي يوم 15 أكتوبر 1963، غادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلانًا عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس والتي بدأت يوم 12 مايو 1881.
وخلفت هذه المعركة خسائر فادحة في الجانب التونسي، حيث اضطرت بنزرت إلى دفن عدد كبير من الشهداء في مقابر جماعية ليقام لهم فيما بعد نصب تذكاري تخليدًا لذكراهم.
وتناقضت المواقف تجاه معركة الجلاء بين من يرى فيها،”معركة بورقيبة”، كان بالإمكان تفاديها، خاصة بعد اقتناع الغرب بحق الشعوب قي تقرير مصيرها، ولقاء بورقيبة مع شارل ديغول في رومبويي، الذي عكس رغبة فرنسا في الوصول إلى اتفاق حول بنزرت خصوصًا وأنها كانت تربط ذلك بخروجها من الجزائر،وبين من يرى فيها معركة شعب وإن كانت كلفتها باهظة الثمن، إذ أثمرت عن الجلاء التام للقوات الفرنسية عن بنزرت باعتبارها جزء لا يتجزء من هذا الوطن.