الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)
تدور هذه الأيام عجلة المباريات الدولية في جميع قارات المعمورة، ضمن نطاق ما يدعى بأسبوع الفيفا، وهو أسبوع معين من كل شهر أو أكثر، يقتصر فيه النشاط الكروي على إقامة المباريات بين المنتخبات الوطنية، سواء ضمن تصفيات البطولات العالمية والقارية، أو الودية الاستعدادية، بمعدل مباراة أو اثنتين لكل منتخب، يتم الاتفاق على مواعيدها سلفًا بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من جهة، وبين الاتحادات المحلية التي تمثل أندية كرة القدم في بلادها من جهة أخرى، وينص الاتفاق على أن تسمح الأندية للاعبيها بالالتحاق بمنتخبات بلادهم عند الطلب، وذلك قبل ثلاثة أيام – كحد أدنى – من انطلاق مبارياتهم ضمن أسبوع الفيفا.
وما دمنا في الحديث عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، فلا بد من التطرق إلى فضيحة الفساد المدوية، التي ضربت أروقته وهزت كيانه مؤخرًا، بعد أن ارتفعت الأصوات الخافتة التي كانت تتهامس منذ سنين، عن غرق أكبر كيان رياضي يحكم عالم كرة القدم في مستنقع وخم من الفساد المالي، وخرجت إلى العلن وثائق وثبوتيات تدين أغلب أعضاء الاتحاد الدولي، وبعض أعضاء الاتحادات القارية، بتلقي الرشى والبراطيل مقابل تقديم تسهيلات تتعلق باستضافة الأحداث الرياضية الهامة، ولم تستثن التحقيقات التي لاتزال أحداثها تتوالى فصولًا في المحاكم الأمريكية والسويسرية، أي شخصية يُشك في ضلوعها بجرائم الفساد، حتى وصل الأمر أخيرًا إلى رأس الهرم الكروي العالمي السويسري جوزيف بلاتر، الذي صدر في حقه أخيرًا قرارًا يقضي بإيقافه عن ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم لمدة 90 يومًا، شأنه شأن رئيس أهم اتحاد قاري للعبة، الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والذي كان أبرز المرشحين لخلافة بلاتر في سدة رئاسة الفيفا.
حكاية جدول تصنيف المنتخبات الشهري
قبل مونديال 1994، كانت قرعة دور المجموعات في جميع بطولات كرة القدم التابعة للفيفا، تقام على أسس متباينة غير دقيقة، كنتائج البطولات السابقة مهما قدمت، أو التوزيع الجغرافي، أو حتى الترتيب الأبجدي، هذا التقسيم كان يؤدي إلى كثير من الظلم والإجحاف في حق بعض المنتخبات، التي قد تجد نفسها ضمن مجموعات نارية تفرض عليها وداع البطولات من أدوارها الأولى، مقابل مسيرات هينة مفروشة بالورود لمنتخبات أخرى تخدمها القرعة، هذا الواقع فرض على الفيفا إيجاد حل يضمن مزيدًا من الدقة والموضوعية والعدالة في تقسيم الفرق، وذلك عبر إيجاد نظام تصنيفي دوري خاص بمنتخبات كرة القدم، يعتمد على نتائج المباريات ضمن فترة زمنية معينة، أسوةً بألعاب رياضية أخرى كالتنس، فكان شهر كانون الأول من عام 1992، موعدًا لإطلاق أول تصنيف شهري خاص بمنتخبات الاتحادات الوطنية التابعة للفيفا، وكان عددها 167 اتحادًا من جميع قارات العالم، وتصدره حينها المنتخب البرازيلي.
وقد كان أساس التصنيف بسيطًا للغاية عند تأسيسه، بحيث يمنح ثلاث نقاط للفائز ونقطةً واحدةً للمتعادل ولا شيء للخاسر، ويراكم نقاط كل منتخب في الأعوام الثمانية الأخيرة، واستمر العمل بهذا التصنيف حتى مطلع عام 1999، حيث خضع لتعديلات جذرية، أصبحت بموجبها النقطة التصنيفية تعادل عشر نقاط قديمة، كما أصبح هناك قيمة لعوامل أخرى كعدد الأهداف المسجلة، ومكان المباراة (على ملعب الفريق أو خارجه)، إضافةً إلى قوة الخصم (ترتيبه على جدول التصنيف)، وأهمية المباراة (ضمن نهائيات أو تصفيات أو ودية)، وبقيت هذه المعايير على حالها حتى شهر يوليو من عام 2006، حيث أجريت بعض التعديلات الطفيفة عليها، بحيث اختصرت مدة تراكم النقاط إلى أربعة أعوام بدلًا من ثمانية، وأضيف معيار جديد يتعلق بتصنيف الاتحاد القاري (مباريات منتخبات الاتحادين الأوروبي والأمريكي الجنوبي تحظى بنقاط أعلى من نظيرتها في بقية الاتحادات القارية)، لتتخذ المعايير المتبعة في تصنيف الفيفا شكلها النهائي الذي لايزال معتمدًا حتى يومنا هذا.
منتخب العام
تعاقبت على صدارة جدول التصنيف منذ تأسيسه سبعة منتخبات وطنية فحسب، هي: البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، الأرجنتين، إسبانيا، وهولندا، وقد اتفق على تتويج المنتخب الذي ينهي العام في صدارة التصنيف بجائزة (منتخب العام)، والتي احتكرتها خمسة من هذه المنتخبات السبعة، على رأسها منتخب السيليساو الذي أنهى 12 عامًا في صدارة التصنيف، ومن ورائه المنتخب الإسباني الذي فاز بالجائزة ستة أعوام متتالية إبان عصره الذهبي، أما جائزة العام الماضي فاستحقها المنتخب الألماني بعد فوزه بكأس العالم، فيما احتل منتخبا الأرجنتين وكولومبيا المركزين الثاني والثالث.
