بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة جديدة للشرق الأوسط مفتتحاً اياها بمصر في أول زيارة لمسؤول أمريكي لمصر بعد الانقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد مرسي الذي بدأت اليوم محاكمته مع 14 مسؤولاً آخرين من جماعة الاخوان المسلمين بتهم متعددة.
و واصفاً مصر بالشريك الحيوي وملتزماً بالعمل مع الحكومة المؤقتة، أكد كيري على دعمه لمسيرة التحول الديمقراطي التي تشهدها مصر من خلال حكومة وانتخابات تشمل جميع أطياف الشعب، وقال كيري : “لقد أثبت التاريخ أن الديمقراطيات هي أكثر استقرارا وقابلية للحياة وازدهارا من أي بديل آخر”، يأتي ذلك في الوقت الذي جمدت فيه الولايات المتحدة المساعدات الأمريكية لمصر والبالغة 1.5 مليار دولار بعد عزل مرسي لعدم احراز أي تقدم في مجال الديمقراطية.
السعودية التي وصلها كيري اليوم في خطوته الثانية تأتي بعد توتر العلاقات مع الحليف الاستراتيجي لأمريكا و “الأب الروحي” لدول المنطقة بعد تحسّن العلاقات الأمريكية الايرانية وفتح خطوط التواصل بعد 30 عام من الجمود الذي أصابها مما أثار قلق وحفيظة السعودية تبعه تخليها عن مقعدها في الأمم المتحدة، اضافة الى شعورها بالغضب تجاه السياسات الأمريكية الضعيفة في المنطقة بالسماح لاسرائيل ببناء المزيد من المساكن الاستياطانية الاسرائيلية واستمرار الصراع السوري دون حلّ فوريّ خاصة بعد اعلان اوباما توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ثم تراجعها عن ذلك بعد الاتفاقية الروسية بتسليم السلاح الكيميائي.
جولة أخرى من اللقاءات المزمع عقدها في الضفة الغربية يلتقي فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم التي قالت مصادر فلسطينية بأن عباس سيطلب من كيري وقف تل أبيب الأنشطة الاستيطانية لاعطاء فرصة السلام أن تبقى على قيد الحياة في الوقت الذي أعلنت فيه اسرائيل مؤخراً عن نيتها آلاف الوحدات السكنية للمستوطنين في الأراضي المحتلة، اضافة الى زيارة كيري لتل أبيب للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناياهو في رسائل أمريكية فلسطينية متعددة في حلقة أخرى من سلسلة السلام الفلسطيني الاسرائيلي التي يواجه المزيد من التعقيدات.
الأردن، الامارات والعربية المتحدة، الجزائر والمغرب أيضاً من المخطط لكيري أن يزورها في مزيد من الدبلوماسية الأمريكية التي تتمثل اللقاءات والمؤتمرات الصحفية الفارغة من المضمون دون حلول عمليّة يرافقها تناقضات على أرض الواقع تتوجها الملف المصري والسوري كأمثلة واقعية.