فجأة توقفت النخبة المصرية وإعلامها عن دق طبول الحرب وإعلان أن سد النهضة الذي تعتزم دولة إثيوبيا إنشائه سيحول مصر إلى صحراء جرداء وسيودي بنا جميعا إلى الهلاك.
هذه الأزمة كشفت عن الوجه القبيح لمن يسمون أنفسهم بـ “النخبة السياسية”، حيث أخذوا طوال عام كامل من حكم أول رئيس منتخب للبلاد، يبحثون عن الأزمات، ويساهموا في تعقيدها، دون أي محاولة يكونوا جزءاً من الحل.
وتناسوا أن خطوة إثيوبيا بإنشاء سد النهضة كانت قبل تولى مرسي الحكم عندما أعلنت عن وضعها لحجر الأساس في الثاني من إبريل عام ٢٠١١، مما يعني أن مثل هذه الخطوة، سبقها سنوات طويلة من التفكير والإعداد والدراسات من جهات عديدة ورسوم هندسية واتفاق مع شركات التنفيذ وكل هذا تم في عهد المخلوع مبارك.
الطريف في الأمر أن حازم الببلاوي الذي خرج علينا وقت حكم مرسي هو وأبو الغار ليعلنا من خلال مؤتمر صحفي أن سد النهضة يمثل خطورة على مستقبل الشعب المصري، واعتبر أن تعامل مرسي مع الأزمة دون المستوى، يرى اليوم أن هذا السد سيكون مصدر رخاء لمصر، متجاهلا تقرير اللجنة الثلاثية الدولية والتي أكدت على أنه كإرثي ويمثل خطورة على مستقبل المصريين.
تصريحات الببلاوي جاءت قبل أيام من بدء المباحثات بين مصر وإثيوبيا والسودان غدا في العاصمة السودانية الخرطوم. فبعد أن رضخت إثيوبيا أخيرا بالجلوس لأول مرة بعد أن أعلنت رفضها للاستماع إلى مخاوف مصر حول هذا السد، يخرج علينا الببلاوي معلنا أنه لا مشكلة منه، بل إنه مصدر رخاء وتنمية وخيرات.
إذا فلماذا الجلوس مع إثيوبيا للنقاش حول مشاكل هذا السد بالنسبة لنا، طالما أنه سيعم الرخاء على الجميع من ورائه؟