وهاكم قائمة تفصيلية بالمنتخبات الخمسة الفائزة بجائزة (منتخب العام) منذ تأسيسها:
البرازيل: 12 مرة، أعوام: 1994، 1995، 1996، 1997، 1998، 1999، 2000، 2002، 2003، 2004، 2005، 2006.
إسبانيا: 6 مرات، أعوام: 2008، 2009، 2010، 2011، 2012، 2013.
ألمانيا: مرتين، عامي: 1993 و2014
فرنسا: مرة واحدة، عام 2001
الأرجنتين: مرة واحدة، عام 2007
التصنيف الحالي
حافظت الأرجنتين على موقعها في صدارة التصنيف العالمي للمنتخبات، في الجدول الجديد الذي صدر في الأول من أكتوبر من العام 2015، وذلك للشهر الرابع على التوالي، فيما استرد منتخب المانشافت (بطل العالم) المركز الثاني من نظيره البلجيكي، واستعاد المنتخب الإسباني موقعه ضمن العشرة الأوائل، فيما بقي منتخب فرنسا خارج لائحة العشرين الأفضل، متأثرًا بابتعاده عن المباريات التنافسية واقتصاره على خوض المباريات الودية، نتيجة إعفائه من خوض تصفيات أمم أوروبا بسبب استضافته لنهائياتها، كما احتفظت منتخبات: الجزائر، إيران، المكسيك، ونيوزلندا، بصدارة منتخبات قارات: أفريقيا، أسيا، أمريكا الشمالية، وأوقيانيا، على التوالي.
إليكم قائمة أفضل 20 منتخبًا في تصنيف الفيفا الأخير، مع رصيد النقاط لكل منهم:
الأرجنتين: 1419 نقطة
ألمانيا: 1401 نقطة
بلجيكا: 1387 نقطة
البرتغال: 1235 نقطة
كولومبيا: 1228 نقطة
إسبانيا: 1223 نقطة
البرازيل: 1204 نقطة
ويلز: 1195 نقطة
تشيلي: 1177 نقطة
إنجلترا: 1161 نقطة
النمسا: 1100 نقطة
سويسرا: 1044 نقطة
رومانيا: 1042 نقطة
هولندا: 1004 نقطة
التشيك: 983 نقطة
كرواتيا: 965 نقطة
إيطاليا: 962 نقطة
سلوفاكيا: 936 نقطة
الجزائر: 927 نقطة
الأورغواي: 919 نقطة.
ملاحظة: للتعرف على ترتيب المنتخبات الـ208 كاملةً، مع الإحاطة بتفاصيل إضافية حول آلية احتساب نقاط كل منتخب على حدة، والتغيرات التي طرأت على ترتيبه تاريخيًا، إضافةً لإمكانية المقارنة بين منتخبين أو أكثر، بإمكانكم زيارة صفحة التصنيف العالمي على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عبر الرابط التالي: هنا.
المنتخبات العربية
يذكر التاريخ بأن منتخبين عربيين استطاعا اقتحام غمار لائحة المنتخبات العشرة الأفضل عالميًا، أولهما منتخب أسود الأطلس المغربي، الذي احتل المركز العاشر في أبريل من عام 1998، وثانيهما منتخب الفراعنة المصري، الذي استطاع بلوغ المركز التاسع عالميًا في يونيو من عام 2010، وهو أفضل مركز يبلغه منتخب عربي في تاريخ تصنيف الفيفا.
أما على صعيد التصنيف الحالي، فيحتل منتخب محاربي الصحراء الجزائري صدارة المنتخبات العربية، بحلوله في المركز الـ19 عالميًا والأول أفريقيًا، علمًا بأنه أنهى العام الماضي في المركز الثامن عشر عالميًا، يليه المنتخب التونسي الذي يحتل المركز الـ36 عالميًا والرابع أفريقيًا.
إليكم فيما يلي ترتيب جميع المنتخبات العربية في جدول تصنيف الفيفا الأخير الصادر في الأول من أكتوبر الجاري، إضافةً إلى التعرف على التصنيف القاري الحالي لكل منتخب:
الجزائر: المركز الـ19 (الأول أفريقيًا)
تونس: المركز الـ36 (الرابع أفريقيًا)
مصر: المركز الـ51 (التاسع أفريقيًا)
الإمارات: المركز الـ70 (الخامس أسيويًا)
المغرب: المركز الـ80 (الـ21 أفريقيًا)
السودان: المركز الـ84 (الـ22 أفريقيًا)
العراق: المركز الـ85 (الثامن أسيويًا)
السعودية: المركز الـ88 (التاسع أسيويًا)
موريتانيا: المركز الـ89 (الـ23 أفريقيًا)
قطر: المركز الـ92 (العاشر أسيويًا)
الأردن: المركز الـ99 (الـ11 أسيويًا)
عُمان: المركز الـ102 (الـ12 أسيويًا)
ليبيا: المركز الـ105 (الـ29 أفريقيًا)
سورية: المركز الـ123 (الـ13 أسيويًا)
البحرين: المركز الـ124 (الـ14 أسيويًا)
الكويت: المركز الـ128 (الـ15 أسيويًا)
فلسطين: المركز الـ130 (الـ17 أسيويًا)
لبنان: المركز الـ140 (الـ19 أسيويًا)
اليمن: المركز الـ180 (الـ38 آسيويًا)
الصومال: المركز الـ203 (الـ53 إفريقيًا)
جيبوتي: المركز الـ206 (الـ54 أفريقيًا).