تتواصل انتفاضة القدس للأسبوع الثالث على التوالي وسط زيادة وتيرة المواجهات والعمليات الفدائية التي ينفذها شبان وفتية فلسطينيون في القدس والأراضي المحتلة عام 48، مقابل فشل ذريع لحكومة نتنياهو وأجهزتها الأمنية في مواجهة المنتفضين والعمليات البطولية.
وبعد مضي 16 يومًا على ثورة الشباب المنتفضين في القدس والضفة والداخل المحتل، تعمل حكومة الاحتلال جاهدة على وأد الانتفاضة ومنع العمليات البطولية، فهل تأتي الرياح بما لا تشتهي حكومة نتنياهو؟
زخم وعنفوان
وفي هذا الصدد، رأى مراقبون للشأن السياسي أنه كلما ازدادت إجراءات وأساليب الاحتلال لإخماد الانتفاضة ازدادت الانتفاضة زخمًا وعنفوانًا، مشيرين إلى أن إسرائيل جربت نفس الإجراءات والأساليب والوسائل ولا تتعلم من فشلها.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس البروفيسور عبد الستار قاسم قال إن “المشكلة لدى الاحتلال أنه يرتكب الموبقات والجرائم المختلفة ويدعي الأخلاق والحضارة كالساقطة التي تدعي الشرف” حسب وصفه، وتساءل قاسم: “لماذا تصر حكومات الكيان على أسلوبها وهي تعلم أن الرد والثأر الفلسطيني قادم؟ ألا يعلم نتنياهو أنه كلما ازدادت الإجراءات الأمنية ازدادت الانتفاضة زخمًا”، وأضاف “الاحتلال لا يتورع في مسلسل الإجرام ويصنع ثارات في شعبنا، فحكومة نتنياهو واهمة إذا ظنت أنها بهذه الإجراءات والأساليب ستنجح”.
فيما قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إن “نتنياهو يشدد العقوبات على المنتفضين على أمل كسر إرادتهم، هل ترك الاحتلال منذ سنوات بعيدة شيئا لم يجرّبه؟! المصيبة فيمن يتعاونون معه”، ورأى الزعاترة في تغريدة نشرها على صفحته بموقع تويتر أن “رئيس السلطة محمود عباس لا يحتاج لأي ضغط كي يسعى بكل قوة لمنع تصاعد الانتفاضة، لكن ذلك لا ينفي أن هناك من يحثه يوميًا على ذلك، من السيسي في مصر وحتى الإدارة الأمريكية”، على حد تعبيره.
ستزيدها اشتعالًا
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن قرارات وإجراءات حكومة نتنياهو لن تؤثر على سير الانتفاضة بل ستزيدها اشتعالًا، وقال المدهون: “قرارات الاحتلال ستؤدي لحالة من الغضب وتنامي السخط في صفوف الفلسطينيين وهذه الإجراءات لن تضيف شيئًا على الأوضاع فهي متخذة مسبقًا لأنها تعد أساسًا للسياسة الإسرائيلية”.
أما المحلل السياسي حمزة أبو شنب من غزة فأكد أن الاحتلال عاجز عن التعامل مع الواقع الميداني في الضفة الغربية المحتلة والقدس والمدن المحتلة عام 48.
زمام السيطرة
قال أبو شنب إن “من يحاول الالتفاف على الانتفاضة لا يمتلك زمام السيطرة على كافة الجبهات فإن أخمدها في الضفة فلا يستطيع إخمادها في الداخل المحتل”، ولفت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يستخدم مصطلحات كـ “الحرب على الإرهاب والإسلام المتشدد والحركة الإسلامية” لربط ما يجري في فلسطين بالواقع العربي وأنه وحلفاءه من العرب في خندق واحد لمواجهة الانتفاضة.
وقد قرر مجلس الوزراء المصغر للاحتلال (الكابينت) مساء الثلاثاء، اتخاذ خطوات هجومية لإعادة الهدوء في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وأراضي الـ48 وقطاع غزة، وقال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: “سنقوم بتصفية حساباتنا مع القتلة وإسرائيل ستستخدم كل الوسائل الممكنة لمواجهة ما وصفه بالعنف وعن اتخاذ تدابير قوية لمواجهة التصعيد”.
ومن القرارات التي اتخذها الكابينت تجنيد جنود للعمل إلى جانب الشرطة من أجل توفير الحماية للاسرائيليين في المدن وهدم منازل منفذي العمليات فورًا، كما قررت حكومة الاحتلال سحب الهويات من منفذي العمليات في أراضي 48 ومن يقدم لهم المساعدة، وسحب الهويات من منفذي العمليات من سكان القدس وعائلاتهم، بالإضافة إلى حصار أحياء فلسطينية بالقدس وإحاطتها بالشرطة والجيش.
وأكد الكاتب الصحفي إبراهيم المدهون أن هذه القرارات تهدف لتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين وحصار المقدسيين وزيادة معاناتهم والتضييق عليهم.