اختارت حركة طالبان باكستان سعيد خان زعيما جديدا خلفا لرجلها الأول الذي قُتل في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار قبل يومين.
وكان حكيم الله محسود تولى قيادة طالبان باكستان في أغسطس/آب 2009 خلفا للزعيم السابق بيت الله محسود الذي قتله صاروخ أطلقته طائرة بدون طيار تتحكم بها الاستخبارات المركزية الأميركية في معقله جنوب وزيرستان على الحدود مع أفغانستان.
وعرضت السلطات الباكستانية في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2009 مكافأة مقدارها ستمائة ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله أو قتله، كما عرضت نفس المكافأة لقاء معلومات مماثلة عن القياديين في الحركة ولي الرحمن وقاري حسين.
إلا أن الحكومة الباكستانية اتهمت الولايات المتحدة بخرق سيادتها بشنها الغارة التي قتل فيها محسود.
وقال وزير الداخلية الباكستاني، شودري نصار علي خان، بهذا الشأن “جميع جوانب التعاون مع الولايات المتحدة والعلاقات معها ستخضع للمراجعة في أعقاب الوضع الذي تشكل بعد مقتل محسود”.
وتابع “لا يتعلق الأمر بمقتل شخص واحد ولكن بالقضاء على جميع جهود السلام”إذ كان وفد باكستاني رسمي يستعد للسفر إلى منطقة شمال وزيرستان من أجل إجراء مباحثات مع محسود يوم مقتله لمناقشة مباحثات السلام المحتملة بين الحكومة وطالبان باكستان، وقالت مصادر حكومية أن باكستان ستراجع علاقتها بالولايات المتحدة.
واستدعت باكستان السفير الأمريكي لدى إسلام آباد للاحتجاج على الغارة الجوية، إلا أن متحدث باسم الخارجية الأمريكية أبدى عدم مبالاته قائلا أن تلك المحادثات “شأن داخلي باكستاني” ما حدا ببعض السياسيين للمطالبة بقطع خطوط الإمداد للقوات الأميركية في أفغانستان.
فيما انتقد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي “توقيت” العملية قائلا أن التصفية حصلت في توقيت “غير مناسب” مبديا أمله بأن لا يضر ذلك بالمساعي الجارية لإحلال السلام في المنطقة.
أما طالبان فقد توعدت بالرد بموجة من التفجيرات الانتقامية، واستبعدت إجراء أي حوار مع الحكومة الباكستانية عقب مقتل محسود. وقال المتحدث باسم الحركة شهيد الله شهيد إن إجراء محادثات مع “عبيد الولايات المتحدة” لم يعد محتملا، مشيرا إلى أن الغارة الأميركية خربت المحادثات.
وفي 14 يناير/كانون الثاني عام 2010، أعلن متحدث باسم طالبان باكستان أن زعيم الحركة نجا من غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار على مجمع في شمال وزيرستان، جاء بعد عملية ضخمة نفذها الأردني همام البلوي وأدت إلى مقتل ٧ من ضباط المخابرات الأمريكية.
وقد اغتيل حكيم الله محسود بالطريقة ذاتها عندما استهدفته طائرة أميركية بدون طيار مع أربعة من مساعديه في شمال وزيرستان مما أدى إلى مقتلهم جميعا.
من الجدير بالذكر أن محسود كان قد قال في مقابلة أجرتها معه بي بي سي قبل أسبوعين إن الحركة مستعدة لإجراء “مباحثات جدية” مع الحكومة لكنه أضاف آنذاك أن الحكومة لم تكن قد اتصلت به بعد. ونفى محسود حينها أن يكون نفذ هجمات مميتة استهدفت أماكن عامة، قائلا إن أهدافه تتمثل في “أمريكا وأصدقائها”.
وقالت مصادر أخرى إن حكيم الله محسود انشغل بالتحضير لجولة حوار مع وفد يمثل الحكومة الباكستانية كان في طريقه للقاء طالبان، مما جعل حكيم الله يستبعد احتمال استهدافه. وأوضحت تلك المصادر أن محسود عقد اجتماعاً لأكثر من ست ساعات في نفس المكان لأول مرة منذ سنوات، وهو ما جعل رصده واستهدافه أسهل على الطائرات الأميركية.